لماذا يتزايد الغش في المدارس؟
خبر جزائري مثير للانتباه وهو حكم لمحكمة جزائرية بسجن نائب جزائري 3 سنوات حاول مساعدة ابنته على الغش في الامتحان مع غرامة مالية قدرها 10 ملايين دينار، وكانت النيابة العامة قد طلبت له عقوبة السجن 7 سنوات لإساءة استغلال وظيفته وتحريض موظفين على استغلال النفوذ.وزارة التربية صدمتنا الأسبوع الماضي عندما أعلنت تسجيل 500 حالة حرمان في أول أيام اختبارات «الثانوية» وهو رقم خطير جداً، ويكشف عمق الخلل التعليمي والاجتماعي الذي تعانية الدولة، فإذا قارنت هذا الخبر بما نسمعه في فترة الاختبارات المدرسية في كل مراحلها من مطالبة البعض بتعديل لائحة الغش المدرسي وتخفيفها من أجل منح الطالب الغشاش الفرصة لتجاوز مخالفته الشنيعة، وكذلك ما سمعناه من رفض بعض مديري المدارس قرار تدويرهم مع مساعديهم في لجان الاختبارات إلى مناطق تعليمية أخرى، ثم الكارثة التي لم نجد لها حلاً وهي ارتفاع مبيعات سماعات الغش وزيادة الإقبال عليها من طلاب المدارس والجامعات، كل ذلك طبعاً نتيجته منظومة تعليمية ركيكة وجيل فاقد للإخلاص والأمانة ومخرجات تعليمية بمستوى متدنٍّ، ولو حققت درجات عالية، إلا من رحم الله.
موضوع الغش في مدارس التربية والجامعات المحلية والمعاهد وحتى في اختبارات الوظائف الإشرافية في بعض الجهات الحكومية هو الظاهرة الخطيرة التي لم تنل حقها حتى الآن من الدراسة والتقييم والمحاربة الفعلية، لقد تطور الغش من سلوك حقير يخفيه فاعله عن الناس وتحاربه المدارس والجامعات إلى ممارسة علنية يتفنن فيها أصحابها، ويجد بعضهم تشجيعاً ودعماً حتى من أسرته وإعانة من بعض الفاسدين من حملة المناصب والمسميات التربوية، وبهذه المناسبة أشيد بسؤال النائب مهند الساير لوزير التربية عن حالات اختراق أنظمة التعليم، خصوصاً نظام اختبار الوظائف الإشرافية في التربية، فمثل هذا الموضوع لا يجوز السكوت عنه وطمطمته.إننا نعيد ما نكتبه ونطالب به كل مرة مؤسسات الدولة والمجتمع بالالتفات والتصدي لهذه الظواهر المنكرة، وإن الدور الأساسي يقع على وزارة التربية بكل مؤسساتها وإداراتها والأسرة التعليمية، لتعدل سياستها في مواجهة آفة الغش في المراحل الدراسية كافة، بما فيها الجامعات والمعاهد، والسعي إلى ترسيخ قيم الأمانة والنزاهة والاجتهاد الحقيقي، فهذا ما يبقى للإنسان وينفعه في حياته وبعد وفاته، وهذا ما تُبنى به الدول والأوطان، وليكن شعار المجتمع والدولة الحديث النبوي الشريف «مَنْ غَشَّنَا، فَلَيْسَ مِنَّا»، رواه مسلم، والله الموفق.