من المنتظر أن تُقام انتخابات فرعية في مدينة «ويكفيلد» اليوم بعد إدانة النائب المُنتخَب حديثاً عن حزب المحافظين، عمران أحمد خان، بالاعتداء الجنسي على مراهق عمره 15 سنة في عام 2008، حُكِم عليه بالسجن لمدة 18 شهراً.نظراً إلى الظروف القائمة، أصبح احتمال أن يحتفظ حزب المحافظين بتفوّقه على حزب العمال مستبعداً، لذا بدأ المحافظون يستعملون ثقلهم في مكان آخر منذ الآن، وستُقام انتخابات فرعية أخرى في اليوم نفسه في «تيفرتون»، في جنوب غرب إنكلترا، لملء مقعدٍ يشغله المحافظون تقليدياً، إذ يأمل الحزب أن يحتفظ بهذا المقعد رغم توسّع حركة التمرد في أوساط الديموقراطيين الليبراليين.
يؤكد هذان الاستحقاقان المتزامنان على المطالب المتناقضة التي يُفترض أن يلبّيها بوريس جونسون فيما يحاول حماية المكاسب التي حققها في مقاعد الطبقة العاملة في الشمال خلال الانتخابات العامة السابقة، تزامناً مع الدفاع عن مقاعد وافرة وآمنة ظاهرياً لحزب المحافظين، علماً أن حظوظه اختلفت بسبب نهجه المتعجرف في قيادة البلد. أدت الظروف القاتمة التي رافقت رحيل خان من منصبه إلى نشوء شكلٍ من الإجماع حول اعتبار «ويكفيلد» حالة استثنائية: من المتوقع أن يسترجع حزب العمال هذا المقعد تلقائياً، ويمكن استخلاص دروس بالغة الأهمية من هذه التجربة المؤسفة.لكنّ الحملة الباهتة التي تشهدها شوارع «ويكفيلد» تثبت نظرة الحزبَين المتنافسَين إلى مسار النجاح في الانتخابات العامة المقبلة، ولا يبدو المشهد العام واعداً بأي شكل. تفرض هذه الظروف كلها سؤالاً لا يمكن التأكد من جوابه بعد: هل ستبقى خطة «بريكست» ورقة رابحة لبوريس جونسون بقدر ما كانت عليه سابقاً؟ لا تتطرق الأحزاب عموماً إلى المسألة المحورية التي تشغل سكان «ويكفيلد» والبلد كله.حذّر بنك إنكلترا في الأسبوع الماضي من وصول مستوى التضخم إلى 11% خلال هذه السنة، ومن المتوقع أن يرتفع سقف أسعار الطاقة بنسبة 32% في أكتوبر بعد تسجيل زيادات هائلة في شهر أبريل، وفي الوقت نفسه، بلغت أسعار مضخات البنزين مستويات قياسية.أعلن المستشار ريشي سوناك تطبيق تدابير مستهدفة للتعويض عن كلفة المعيشة المتزايدة بقيمة 15 مليار جنيه إسترليني، وتُصِرّ الحكومة على قيامها بكل ما يلزم لمساعدة المتضررين، لكن إلى أي حد تُعتبر هذه الخطوات مُرضِية لأكثر الفئات ضعفاً؟يقول مسؤولون حاليون وسابقون في حزب المحافظين إن الفوز في «ويكفيلد» في عام 2019 هو نتاج مبادرات الناشطين المحليين طوال سنوات، لكن سبق أن فشل مقر حملة حزب المحافظين في تقييم حظوظه بموضوعية بسبب الاستراتيجيات الانتخابية الشائبة.يظن موظف سابق أن التنظيم المركزي في الحزب يعجز عن تقديم دعمٍ فاعل للأطراف المحلية، حيث يشتكي الكثيرون من تعطّل مقر حملة حزب المحافظين بين الاستحقاقات الانتخابية قبل إعادة بنائه مجدداً، مما يؤدي إلى استنزاف تجارب المؤسسة وخبراتها، وفضّل المسؤولون المخضرمون في الحزب الاستقالة بدل الانتقال إلى موقع جديد في «ليدز».يتساءل الكثيرون اليوم حول إمكانية ترسيخ انتصار حزب المحافظين التاريخي الذي تحقق شمالاً في عام 2019، وعادت الاضطرابات إلى الواجهة يوم الجمعة الماضي، حين ألغى جونسون حضوره لاجتماعٍ رفيع المستوى بين محافظين من الشمال في «يوركشاير» للقيام بزيارة استعراضية إلى أوكرانيا، وعبّر الحاضرون عن استيائهم الشديد مما حصل.مع اقتراب موعد الانتخابات العامة خلال السنتين المقبلتَين، لم يعد جونسون يملك وقتاً طويلاً كي يمنح الناخبين الشماليين المنافع الملموسة التي كانوا يتوقعونها بعد دعم حزب المحافظين للمرة الأولى في عام 2019، وفي الوقت نفسه، بدأت فرصة طرح رؤية مختلفة لبريطانيا من جانب حزب العمال تتلاشى مع مرور كل يوم جديد.* إستير ويبر
مقالات
هل تبقى «بريكست» ورقة جونسون الرابحة رغم تفاقم التضخم؟
23-06-2022