في الوقت الذي وصل فيه عدد النواب المعتصمين في مجلس الأمة إلى 22 نائبا، انطلقت، امس الاول، اول الاعتصامات التي دعا اليها النواب المعتصمون، من الدواوين ابتداءً من اعتصام ديوان النائب حسن جوهر، والذي امتد ساعتين، من التاسعة حتى الحادية عشرة مساء، وسط حضور كبير من المواطنين رجالا ونساء، تقدمهم النائبان السابقان أحمد الشريعان ووليد الجري وناشطون سياسيون.

وتحدث رئيس مجلس الأمة الأسبق أحمد السعدون من ديوان جوهر، مؤكدا أن هذا الاعتصام الذي ينطلق من دواوين الكويت يأتي تضامناً مع الذين انتصروا للدستور، وأبوا إلا أن يبروا بقسمهم، وإيصال رسالة بعدم المساس بالدستور.

Ad

واعتبر السعدون أن اعتصام النواب في المجلس تاريخي وغير مسبوق، لافتا إلى أنه يأتي في وقت وصل فيه تعامل رئيس الوزراء الحالي سمو الشيخ صباح الخالد مع المجلس والشعب إلى مرحلة غير مسبوقة.

وكشف ان الاعتصام لم يكن هدفه فقط إيصال الرسالة إلى الشعب الكويتي، فالشعب كله مستنفر، لكن الرسالة للعالم أجمع، مؤكدا أنه جاء تضامناً مع الذين انتصروا للدستور، ودافعوا عن المال العام، وتصدوا للفساد.

وتابع «عندما تنادى الشعب في ديسمبر 2020 وجاء بعدد من النواب المؤمنين بمسؤوليتهم في الدفاع عن الدستور ضرب الشعب أروع الامثلة في الدفاع عن الدستور والديموقراطية، ومحاربة الفساد والمفسدين»، مؤكدا أن الاعتصام سيستمر وسيجد صداه.

ولفت إلى أن ذلك يأتي في ظل محاولة رئيس الحكومة المستقيلة وغيره عقد جلسة للتصويت على الميزانيات بعشرات المليارات في سابقة خطيرة، متسائلا: هل التصويت على الميزانية من العاجل من الامور؟ و لماذا لم تترك الامر الى الحكومة الجديدة لتقرر ذلك بدلا من الذهاب إلى جلسة الميزانيات مباشرة بلا تقارير من لجان المجلس، التي لم تنته منها؟... فهذه ميزانية دولة.

واعتبر ذلك الفعل خطيئة لا تغتفر، ليس ذلك فحسب، بل هناك قضية خطيرة يجب التوقف عندها، وهي تفويض أحد الوزراء من أجل سلق مجموعة من القوانين، مع الأسف، وآخرها ما حدث في الجلسة الأخيرة من تفويض، معتقدا أن ذلك حدث غير مسبوق.

وقال إن الاعتصام النيابي في مجلس الامة أكد لكل من يتابع هذا الحدث غير المسبوق أنه لا مساس بالدستور بفضل الشعب الكويتي الذي لم يرده جيش الاحتلال العراقي عن التمسك بالعهد والبيعة، مؤكدا أن الشعب الكويتي ملتزم بأنه لا للمساس بالدستور، ولا يقبل بكل ممارسات رئيس الحكومة للالتفاف على مواده.

وشدد على أن الكويت تملك كل الامكانات الكفيلة بتنمية وإصلاح البلد، وتملك المال وحرية التعبير وقول الحق والكوادر البشرية، مشيرا الى ان رسالة الشعب الكويتي للمعتصمين في المجلس هي الوقوف تأييداً لهم في مسيرتهم للدفاع عن الدستور ومقدرات البلد وحماية المال العام.

وتابع «إذا تخلى رئيس الوزراء عن منصبه فسيستمر لتسيير العاجل من الأمور في شؤون منصبه، مو بكيفه يستقيل ويقعد في البيت، لكنه فضلا عن أنه لم يأت بالعاجل من الامور فقط تجاوز إلى ما نهاه الدستور عنه من خلال اتجاهه إلى التصويت على الميزانيات في جلسة من دون تقارير اللجان المختصة».

وكشف السعدون أن الخالد لم يعترف بأنه ارتكب خطيئة ووصل الى حالة غير مسبوقة عندما أراد تحصين نفسه وعدم مساءلته، وأخطا في ذلك إذ كان يعتقد هو وحكومته أنهم قادرون على تجاوز كتاب عدم التعاون، لكنه صُدم عندما بلغ عدد النواب المؤيدين لعدم التعاون معه النصاب المطلوب.

وذكر أن الشعب الكويتي يقف صفا واحدا مع النواب المعتصمين في المجلس تأييدا لهم وانتصارا للارادة الشعبية، «ونؤكد اليوم أنه لن يستطيع أي طرف من الاطراف الطارئة التعدي على الدستور بوجود الشعب الكويتي، الذي هو الدرع الحصينة أمام اي محاولات للنيل من الدستور او الكويت أو من المال العام ومقدرات البلد«.

وأشار السعدون إلى أن»الشعب الكويتي مؤمن بالدستور، وعلينا إعلان أنه لا عبث بالدستور، ونرفض التفاف رئيس الوزراء على مواده«، ثم خاطب النواب المعتصمين في المجلس قائلا:»إن الشعب معكم، والحشد الكبير في اعتصام جوهر معكم، ونحن نؤيد هذا الاعتصام الذي يعتبر انتصاراً للدستور».

وشكر النائب حسن جوهر الحضور الكبير الذي واكب الاعتصام الأول في ديوانه بمنطقة بيان، عبر بث مباشر من موقع النواب المعتصمين في مجلس الامة.

وأعرب جوهر عن أمله أن يتعاظم العدد في الاعتصامات المقبلة في الدواوين كي تكون الرسالة بليغة ومعبرة عن الشعب الكويتي قاطبة، برفضه القاطع لأي ممارسات غير دستورية او محاولات للنيل من الدستور، مثمنا ما اعتبره وقفة الشعب مع النواب المعتصمين في المجلس.

فهد التركي *