أثبتت المرأة قدرتها على العمل في كل الميادين، وها هي اليوم تخوض انتخابات مجالس إدارات الجمعيات التعاونية.

هيا المقرون وصبا خريبط ومنال الكندري ثلاث نساء يخضن انتخابات «التعاونيات»، التقت بهن «الجريدة»، وأكدن أنهن قادرات على التغيير والتطوير في القطاع التعاوني، انطلاقاً من الأفكار التطورية الجديدة التي وعدن بها، والتي ستساهم في تقديم خدمات ذات جودة للمساهمين، وتطوير الحدائق، وتكثيف ثقافة التخضير والتشجير والحفاظ على البيئة، وفيما يلي التفاصيل:

Ad

بداية، قالت مرشحة جمعية الشعب التعاونية هيا المقرون، إن المتغيرات السياسية والاقتصادية تؤكد أهمية دور قطاع التعاونيات في تأمين السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية، وذلك كان واضحاً خلال الغزو العراقي الغاشم للكويت عام 1990، وكذلك خلال جائحة كورونا، إذ أثبت قطاع الجمعيات التعاونية أهميته في إيجاد السلع والمواد للمواطنين والمقيمين، ومن هذا المنطلق فإن تطوير هذا القطاع ينبغي أن توازيه محاربة الفساد واستمرارية ذلك وديمومته.

وأضافت المقرون «في جمعية الشعب بالذات أطمح، في حال وصولي إلى مجلس الإدارة، ألا تقتصر خدمات الجمعية على خدمة سكان المنطقة، بل ستمتد إلى جميع المناطق القريبة؛ لتعظيم أرباح المساهمين».

تمكين المرأة

وقالت: «جاء ترشحي للانتخابات لتمكين دور المرأة في المجال الاقتصادي بالذات، لاسيما أنني أرى عزوف النساء عن الترشح في الجمعيات التعاونية، وأتمنى أن تصل رسالتي، من خلال نجاحي بإذن الله، بقدرة المرأة على الوصول إلى هذا المجال، والعمل في المجال الاقتصادي والتعاوني»، مضيفة أن الثقافة العامة التي تستنكر على المرأة دخولها لمجلس الإدارة يجب أن تتغير، فالمرأة وصلت إلى مجلس الأمة، وأصبحت قاضية.

وتابعت أن أهمية استمرارية قطاع الجمعيات التعاونية بالكويت تكمن في تطوير منظومته، وإصلاحها، وتعزيز الشفافية والحوكمة فيها، ومحاربة الفساد.

وأكدت: «في حال وصولي إلى مجلس الإدارة أتمنى تكوين فريق عمل مع الأعضاء، وأن يتم تقسيم العمل ومسؤولياته بيننا، ومن بين هذه المسؤوليات أطمح إلى تشكيل فريق لإعادة الحدائق العامة وتخضير وتشجير المرافق العامة، حتى تكون الحدائق العامة متنفسا لأهالي المنطقة من أطفال وكبار السن، وحتى نعزز حماية البيئة».

العنصر النسائي

من جانبها، قالت مرشحة جمعية الروضة وحولي صبا خريبط، إن «سبب خوضي للانتخابات هو شعوري بأن هناك احتياجا للعنصر النسائي للتعامل مع المساهمين بعد تجربتي في التطوع اثناء ازمة كورونا، إذ كنا في فترة الحجر الجزئي والكلي نقوم بمساعدة أهل المنطقة من خلال توصيل السلع والمواد الغذائية إليهم».

وتابعت خريبط: «وكان بعض أهل المنطقة يرون سهولة التعامل مع النساء، ونصحوني بخوض انتخابات الجمعية، فبدأت الفكرة تتبلور بعد ذلك لدي وقررت خوضها»، موضحة أن شعارها في الانتخابات هو الالتزام بالتطوير، «وسأركز على تطوير الكثير من الافكار للجمعية، على سبيل المثال خدمة self checkout والعربات الذكية».

وأشارت إلى بعض الخدمات التي تفيد المساهمين غير المتوافرة في الجمعية، لافتة إلى أنه رغم أن نسبة الأرباح عالية في الجمعية فإنها تفتقد لخدمة self checkout والعربات الذكية.

وأكد أنها ستركز أيضا على الاهتمام بذوي الهمم، وأن يكون لهم تسهيلات في الجمعية من ناحية الدخول والخروج وغيرها من الأمور التي تتناسب معهم.

سوء الخدمات

ومن جهتها، أوضحت مرشحة جمعية عبدالله المبارك منال الكندري، أن «فكرة الترشح كانت تراودني منذ فترة بعيدة، فعندي بعض الرؤى والاستراتيجيات التي ستكون في مصلحة المنطقة»، لافتة إلى أن «عبدالله المبارك منطقة جديدة لكن للأسف تعاني سوء الخدمات والافتقار إلى الجودة المقدمة للمستهلكين، وهذا ما حفزني للقيام بعمل شيء جيد للمنطقة».

وأضافت الكندري أن «دور المرأة غائب في مجال إدارات الجمعيات التعاونية، وباعتقادي أن المرأة يمكن أن تكون لها بصمة إيجابية في مجالس الإدارات، وهذا هو الهدف من خوضي للانتخابات، كما أنني سأركز على الاهتمام بذوي الهمم ليكون لهم تسهيلات في الجمعية».

وأعربت عن نيتها العمل من أجل العمل والإصلاح، ولا مجال للعمل للمصلحة الشخصية، مبينة أن «اليوم نرى الأغلب يتكلم عن مجالس إدارات الجمعيات على أنها لتخليص المعاملات والمصالح الشخصية، وهذه ثقافة أصبحت سائدة لدى الناس»، مضيفة «كنت أتساءل كثيرا: لماذا يدفع الشخص مبالغ بالآلاف حتى يتمكن من الوصول إلى كرسي الادارة؟».

وتساءلت: «لماذا لا تكون لدينا مكافحة فساد إداري في مجالس إدارات الجمعيات التعاونية؟ ولماذا لا يكون لدينا حوكمة؟ ولماذا لا يتم تمكين المرأة في هذا المجال لتضع بصمة وتكون مساندة وشريكة للرجل؟».

صعوبات

وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهتها، أشارت الكندري إلى بعض الاحاديث التي خاضتها مع البعض، وقالت «هناك حديث وجه إلي من أحدهم عن أنني امرأة نازلة في منطقة قبلية، مؤكدة «اننا جميعاً كويتيون، ونحن إخوان في العمل، ويجب أن يكون همنا المصلحة العامة لا المصلحة الشخصية».

وأضافت «قررت خوض الانتخابات لأنني أشعر بالانتماء لمنطقتي، ولا مانع من أن أضع يدي بيدك ونعمل من أجل المساهم، فالمساهم شريك في الجمعية وله نسبة من الأموال الموجودة»، لافتة إلى أن المساهم يحتاج إلى الخدمة وجودتها، وليس فقط توزيع أرباح آخر السنة، فلماذا لا نعزز الجانب الاجتماعي والثقافي في المنطقة؟ ولماذا لا نخرج عن المألوف؟».

حصة المطيري