أضحى التداني بديلًا من تنائينا

في آيةِ العصرِ، والأطباقُ تُدنينا

Ad

في قرية العلمِ قد ضُمَّ المكانُ بنا

راحت أناملنا تجلو أمانينا

في مشرِق الأرضِ ندري عن مغاربها

والعالمُ الرحْبُ حيٌّ بين أيدينا

فأينما كنتَ في الأرجاءِ مرتحلًا

كأنك الآنَ في أنحائنا، فينا

محرِّكُ البحثِ والباحُوثُ يُخبِرُنا

في لحظةٍ كلَّ ما في الكونِ يُلهينا

ومكتباتٌ... دراساتٌ مُؤَرشَفَةٌ

بماءِ متعتِها المورودِ تُحيينا

أيقونةٌ فتحتْ معلومةً شرحتْ

مقطوعةٌ عرضتْ أحداثَ ماضينا

وتارةً بغريبِ السبقِ تُبهِرُنا

وتارةً بأليمِ الحالِ تُدمينا

طوبى لمَن أدركَ المغزى لعالَمِنا

وخَلْقِنا فيه، والأيامُ تُبلينا

والله إن هيَ إلا طرفةٌ، ونُرى

في بطن أجداثنا، والأرضُ تطوينا

الدهرُ يُبهِرُنا والموتُ يطلبنا

والعمرُ يجري بنا واللهُ يجزينا

ها نحنُ في جولةِ الأخبارِ في عجبٍ

مما نراهُ كأنَّ الأرضَ تأتينا

عساهُ خيرًا عسى الرحمن يحفظنا

من فتنةٍ خفِيت بالسوءِ تبغينا

فليس كلُّ بديعِ الغربِ من صُوَرٍ

فيه الأمانُ، فربُّ الكونِ يحمينا

أظنها فتنةَ الدجَّالِ قد ظهرتْ

لها جنودٌ بكل الأرضِ تُشقينا

جاؤوا بآراءِ ضُرٍّ جِد هادمةٍ

ولقَّنوها لهذا الجيلِ تلقينا

وكلنا الآنَ مسؤولٌ، فلا تهِنوا

لا تتركوا فكرهم نهبًا لآمونا

أمانةٌ أشفقتْ منها الجبالُ، فهل

يكفي لنحملها قولٌ يُغطِّينا؟!

صلى الإلهُ على خيرِ الورى أبدًا

مَن علَّمَ الفكرَ والأخلاقَ والدينا

والآلِ آلِ الهدى والصحبِ كلِّهِمُ

والملتقى جنةُ الفردوسِ، آمينا

● ندى السيد يوسف الرفاعي