قدم أستاذ الانثربولوجيا وعلم الآثار بجامعة الكويت د. حسن أشكناني محاضرة بعنوان «الثقافة المتحفية في الكويت في منصة الفن المعاصر كاب»، بالتعاون مع وحدة الدراسات الأثرية والفولكلورية في كلية العلوم الاجتماعية.وقال أشكناني، إن الثقافة المتحفية موجودة في الدول والمجتمعات، وهي فكرة تحويل المقتنيات القديمة إلى مكان خاص بالعرض، لأن التعريف العالمي للمتحف هو المكان الذي يعرض، ويحفظ، ويدرس، ويبحث، ويصل إلى المجتمعات البشرية، وكل ما هو متعلق بالتراث البشري سواء المادي أو غير المادي، مبينا أن «لدينا ثقافة الاقتناء سواء في الكويت أو دول الخليج، أو أي مكان، والناس تحب الاقتناء، لكن هذا الاقتناء ليس متحفا لأنهم لا يملكون طريقة للعرض سواء في غرفة، أو مبنى، ويكون للزوار».
وأضاف ان المغفور له الشيخ مبارك الصباح كان يملك مجموعة من اللوحات القديمة، قام بتعليقها في قصر السيف، وكذلك في أيام الشيخ سالم بن مبارك عام 1917، أرسل الشيخ أحمد الجابر إلى لندن عام 1919 لتهنئة الملك جورج الخامس بالانتصار في الحرب العالمية الأولى، وأرسل معه سيفا وخنجرا قديما من الفترة القاجارية، وذكر الأرشيف البريطاني القطعتين، لافتا إلى أن ذلك يدل على أن الشيخ بن مبارك لديه ثقافة متحفية في حفظ المقتنيات القديمة، ولكن كانت آنذاك فترة بدائية وأولوية فلم تكن هناك فكرة عرض متحف.وأفاد بأن الحركة المتحفية بالكويت بدأت عام 1957 مع افتتاح متحف الكويت الوطني، وهناك متاحف حكومية منها المتحف العلمي التربوي، التابع لوزارة التربية، الذي افتتح عام 1972، ومتاحف الكويت الوطني، وبيت ديكسن، والبحري، والشرطة، التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إضافة إلى متحف جامعة الكويت بعنوان متحف ومختبر الآثار والانثربولوجيا، ومتحف الشيخ أحمد الجابر للنفط والغاز، التابع لشركة نفط الكويت، وكذلك هناك نحو 380 متحفا خاصا وأهليا، ومنها متحف طارق رجب في منطقة الجابرية.
المقتنيات القديمة
وأكد د. أشكناني أن ثقافة المتحف أصيلة ومهمة، وتعبر عن حالة الفكر والرقي عند المجتمعات، لأنها تعرض المقتنيات القديمة، سواء كانت طبيعية، أو فنية، أو آثارا، ومقتنيات من فترات زمنية مختلفة، وأخرى مرتبطة بشعوب معينة، لكن بشرط أن تكون تلك المقتنيات قابلة للعرض، والزيارة، وأيضا تخضع للبحث، والتواصل مع الناس حتى يطلق عليها اسم متحف. وأردف: «كان لنا دور في هذا الشأن عام 2016 مع الشيخ سلمان الحمود، حول كيفية تحويل المتاحف الخاصة أو الأهلية إلى متاحف مهمة، وقمنا بعمل لائحة تتضمن المتاحف الخاصة بالكويت، ونشرت في جريدة كويت اليوم، لكن للأسف لم تر النور لأن تلك اللائحة تقوم بترتيب المتاحف في المنازل وتضمن سلامتها، وتقلل من القطع المنسوخة وغير الأصلية، وتقوم بتوعية المهتمين بطريقة العرض، والاستفادة من المتاحف الخاصة كواجهة ثقافية وسياحية أو كأماكن ونقاط للسياحة الداخلية بالكويت»، وتمنى أن تطبق هذه اللائحة لأنها ستعود بالفائدة وصدى كبير على الصعيد المحلي.