بمواجهة تشكل جبهة إقليمية ودولية مناهضة لسياستها يتوقع أن تعززها القمة الأميركية - العربية المرتقبة في جدة منتصف يوليو المقبل، وضعت السلطات الإيرانية عرضاً جديداً لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بيد ولوّحت بتصعيد تخصيب اليورانيوم في منشأة فورودو باليد الأخرى، للضغط على القوى الغربية والولايات المتحدة المنشغلة بالمواجهة مع روسيا في أوكرانيا.

وفي وقت يحذر مسؤولون وخبراء أميركيون من أن إيران بحاجة إلى أسابيع فقط لإنتاج ما يكفي من الوقود المستخدم في صناعة الأسلحة لصنع قنبلة ذرية، مما يزيد الضغط على إدارة الرئيس جو بايدن لتأمين صفقة من شأنها تقييد الطموحات النووية للبلاد أو مواجهة خيارات صعبة، كشف مصدر غربي مطلع لـ «مونيتور»، أن منسق الاتحاد الأوروبي للمحادثات النووية، إنريكي مورا، مازال يعمل على إنقاذ الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018.

Ad

وقال المصدر الغربي، إن مورا تلقى عرضاً إيرانياً خلال زيارته لسلطنة عُمان مطلع يونيو الجاري.

وأشارت «مونيتور» إلى ضعف احتمالات التوصل إلى تفاهم لإحياء الصفقة المبرمة عام 2015 رغم تبادل عشرات الرسائل بشكل غير مباشرة بين واشنطن وطهران التي اتهمت بتوجيه «ضربة قاتلة» للاتفاق النووي بعد تعطيلها لعدة كاميرات مراقبة وتقييدها لحرية التفتيش الدولي على منشآتها أخيراً رداً على قرار توبيخها في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة.

ونقلت عن مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية، قوله، إن إدارة الرئيس جو بايدن لن تتزحزح عن تصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية أجنبية لإيصال الصفقة إلى خط النهاية، مضيفا: «ليس لبايدن فسحة سياسية للقيام بذلك، وأعتقد أنه سيواصل الصمود والنظر في خيارات الخطة ب، وكلها مروعة».

وكلا الجانبين في طهران وواشنطن تحت ضغوط داخلية كبيرة.

في هذه الأثناء، ذكرت السلطات الإيرانية أنها ألقت القبض على 3 من «عملاء الموساد» الإسرائيلي العاملين في مقاطعة سيستان وبلوشستان جنوب شرق البلاد.

وأفاد وكيل نيابة مدينة زهدان بأن المعتقلين سعوا إلى اغتيال علماء نوويين إيرانيين، مضيفاً أن الموقوفين سيخضعون للمحاكمة. وجاء ذلك بعد سلسلة اغتيالات وضربات أصابت منشآت وخبراء بمجال الصواريخ والطائرات المسيرة والمنشآت النووية الإيرانية، واتهمت طهران إسرائيل بتدبيرها.

وقبل ساعات من تسريب الحديث عن العرض الإيراني لإحياء الاتفاق النووي، أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعت عليه «رويترز»، أمس الأول، أن طهران تصعد من وتيرة تخصيب اليورانيوم من خلال الاستعداد لاستخدام مجموعة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة «آي آر-6» في موقع فوردو تحت الأرض والتي يمكنها التبديل بسهولة أكبر بين مستويات التخصيب.

وجاء في تقرير الوكالة الدولية السري للأعضاء، أن مفتشي الوكالة تحققوا السبت الماضي من أن إيران مستعدة لضخ غاز سادس فلوريد اليورانيوم، وهو المادة التي تخصبها أجهزة الطرد المركزي، في المجموعة الثانية من اثنين من أجهزة «آي آر-6» في فوردو، وهو موقع مقام داخل جبل.

وأبلغت إيران الوكالة الذرية، أمس الأول، أن «تخميل السلسلة»، وهي عملية تسبق التخصيب وتشمل ضخ سادس فلوريد اليورانيوم في الأجهزة، بدأت أمس. والأهم من ذلك أن السلسلة المؤلفة من 166 جهازاً هي الوحيدة التي تحتوي على ما يسمى «الرؤوس الفرعية المعدلة» التي تسهل عملية التحول إلى التخصيب بدرجات نقاء أخرى.