• كيف كانت بداية الفنان نواف الحملي في المجال التشكيلي؟ - البداية الفعلية كانت عند انضمامي لمعهد الفنون التشكيلية الأهلي للتدريب في أوائل الألفية الجديدة، حيث تتلمذت على أيادي أساتذة متمكنين، ودأبت على تطوير ذاتي ومستواي بالممارسة والقراءة والتمرين إلى أن اختارني المعهد لأكون أحد أعضاء هيئة التدريس فيه. واستمر ذلك بضع سنوات تمكنت خلالها من تكوين هوية فنية لي وأسلوب خاص يعكس ميولي الفنية.
• ما خصائص أسلوبك الفني وتوجهاته؟- أسلوبي يعتمد على الواقعية فائقة الدقة، كذلك على الفكرة، وتوظيفهما في أعمال سريالية ورمزية تعكس قضايا اجتماعية وسياسية غالباً، وأخرى تعنى بالتراث الكويتي الأصيل، لكني أحرص على تقديمه بطرق غير تقليدية غالباً. • كيف تجد تفسيرات لوحاتك من قبل الجمهور المتذوق، وهل أنت مع الغموض أم الإيضاح والمباشرة؟- يتفاعل الجمهور بردود أفعال عفوية وصادقة عند عرض أعمالي في المعارض، وبالأخص تلك التي تمس قضايا محلية وسياسية، لأنها تعكس ما تعانيه شريحة كبيرة من المجتمع، ويتم الربط بينها وبين تجارب المتلقي الشخصية في أغلب الأحيان، لذلك يكون تفسير هذه الأعمال مبنياً على واقع تأثر به المتلقي والفنان على حد سواء، كما أني أحرص على إيصال الفكرة بشكل شبه مباشر، فنادراً ما أترك مجالاً للتكهنات العشوائية التي قد تضلل المتلقي وتشتته عن الفكرة الرئيسية المطروحة. • هل ترى في الرسم طريقاً من نوع ما لتوثيق مذكراتك الشخصية، إن جاز التعبير؟ - الفن التشكيلي من أهم وسائل التوثيق في العالم، لذلك نجد أن الفنان يحرص على استغلال موهبته وفنه في توثيق مذكراته أو مواقفه الشخصية تجاه قضية ما وما يجول في خاطره ومخيلته، فالفن وسيلة نادرة للتعبير وله قيمة كبيرة لدى المجتمعات التي تقدره وتبحث عنه، ومن نعم الله على الفنان بأنه يرى مايدور في مخيلته نصب عينيه بما رسمت يداه. • لوحظ على بعض أعمالك الفنية إسقاطات على الأوضاع المحلية، فكيف ترى علاقة الفنان بالوسط الذي يعيشه ؟ وكيف يجب التفاعل معه ؟ - الفن الصادق هو الذي يحاكي الواقع ويكون منوطاً به، فالفنان يتأثر بما يمر به من أوضاع وتجارب فهو جزء لايتجزأ من مجتمعه، لذلك نجد المصداقية في تلك الأعمال التي تعبر عن واقع الحال وتناقش الأمور السلبية والإيجابية كذلك، فالأولى هي الدافع والأخيرة هي الأمل. • هل تعتبر نفسك موهوباً أم صاحب خبرة في الفن التشكيلي؟- أمتلك الموهبة والأساس الأكاديمي الذي يدعمها وينميها أيضاً، فالموهبة ركيزة أساسية للتميز ولكنها تصبح مقيدة ومحدودة إذا لم ننمها بالدراسة الأكاديمية والممارسة والتجربة، كما أنها تصنع الفارق بين فنان وآخر، فغير الموهوب غالباً ما يكون ذا تقدم وتطور محدودين يوازيان قدر إمكانياته، أما الموهوب فلا حدود لما قد يصل إليه فهي ملكة يعطيها الله لمن يشاء وعلى من يمتلكها أن يرعاها. • من هم قدوتك من الفنانين؟ - يعجبني عالمياً الفنان البلجيكي رينيه ماغريت لرمزيته وإسقاطاته السياسية المميزة، والروسي آيڤان آيڤازوفسكي لتعلقه بالبحر فهو شغف مشترك بيننا، والأميركي فرانك فرازيتا لموهبته غير المسبوقة في الرسم من الخيال دون الاعتماد على أي مراجع. • هل تلقيت جوائز على أعمالك؟ ومن أي الجهات؟ - حصلت ولله الحمد على العديد من الجوائز المحلية منها جائزة «ثمين الكويت» كأفضل فنان تشكيلي كويتي لسنة 2014، وجوائز أخرى متعددة في مهرجان القرين الثقافي ومعرض «الربيع التشكيلي» ومعرض «الشباب» التشكيلي كذلك، كما تم اختياري من موسوعة « كنوز مخفية» الأميركية وعرض أعمالي فيها كأحد أبرز الفنانين الشباب وكنت العربي الوحيد الذي شملته الموسوعة ولله الحمد، وأطمح لنيل جائزة الدولة التشجيعية في الفنون وجوائز اخرى خارج الكويت بإذن الله. • تفتقد الحركة التشكيلية الكويتية لحركة نقد مهنية وعلمية، فكيف يؤثر ذلك على مستوى الفن التشكيلي الكويتي؟- لاشك أن الساحة التشكيلية تفتقد النقاد الأكاديميين وللنقد البناء خاصة، لذلك نجد أن أغلب ما يسمى نقداً هذه الأيام ماهو إلا تعبير عن الرأي الشخصي للناقد وميوله الفنية تجاه الأعمال وعلاقاته بالفنانين أنفسهم، فالأغلبية لا يقدم ما يثري الحركة التشكيلية أو ما يساهم في تقويم وإرشاد الفنان لذلك فهو مجرد رأي عابر لا يستند إلى أسس أو معايير أكاديمية مدروسة تصب في مصلحة الفنانين والفن التشكيلي الكويتي عموماً.
توابل - مسك و عنبر
الحملي: بعض أعمالي تعكس إسقاطات سياسية محلية
19-06-2022