هل تبقى «بريكست» ورقة جونسون الرابحة رغم تفاقم التضخم؟
![بوليتيكو](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1600280486508944800/1600280507000/1280x960.jpg)
لكنّ الحملة الباهتة التي تشهدها شوارع «ويكفيلد» تثبت نظرة الحزبَين المتنافسَين إلى مسار النجاح في الانتخابات العامة المقبلة، ولا يبدو المشهد العام واعداً بأي شكل. تفرض هذه الظروف كلها سؤالاً لا يمكن التأكد من جوابه بعد: هل ستبقى خطة «بريكست» ورقة رابحة لبوريس جونسون بقدر ما كانت عليه سابقاً؟ لا تتطرق الأحزاب عموماً إلى المسألة المحورية التي تشغل سكان «ويكفيلد» والبلد كله.حذّر بنك إنكلترا في الأسبوع الماضي من وصول مستوى التضخم إلى 11% خلال هذه السنة، ومن المتوقع أن يرتفع سقف أسعار الطاقة بنسبة 32% في أكتوبر بعد تسجيل زيادات هائلة في شهر أبريل، وفي الوقت نفسه، بلغت أسعار مضخات البنزين مستويات قياسية.أعلن المستشار ريشي سوناك تطبيق تدابير مستهدفة للتعويض عن كلفة المعيشة المتزايدة بقيمة 15 مليار جنيه إسترليني، وتُصِرّ الحكومة على قيامها بكل ما يلزم لمساعدة المتضررين، لكن إلى أي حد تُعتبر هذه الخطوات مُرضِية لأكثر الفئات ضعفاً؟يقول مسؤولون حاليون وسابقون في حزب المحافظين إن الفوز في «ويكفيلد» في عام 2019 هو نتاج مبادرات الناشطين المحليين طوال سنوات، لكن سبق أن فشل مقر حملة حزب المحافظين في تقييم حظوظه بموضوعية بسبب الاستراتيجيات الانتخابية الشائبة.يظن موظف سابق أن التنظيم المركزي في الحزب يعجز عن تقديم دعمٍ فاعل للأطراف المحلية، حيث يشتكي الكثيرون من تعطّل مقر حملة حزب المحافظين بين الاستحقاقات الانتخابية قبل إعادة بنائه مجدداً، مما يؤدي إلى استنزاف تجارب المؤسسة وخبراتها، وفضّل المسؤولون المخضرمون في الحزب الاستقالة بدل الانتقال إلى موقع جديد في «ليدز». يتساءل الكثيرون اليوم حول إمكانية ترسيخ انتصار حزب المحافظين التاريخي الذي تحقق شمالاً في عام 2019، وعادت الاضطرابات إلى الواجهة يوم الجمعة الماضي، حين ألغى جونسون حضوره لاجتماعٍ رفيع المستوى بين محافظين من الشمال في «يوركشاير» للقيام بزيارة استعراضية إلى أوكرانيا، وعبّر الحاضرون عن استيائهم الشديد مما حصل.مع اقتراب موعد الانتخابات العامة خلال السنتين المقبلتَين، لم يعد جونسون يملك وقتاً طويلاً كي يمنح الناخبين الشماليين المنافع الملموسة التي كانوا يتوقعونها بعد دعم حزب المحافظين للمرة الأولى في عام 2019، وفي الوقت نفسه، بدأت فرصة طرح رؤية مختلفة لبريطانيا من جانب حزب العمال تتلاشى مع مرور كل يوم جديد.* إستير ويبر