علمت «الجريدة» أن أحد المشروعات التطويرية في وزارة الصحة يمر بمرحلة تعثر ليس لها علاقة بالتمويل وهو بالتحديد المسح الصحي لكبار السن، الذي قامت الوزارة منذ عدة سنوات بوضع خطة له وتشكيل لجنة عليا برئاسة أحد الوكلاء المساعدين واستقدام استشاريين من منظمة الصحة العالمية لوضع بروتوكول واستراتيجية متكاملة للرعاية الصحية لكبار السن بما يتفق مع القرارات العالمية.

وأكدت مصادر صحية مطلعة أن هذا المشروع لاقى ترحيباً واهتماماً من جانب مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، إذ أبدت استعدادها لتقديم الدعم والتمويل اللازم لإنجاز المشروع بصورة علمية ووفقاً للبروتوكولات العالمية لإجراء المسوحات الصحية، التي أدت إلى توفير المؤشرات عن صحة كبار السن والتي تساعد على وضع الخطط والبرامج ومتابعة تنفيذها بصورة علمية.

Ad

وأوضحت المصادر، أنه بعد قطع شوط ملموس في المباحثات بين وزارة الصحة ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، فإن المؤسسة فوجئت بعدم تلقي أي ردود من الوزارة على مراسلاتها المتعلقة بالمسح الصحي الأول لكبار السن، وأن آخرها كتاب المؤسسة منذ أكثر من 6 أشهر وبالتحديد في شهر ديسمبر 2021، تطلب فيه المؤسسة من الوزارة تحديد مساهماتها في تنفيذ المشروع، إلا أن الوزارة لم ترد على كتاب المؤسسة والذي يبدو أنه السبب الرئيس لتعثر إنجاز المشروع التنموي الهام، حيث إن الوزارة تعاني ندرة البيانات الحديثة المتعلقة بصحة كبار السن وكان آخر تقرير أعدته الوزارة عن مؤشرات صحة المسنين يعود إلى أكثر من 6 سنوات مضت وبالتحديد في عام 2016.

خطة التنمية

وذكرت المصادر أن اهتمام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بهذا المشروع يأتي نظراً لأهميته في خطة التنمية وبرامج وزارة الصحة، وبصفة خاصة البرامج المتعلقة بصحة كبار السن ومجابهة التحديات المتعلقة بهم والتي كانت مبرراً من قبل لوضع استراتيجية وطنية متكاملة لصحة كبار السن من خلال لجنة يرأسها وزير الصحة بصفته، وتضم القياديين من الوزارة ذات الصلة، وأسفرت أعمال تلك اللجنة عن وضع الملامح الرئيسية لاستراتيجية كبار السن في دولة الكويت وتقديمها للمنظمات الدولية والإقليمية كنموذج لاهتمام الدولة على أعلى مستوياتها لرعاية كبار السن.

وأشارت إلى ارتباط اسم دولة الكويت برعاية كبار السن على مستوى منظمة الصحة العالمية، حيث تمنح سنوياً جائزة المغفور له الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه، للبحوث الصحية في مجال صحة كبار السن وتعزيز الصحة، والتي فازت بها هذا العام د. هنادي الحمد من دولة قطر الشقيقة، وقام وزير الصحة د. خالد السعيد بتسليمها الجائزة، ومنحت الجائزة في السنوات السابقة لعدة مراكز ومبادرات بالعديد من دول العالم لإنجازاتها في مجال البحوث والابتكارات المتعلقة بصحة كبار السن.

تدخل الوزير

وأكدت المصادر أن تعثر إنجاز المسح الصحي الوطني لصحة كبار السن يحتاج إلى تدخل من أعلى المستويات من جانب وزارة الصحة، وبالتحديد من وزير الصحة باعتباره يولي اهتماماً بالبحوث الصحية ودورها في تطوير الرعاية الصحية.

وأوضحت أنه سبق لوزارة الصحة إنجاز مسوحات صحية ساهمت في وضع وتطوير السياسات، مثل الترصد التغذوي والمسوحات الخاصة بمعدلات انتشار التدخين وعوامل الخطورة، والأمراض المزمنة غير المعدية، إلى جانب المسوحات الصحية لمعدل انتشار مرض السكري وأمراض القلب والدورة الدموية والتي تعتبرها الجهات المتخصصة بالتخطيط أهم الركائز لوضع الخطط التنموية والاستراتيجيات التطويرية لوزارة الصحة. وأضافت أنه لم يعرف حتى الآن ما هو دور اللجنة العليا للمسح الصحي التي تشكلت بقرار وزاري أصدره أحد الوزراء السابقين، لافتة إلى أن الاستراتيجية الوطنية لصحة كبار السن لم تتم مراجعتها وتحديثها منذ 6 سنوات وحتى الآن، بالرغم من المستجدات العالمية والقرارات العالمية الصادرة عن الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.

وطالبت المصادر بإعطاء المزيد من الاهتمام لصحة كبار السن من خلال إنشاء برنامج الزمالة لصحة المسنين، تحت مظلة معهد الكويت للاختصاصات الطبية، وزمالة طب العائلة بالمعهد، إلى جانب تقديم الدعم لإدارة كبار السن وإنشاء أقسام أو وحدات لرعاية كبار السن على مستوى جميع المستشفيات وبالتحديد في المستشفيات الجديدة مثل مستشفى جابر الأحمد ومدينة الجهراء الطبية، والاستفادة من خبرات المراكز العالمية التي فازت بجائزة الشيخ صباح الأحمد، لتقديم الدعم الفني لجعل الكويت مركزاً إقليمياً متميزاً لصحة كبار السن ضمن إطار التعاون بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.

عادل سامي *