بينما تواصل معدلات التضخم ارتفاعها، اتهمت شركات أميركية، البنك الاحتياطي الفدرالي بارتكاب أخطاء ساهمت في تعميق أكبر موجة تضخم تشهدها البلاد في أكثر من 4 عقود.

وفي تصريحات حديثة، قال المستشار الاقتصادي السابق للرئيس دونالد ترامب، غاري كوهن، إن الشركات الأميركية تشعر بالإحباط من مجلس الاحتياطي الفدرالي بسبب الانتظار طويلاً لمهاجمة التضخم.

Ad

وأوضح أن الشركات تعاني تضخماً في الأجور، وارتفاع تكاليف المدخلات لأكثر من عام، مضيفاً: «أعتقد أن مجتمع الأعمال يشعر بخيبة أمل في أن الاحتياطي الفدرالي قد استغرق كل الوقت للوصول إلى حقيقة ما يراه مجتمع الأعمال».

وقال كوهن، الذي شغل منصب المدير التنفيذي السابق في «وول ستريت» ويشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة «آي بي إم»، إن بنك الاحتياطي «تأخر» في رفع أسعار الفائدة وانتقد البنك المركزي لمواصلة برنامجه التحفيزي لشراء السندات «في عمق هذه الدورة التضخمية». وأضاف: «لقد كانوا وراء المنحنى».

وتجاهل مسؤولو «الفدرالي» في البداية التضخم في العام الماضي باعتباره «مؤقتاً»، قبل أن يعترفوا في النهاية بوجود مشكلة أكثر استمراراً وانتشاراً.

وأشار كوهن إلى أن «مجتمع الأعمال شهد تضخمًا حقيقياً فترة طويلة من الزمن. ولا أعتقد أن مجتمع الأعمال اعتقد أنه كان مؤقتاً. أعتقد أنهم اعتقدوا أنه كان حقيقياً… ولم يعتقدوا أن هذا سيتلاشى في أي وقت قريب».

وفي الوقت الحالي، يلعب «الفدرالي» لعبة اللحاق بالركب. وأعلن مسؤولو البنك الأسبوع الماضي أكبر زيادة في أسعار الفائدة منذ عام 1994، مما أثار شبح ارتفاع تكاليف الاقتراض في كل شيء من الرهون العقارية وقروض السيارات إلى بطاقات الائتمان.

وعندما سئل عما إذا كان رئيس مجلس الإدارة جيروم باول لايزال الرجل المناسب لقيادة الفدرالي، قدم كوهن القليل من الدعم لرئيس البنك المركزي الأميركي.

وتابع: «انظر، إنه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي. إنه يقوم بعمله. يمكنك أن تجادل بأنك لا توافق على ما فعله. أنا لا أتفق مع ما فعله. أعتقد أنهم تأخروا عن المباراة ورفعوا المعدلات، لكنه الرئيس».

وأشار كوهن إلى أن باول ليس أول رئيس لمجلس الاحتياطي الفدرالي يواجه انتقادات إما لإبقاء الأسعار منخفضة فترة طويلة جدًا ، أو الفشل في خفضها بالسرعة الكافية. وأضاف: «بالطبع، تفاقم التضخم بسبب غزو روسيا لأوكرانيا. أدت الحرب إلى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة والمواد الأخرى».

وذكر أنه «من الواضح أننا شهدنا ضغوطا تضخمية العام الماضي قبل الحرب، لكن الحرب في أوكرانيا سرعتها بوضوح».

بنيما رفض الفدرالي التعليق، لكن خلال حدث نظمه «وول ستريت جورنال» في مايو الماضي، قال باول، إن بنك الاحتياطي الفدرالي يتخذ قرارات في الوقت الفعلي.

وأضاف: «إذا أعدت العرض في الصيف الماضي، فقد شهدنا ارتفاعًا حقيقيًا في التضخم بدأ في مارس وأبريل ومايو ويونيو من العام الماضي، ثم انخفض التضخم شهراً بعد شهر، حتى نهاية الصيف، لذلك، كنا قلقين لأننا رأينا التضخم ينتشر على نطاق أوسع، ولأننا لم نشهد تحسنًا في مشكلات سلسلة التوريد.. كانت لدينا مخاوف حقيقية».