شكراً سمو الأمير، شكراً سمو ولي العهد على هذا النطق السامي التاريخي الذي بينتم فيه درايتكم التامة للمشهد السياسي في البلاد، شكراً على تحقيق مطالبنا المستحقة في حل مجلس الأمة، الذي جاء في كلمة تاريخية لسمو الأمير ألقاها عنه سمو ولي العهد حفظهما الله، ذكر فيها حل مجلس الأمة والدعوة إلى انتخابات عامة وفق الإجراءات والمواعيد والضوابط الدستورية والقانونية، وأن الهدف من هذا الحل الدستوري الرغبة الأكيدة والصادقة في أن يقوم الشعب بنفسه ليقول كلمة الفصل في عملية تصحيح مسار المشهد السياسي، «وحرصا منا على تأكيد وتعزيز المشاركة الشعبية باعتبارها ركيزة من ركائز الحكم فإننا نود أن نبين لكم أننا لن نتدخل في اختيارات الشعب لممثليه ولن نتدخل كذلك في اختيارات مجلس الأمة القادم في اختيار رئيسه أو لجانه المختلفة ليكون المجلس سيد قراراته». خطاب سموكم يؤكد مبدأ ثابتا بأن الشعب مصدر السلطات، وأنكم كقيادة حكيمة تؤكدون على تمسككم بالدستور ووقوفكم مع الشعب، وتدخلكم الحكيم بإعلان حل مجلس الأمة جاء بعد الغضب العارم في الشارع الكويتي على كل ما يحصل من فراغ سياسي لمجلس الأمة، والذي أدى إلى اعتصام النواب في المجلس وعودة الحراك السياسي من جديد، ويعد هذا الاعتصام النيابي في مجلس الأمة سابقة تاريخية تحصل لأول مرة منذ بدء العمل بالدستور، وهو موقف تاريخي للمعتصمين سيدون في صفحات تاريخ الكويت السياسي، كما دون التاريخ من قبل كثيراً من المواقف الوطنية لرموز سياسيين كانت لهم وقفات مشهودة ضد أي عبث بالدستور. وما يميز هذا الحراك عن غيره بأن تم تأييدة من شرائح كبيرة من المجتمع، وهذا التأييد تم من خلال إصدار بيانات أعلنتها تيارات سياسية وأكاديميون ونقابات وأفراد تلا ذلك ندوات شارك فيها كثير من الرموز السياسيين، الذين اتفقوا جميعاً على أن اعتصام النواب في بيت الأمة‬ مستحق ووفق الدستور لإيصال رسالة سلمية رافضة لكل ما يحصل من ممارسات مغلوطة أدت إلى تعليق جلسات مجلس الأمة.

أخيراً: رسالة شكر لجميع النواب المعتصمين وخصوصا النواب التسعة الذين صمدوا رغم تفكيك كتلة الأغلبية، والشكر موصول أيضاً للشعب الحر الذي أوصل رسالتة السلمية لقيادته، الحكيمة التي ردَّت التحيةَ بأحسن مِنْها في إعلان حل مجلس الأمة الحلم الذي لطالما تمناه الشعب وطالب فيه بعد أن أصبح بيت الشعب أشبه بشركة خاصة.

Ad

* خالد وهف المطيري