حذر الرئيس الصيني شي جينبينغ في خطاب ألقاه، أمس، في كلمة قبيل اجتماعٍ مع قادة روسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا (مجموعة بريكس)، من «توسيع التحالفات العسكرية».

وقال شي، في كلمة على هامش فعاليات منتدى «بريكس»، إن «الأزمة في أوكرانيا هي مؤشر إنذار آخر للعالم»، منتقداً «توسيع التحالفات العسكرية، والسعي إلى تحقيق الأمن الفردي على حساب أمن الدول الأخرى».

Ad

وأضاف: «يبين التاريخ لنا أن الهيمنة وسياسة التحالفات، وكذلك المواجهة بين المعسكرات المختلفة، لن تجلب لنا السلام والأمن، بل ستقودنا إلى الحروب والنزاعات. لقد أظهرت الأزمة الحالية في أوكرانيا مرة أخرى، أن الإيمان بالقوة وتوسيع الكتل العسكرية والسعي لتحقيق الأمن على حساب أمن الدول الأخرى، ستؤدي حتماً إلى معضلة أمنية».

وتابع، أن الأمل في السلام يصبح ممكناً فقط إذا «تذكر الجميع دروس الحرب المريرة»، مضيفاً: «يجب على المجتمع الدولي التخلي عن اللعبة التي محصلتها صفر، والوقوف معاً ضد الهيمنة وسياسة القوة، وبناء نوع جديد من العلاقات الدولية على أساس الاحترام المتبادل والعدل».

ونقلت «شينخوا» عن شي قوله «عانت البشرية تداعيات حربين عالميتين والفصل المظلم من مواجهات الحرب الباردة».

إلى ذلك، أكدت الصين أنها تريد تأدية «دور أكثر أهمية» في ضمان السلم والأمن في منطقة القرن الإفريقي التي تمزّقها نزاعات متعدّدة.

وخلال مشاركته في أول «مؤتمر بين الصين والقرن الإفريقي حول الأمن والحوكمة والتنمية» في العاصمة الإثيوبية يومي الاثنين والثلاثاء، أوضح المبعوث الصيني الخاص إلى القرن الإفريقي شو بينغ أنّ «هذا المؤتمر هو بمنزلة اختبار لمعرفة كيف يمكن الصين أن تؤدّي دوراً أكثر أهمية، ليس في مجالي التجارة والاستثمار فحسب، بل أيضاً في مجالي السلام والتنمية».

وتابع: «هذه المرة الأولى التي تؤدّي فيها الصين دوراً في مجال الأمن وأعتقد أنّها قادرة على القيام بذلك».

ولفت المسؤول الصيني إلى أنّه خلال المشاورات التي جرت خلال المؤتمر مع ممثّلي سبع من دول المنطقة الثماني، إذ لم تشارك فيه إريتريا، «لم نناقش نزاعاً أو خلافاً بعينه».

وأضاف أنّ النزاع المسلّح الذي يدور منذ نوفمبر 2020 في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا بين الحكومة ومتمرّدين «لم يتم التطرّق إليه».

وأضاف شو: «إحدى مسؤولياتي هي التوسّط في كل أنواع النزاعات، لكنْ هناك شرط، يجب على الأطراف المعنية أن توافق على ذلك. نحن نحترم في المقام الأول كل وجهات نظر الأطراف المعنية»، مشدداً على أنّ «موضوع الوساطة لم يتمّ التطرق إليه خلال المؤتمر ولم يطرح أحد هذه المسألة».

وردّاً على سؤال عن سبب غياب إريتريا عن المؤتمر، أكّد المبعوث الصيني، أنّ قادة هذا البلد «كانوا مؤيدين جداً لهذا المؤتمر»، لكنّهم لم يتمكّنوا من الحضور «لسبب تقني» قال إنّ لا علم له به.

في المقابل، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه ينوي التحدث مع نظيره الصيني فيما يدرس احتمال رفع بعض الرسوم الجمركية المفروضة على بكين في محاولة لتخفيف التضخم بالولايات المتحدة.

وقال بايدن للصحافيين: «أخطط لإجراء محادثة مع الرئيس شي. لم نحدّد موعداً بعد».

وكانت المحادثة الأخيرة بين الرئيسين في 18 مارس الماضي عندما حذّر بايدن شي من مساعدة روسيا في غزوها لأوكرانيا.

وفرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 رسوماً جمركية عقابية على منتجات صينية تمثل ما يعادل 350 مليار دولار من الواردات الأميركية السنوية، مستنكرة ممارسات بكين التجارية «غير العادلة» التي أدت وفقها إلى عجز هائل في ميزان المبادلات الثنائية.

ويرجّح أن تجري المحادثة بين بايدن وشي قريباً، وذلك يعود جزئياً إلى أنّ مفاعيل الرسوم الجمركية تنتهي في يوليو ما لم تجدّد.

وفي خطوة ترمي من خلالها واشنطن لمعاقبة النظام الصيني على «العمل القسري» الذي تقول منظمات حقوقية، إنّ بكين تفرضه على أقلية الأويغور المسلمة في إقليم شينجيانغ، أكّدت الولايات المتّحدة أنها ستطبّق بحزم قانوناً دخل للتوّه حيّز التنفيذ وينصّ على حظر الواردات من الاقليم.

وبعد 6 أشهر من إقراره بالإجماع في الكونغرس، دخل التشريع الجديد حيّز التنفيذ أمس الأول.

وهذا القانون الذي يُعتبر إحدى أدوات الحكومة الأميركية لمكافحة «الإبادة الجماعية» التي تتعرّض لها، وفق واشنطن، هذه الأقلية المسلمة في شمال غربي الصين يمنع استيراد مجموعة واسعة من المنتجات المصنّعة في الإقليم، أبرزها مصنوعات النسيج.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان: «نحن نحشد حلفاءنا وشركاءنا لضمان خلو سلاسل التوريد العالمية من استخدام العمالة القسرية».

على صعيد آخر، وفي ثالث أكبر طلعة جوية هذا العام، ذكرت وزارة الدفاع في تايبيه، أمس، أن 29 طائرة صينية، بما فيها 6 قاذفات طراز «إتش 6» وطائرة لجمع المعلومات الاستخباراتية الالكترونية، دخلت منطقة تحديد الدفاع الجوي بجنوب غرب تايوان أمس الأول.