بايدن: حرب أوكرانيا شجّعت الصين على مهاجمة تايوان

ضغوط في الكونغرس على الإدارة لتوضيح خطتها في حال استخدمت موسكو «النووي»

نشر في 19-06-2022
آخر تحديث 19-06-2022 | 00:04
رئيس وزراء بريطانيا داخل طائرة عسكرية في لندن أمس بعد عودته من كييف (أف ب)
رئيس وزراء بريطانيا داخل طائرة عسكرية في لندن أمس بعد عودته من كييف (أف ب)
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن شنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين حربه على أوكرانيا التي انطلقت منذ 24 فبراير الماضي، شجّع الصين على التهديد بمهاجمة تايوان، وذلك بعد تأكيدها أن «موقفها من الجزيرة لم يتغير، وستسعى إلى إعادة التوحيد السلمي مع تايوان لكنها تحتفظ بخيارات أخرى».
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن «غزو الجيش الروسي لأوكرانيا، منح الصين الشجاعة كي تهاجم تايوان وتفرض سيطرتها عليها».

وفي تصريحات لوكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، قال بايدن: «بعد دخول الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا، تشجعت الصين لمهاجمة تايوان وكوريا الشمالية أصبحت أكثر شراسة»، مضيفا: «التضخم في الولايات المتحدة ليس خطأ إدارتي بدليل أن كل الدول الصناعية تعيش التضخم».

ورداً على فرض عقوبات تسببت بأزمة غذائية، قال «أفكر عسكرياً وليس كسياسي يبحث عن انتخابات»، مشدّداً على أنه «من المحتمل أن تشهد أوروبا فوضى إذا واصل بوتين التوغل في القارة. كان يجب أن نتصدى للهجوم الروسي رغم التداعيات علينا، وكرئيس لأميركا، الأمر لا يتعلق ببقائي السياسي وكان علينا التصدي لهجوم بوتين».

وفي أول رد فعل بعد تصريحات الرئيس الروسي التي أكد فيها أن بلاده لن تتردد في استخدام ترسانتها النووية في حال تعرضت لتهديد وجودي، طالب نواب جمهوريون إدارة بايدن برد واضح على «تهديدات موسكو»، مضيفين أن «تصريحات الإدارة الأميركية لا تكفي لردع روسيا بعد تلويحها بالنووي».

وكان بوتين قال خلال المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ، أمس ، إن «روسيا لا تهدد أحداً بالأسلحة النووية، فنحن نمتلكها، ويجب على الجميع أن يعرفوا ذلك، وسنستخدمها إذا لزم الأمر لحماية سيادة بلادنا».

كما حذر بوتين من تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى، مشيرا إلى أن من سيفعل ذلك سيكون قد تجاوز الخطوط الحمر.

وبرر الرئيس الروسي مرة أخرى حربه على أوكرانيا، والمستمرة منذ نحو 4 أشهر، قائلاً: «في الوضع الحالي، وعلى خلفية المخاطر والتهديدات المتزايدة التي تواجهنا، كان قرار روسيا بشن عملية عسكرية خاصة قسرياً وضرورياً».

وذكر أن الغرب كان من قبل «يضخّ حرفياً لأوكرانيا أسلحته ومستشاريه العسكريين، والقرار يهدف إلى حماية مواطنينا وسكان الجمهوريتين الشعبيتين في دونباس، الذين تعرضوا لثماني سنوات من الإبادة الجماعية من قبل نظام كييف».

ووصف بوتين العقوبات التي فرضتها الدول الغربية بأنها «جنونية وطائشة ولن تنجح»، مؤكدا أن الاقتصاد الروسي صمد أمام العقوبات الغربية التي وصفها بـ»غير المسبوقة».

وقال إن الإجراءات العقابية أضرت أيضاً الاتحاد الأوروبي بشدة، مقدرا الضرر الذي لحق بأوروبا بنحو 400 مليار دولار.

كما انتقد بوتين الغرب بشكل أكبر في خطابه أمام ممثلي قطاع الأعمال، معتبراً أن الولايات المتحدة تتصرف مثل «الرُسُل على الأرض». وقال إن الغرب يريد استعمار أجزاء أخرى من العالم، مضيفاً أن المنظومة الاقتصادية تتعرض لضربات، فيما سلاسل الغذاء تتدهور، والغرب بدأ طباعة الأموال للتغلب على الأزمات الاقتصادية.

