تجهز رابطة الأدباء الكويتيين لإطلاق مشروع ثقافي بعنوان «مهرجان كاظمة للشعر»، وقد اجتمع مؤخرا الأمين العام للرابطة د. خالد رمضان، ورئيس أكاديمية الأدب ومقدم المشروع د. خلف الخطيمي، ورئيس اللجنة الثقافية عضو مجلس إدارة الرابطة د. محمد البغيلي، مع المسؤولين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لعرض فكرة المشروع، وتناول الاجتماع تبادل وجهات النظر، وعرض المقترحات والرؤى حول هذا المشروع الثقافي الحيوي، الذي يراد من خلاله تفعيل وتأكيد دور الكويت الثقافي، وإعادة مكانتها الريادية في هذا المجال، والاحتفاء بالشعر بصفته توجها إنسانيا وملمحا حضاريا.«الجريدة» تواصلت مع المعنيين بالمشروع، حيث قال د. رمضان: «لرابطة الأدباء مشروع ثقافي طموح، وهو إقامة مهرجان شعري سنوي يحمل اسم كاظمة، ويشارك فيه شعراء ونقاد من الوطن العربي، وعرضنا الفكرة على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب باعتباره الجهاز المسؤول عن الثقافة في البلاد، بحيث يكون المهرجان تحت مظلته، وبالتعاون مع الرابطة نأمل أن يرى المشروع النور في القريب».
الوجدان الكويتي
بدوره، ذكر د. الخطيمي: «منذ أن درست المتوسطة في مدرسة كاظمة ورحلاتي البرية في بر كاظمة بين ساحل الخليج وسلسلة جبال الزور، يتغلغل عشق كاظمة في الوجدان الكويتي، وبعد أن اتسعت المدارك وجدت ان اسم كاظمة يتردد صداه في مرافق مهمة بالكويت، ففي أسطول ناقلات النفط لاسم كاظمة نصيب، وفي أسطول الخطوط الجوية الكويتية كذلك، ونادي كاظمة الرياضي، ومن أوائل المجلات والصحف الكويتية كانت كاظمة التي أسسها نخبة من المثقفين، على رأسهم أحد مؤسسي رابطة الأدباء الأديب أحمد السقاف، عام 1948». وتابع: «وفي التاريخ الإسلامي العربي المشرق نجد معركة كاظمة، بقيادة الصحابي الجليل خالد بن الوليد، وكذلك في أفواه الشعراء وضمائرهم، فالفرزدق ابن كاظمة وكذلك جرير والبعيث والبوصيري، والشريف الرضي، فحق علينا نحو امتداد هذا التاريخ الأدبي الشامخ أن نحيي اسم كاظمة في مهرجان شعري يحتوي شعراء الكويت والخليج العربي والمنطقة العربية كلها، وسبق أن كتبت ملحمة وطنية حول كاظمة وامتدادها العظيم».وأضاف: «لذلك قدمت مشروع كاظمة لإخواني في الرابطة على فترات متعددة، وكانت هناك موافقة سابقة من رئيس مجلس الوزراء، إلا أن الظروف حالت دون تنفيذ ذلك، لكنه مع إصرار اخواني في مجلس الإدارة الحالي تم إحياء الفكرة من جديد وعرضها على وزير الإعلام والثقافة د. حمد روح الدين، الذي بدوره كلف الجهات المختصة في المجلس الوطني للثقافة، وتفاعل مع ذلك الأمين العام بالإنابة د. عيسى الأنصاري، ومديرة إدارة الثقافة عائشة المحمود، ونحن في طور بلورة المشروع بشكل تام».وأردف: «نرجو من أجهزة الدولة الأخرى أن تتفاعل معنا، لأنه مشروع ثقافي كبير، ونتمنى أن يشاركنا القطاع الخاص ويتحمل المسؤولية الثقافية، وألا يتراخى في ذلك، وليعلم الجميع أن هذا المهرجان هو مهرجان الجميع، وأن رابطة الأدباء مؤسسة عريقة لا تتوقف على أفراد ولا يوجهها فكر واحد، بل هي لكل الأفراد ولكل الأفكار المتزنة، كفلها القانون والدستور، وكذلك هي لكل المثقفين الكويتيين بشكل خاص، والعرب بشكل عام، وللأدباء الحقيقيين الذين يبحثون عن مصلحة الشأن الثقافي في الدولة وبشكل عام، وترفض كل من يتوهم بأن يرى في نفسه مركز الثقافة وشمسها والباقي كواكب يدورون حوله».تعاون مشترك
من جانبه، أكد د. البغيلي أن التعاون مع المجلس الوطني للثقافة في أكمل صوره، لخدمة الثقافة والأدب بالكويت، مضيفا أن للشعر أهمية كبرى في ثقافات الشعوب وتاريخهم وعند العرب، فهو ديوانهم وتراثهم، لذا يكون الشعر دائما على رأس الآداب والفنون، وعليه فإن رابطة الأدباء والمجلس الوطني بصدد تقديم نشاط مشترك حول الشعر، يحيي مجده ويكشف إبداعات الشعراء بالكويت على وجه الخصوص والعالم العربي بشكل عام.وأشاد بتعاون قياديي المجلس الوطني، وتذليل العقبات بهدف نجاح الفعالية، مشيرا إلى دعمهم الدائم لمجتمع الأدباء والمثقفين الذين تمثل رابطة الأدباء أغلبيتهم المميزة.