أزمة الغذاء العالمية ستؤدي إلى وفاة الملايين بالأمراض
حذّر بيتر ساندز، المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا من أن أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا ستؤدي إلى وفاة الملايين من خلال ترك الأكثر ضعفا عرضة لأمراض معدية، متسببة بالكارثة الصحية المقبلة في العالم.وتسبب الحصار البحري الروسي لموانئ أوكرانيا الواقعة على البحر الأسود، في توقف شحنات الحبوب من رابع أكبر مصدر للقمح والذرة في العالم، ما أثار شبح نقص الإمدادات والجوع في البلدان المنخفضة الدخل.وقال ساندز: «الآثار غير المباشرة لنقص الغذاء تعني أنّ كثرا سيموتون ليس من الجوع فحسب بل أيضا جراء ضعف دفاعاتهم المناعية ضد الأمراض المعدية بسبب سوء التغذية».
وأضاف: «أعتقد أن أزمتنا الصحية التالية بدأت. إنها ليست عدوى جديدة، لكنها تعني أن الأشخاص الذين يعانون سوء تغذية سيكونون أكثر عرضة للأمراض الموجودة، وأعتقد أن التأثير المشترك للأمراض المعدية ونقص الغذاء وأزمة الطاقة قد تسبب ملايين الوفيات الإضافية».وأشار المصرفي البريطاني السابق الذي يرأس الآن الصندوق البالغة قيمته 4 مليارات دولار، إلى أن حل أزمة الغذاء أصبح الآن أمرا بالغ الأهمية في المساعدة على مكافحة ثاني أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم. من ناحيتها، اتهمت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، موسكو بتسليح الجوع واستخدام الأمن الغذائي كأداة حرب قاسية من خلال منع ملايين الأطنان من الحبوب من مغادرة الموانئ الأوكرانية.وأضافت في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التر كي مولود جاويش أوغلو في أنقرة أمس، أن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات قبل موسم الحصاد الجديد الشهر المقبل، مع إعطاء السفن التجارية ممراً آمنًا، من أجل منع العواقب الوخيمة.وقالت إن «المملكة المتحدة ستقدم خبرتها الخاصة لأوكرانيا بشأن طرق تجاوز الحصار الروسي للموانئ لمغادرة الحبوب البحر الأسود»، لكنها حذرت في الوقت عينه من أن ذلك سيتطلب جهداً دولياً.وأكدت دعم بلادها للمحادثات بشأن تصدير القمح، متهمة موسكو بعرقلة المفاوضات. من جهته، أعلن جاويش أوغلو، أنه في حال تم التوصل لاتفاق بشأن نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، سيتم إنشاء منطقة آمنة في للسفن .وفي السياق، أكد دبلوماسيون بمجلس الأمن، أمس، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد يجتمع قريبا مع ممثلي روسيا وأوكرانيا في تركيا في محاولة لتأمين تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البلاد المطلة على البحر الأسود. ويتّهم الغرب وأوكرانيا روسيا بمحاولة الضغط عليهما لتقديم تنازلات من خلال حظر صادرات حبوب حيوية لزيادة مخاوف من حدوث مجاعة عالمية.وردّت موسكو بالقول إن العقوبات الغربية هي المسؤولة عن النقص في الإمدادات.