وذكر أن الارتفاع الحاد في أسعار الغاز حدث قبل العملية العسكرية في أوكرانيا، متعهدا بإرسال الغذاء إلى إفريقيا والشرق الأوسط.

وأشار بوتين إلى أن العجز في الأسمدة، سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء أكثر ولا يمكن لوم روسيا، مؤكدا أن موسكو ترحب بجميع المحادثات حول أزمة الغذاء في العالم.

وتوقع نجاح روسيا في أوكرانيا بعد أكثر من 16 أسبوعا من القتال، موضحاً «كل أهداف العملية العسكرية الخاصة ستتحقق بالتأكيد. هذا حتمي بشجاعة وبطولة محاربينا، وتماسك المجتمع الروسي الذي يمنح دعمه القوة والثقة للجيش والبحرية الروسيين، والفهم العميق للحق والعدالة التاريخية لقضيتنا».

وذكر أن روسيا «ستقبل أي خيارات» تقررها جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا بشأن مستقبلهما.

من ناحيته، حذّر السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف الولايات المتحدة من الاستمرار في ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا، معتبرا أنها ستكون «طريقاً للمواجهة» بينهما.

وفي مقالة لمجلة «نيوزويك» نشرت أمس، قال أنتونوف: «يبدو واضحا أيضاً قصر نظر الأميركيين في الظروف الحالية، والنخبة المحلية المهووسة برغبة إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، تعمل على تصعيد التوتر وتضخ الأسلحة إلى النظام في كييف. هل هم فعلا لا يدركون أن ذلك هو الطريق إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين أكبر دولتين نوويتين، محفوفة بعواقب لا يمكن التنبؤ بها»؟

وشدد أنتونوف على أن الخطط الأميركية لـ «خنق روسيا بالعقوبات غير مجدية»، وقال: «لا شك أن فرض القيود من دون تفكير يؤدي فقط إلى تفاقم الوضع في الاقتصاد الأميركي. ومن الواضح أن واشنطن وفي حالة الهيجان المناهض لروسيا، مستعدة لإطلاق النار على قدمها والرقص في نفس الوقت. يبدو ذلك سخيفا».

وشدد السفير على أن الجهود الأميركية، «لن تؤثر بأي حال من الأحوال على تصميم الجيش الروسي على إنجاز المهام المحددة خلال العملية العسكرية الخاصة لحماية سكان دونباس»، وتجريد أوكرانيا من السلاح.

ودعا أنتونوف الجانب الأميركي إلى التوقف عن الغوص في الأوهام بخصوص إلحاق الهزيمة بروسيا، مؤكداً عدم وجود بديل للعلاقات البراغماتية بين الجانبين.

الاتحاد الأوروبي

ومع احتدام الحرب والمعارك الشرسة في قرى تقع قرب مدينة سيفيرودونيتسك شرق أوكرانيا التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها منذ أسابيع، تلقت كييف دفعة كبيرة عندما أوصى الاتحاد الأوروبي بأن تصبح مرشحا للانضمام إلى التكتل، فيما سيكون تحولاً جيوسياسياً مثيراً في أعقاب الغزو الروسي.

ومن المتوقع أن يصدق زعماء الاتحاد الأوروبي على توصيات اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي الخاصة بأوكرانيا ومولدوفا المجاورة، والتي تم الإعلان عنها أمس ، في قمة تعقد هذا الأسبوع.

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بـ «القرار التاريخي» الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي بالتوصية بمنح بلاده وضع الدولة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي.

زيارة للجنوب

وغداة استقباله الجمعة في كييف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قام الرئيس الأوكراني، الذي نادراً ما يتنقل خارج العاصمة منذ بدء الغزو الروسي، بزيارته الأولى لمدينة ميكولايف الساحلية والصناعية في جنوب البلاد أمس. وأظهر مقطع فيديو نشرته الرئاسة زيلينسكي وهو يتفقد مبنى سكنيًا متضررًا بشدة ويعقد اجتماعات مع مسؤولين محليين في ميكولايف التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية لكنها قريبة من خيرسون التي يحتلها الروس. ولا تزال المدينة هدفًا لموسكو لأنها تقع على الطريق المؤدي إلى أوديسا، أكبر ميناء في أوكرانيا.

back to top