قالت الناطقة الرسمية للهيئة العامة للغذاء والتغذية، اختصاصية التغذية وجد العثمان، إن أهم ما يميز نظام الصيام المتقطع قدرته على تغيير أسلوب حياتنا نحو الأفضل، بتنظيم أوقات الوجبات دون حرمان، لذلك يعتبر نظاماً ذكياً يؤدي فوائده بأسهل السبل، علاوة على أنه أكثر مناسبة للمجتمع الكويتي المعروف بحبه للموائد، وكرم الضيافة في جميع المناسبات.

وأضافت العثمان في تصريح لـ «الجريدة»: «نحن من الشعوب التي لا يتوقف عندها الطعام في ساعات أو مناسبات معينة، فجميع الأوقات متاحة لتناول مختلف أنواع الطعام، وهو ما يضر بالصحة، ويتسبب في زيادة الوزن وما ينشأ عنه من أمراض مصاحبة، لذلك فإن الصيام المتقطع يضمن توقفنا عن الأكل لمدة 16 ساعة متواصلة لحرق ما تم تناوله على مدى 8 ساعات من اليوم، وهي فرصة جيدة للجسم للتخلص من السعرات الحرارية الزائدة وحرق السموم واستقبال الأطعمة الجديدة بحجم استفادة أكبر».

Ad

أنظمة الصيام

وعن أنظمة الصيام المتقطع، أوضحت العثمان أن أشهرها وأكثرها شيوعا وهو 16 إلى 8 ساعات أو 14 إلى 10 ساعات، وخلالهما يتم التوقف عن الأكل خلال المدة الأطول وهي 16 أو 14 ساعة، فيما يتم تناول الأكل خلال 8 أو 10 ساعات، وهناك نظام ثالث يعتبر أكثرها قسوة ويلجأ له البعض وهو 5 أيام إلى يومين، حيث يتناول الشخص جميع ما يرغب من أكلات خلال 5 أيام بالأسبوع، وخلال يومين يأكل وجبة واحدة يومياً لا تزيد على 500 إلى 600 سعرة حرارية.

وحذرت العثمان من بعض المشروبات التي يعتبرها البعض صحية وغير مضرة، ككثرة شرب القهوة على اختلافها، والمضاف لها الحليب بما يتضمنه من سعرات زائدة، أو العصائر المحلاة والمكسرات، مؤكدة أن الإضافات التي تتضمنها تلك المشروبات أو الأكلات الخفيفة تجعلها مضرة ودسمة وأحد مسببات زيادة الوزن، على عكس ما يتصوره الكثيرون.

نتائج باهرة

وأوضحت أن الصيام المتقطع يتشابه مع عاداتنا الإسلامية في الصيام، وخصوصاً أن البعض يلتزمون بصيام الاثنين والخميس إلى جانب صيام شهر رمضان وغيرها من المناسبات الدينية، وإلى جانب الالتزام بالصيام المتقطع ستكون النتائج باهرة لفقدان الوزن وتنظيم الشهية دون أي شعور بالحرمان.

وذكرت أن الصيام المتقطع يختلف عن الصيام الشرعي في أنه يمكن تناول المشروبات الخالية من السعرات الحرارية خلال فترة الصيام كالمياه والشاي ومشروبات الأعشاب غير المحلاة، على أن يتم تناول الأكلات ذات السعرات الحرارية في فترة الإفطار المحددة بـ 8 أو 10 ساعات حسب النظام المتبع.

وأشارت العثمان إلى أن الـ 8 ساعات المحددة للفطور أو الأكل خلال هذا النظام، كافية لتناول وجبات مفيدة، وفي الوقت ذاته ليست فترة طويلة تسمح لنا بالإفراط الشديد في الأكل، ولذلك ينتج عن الصيام المتقطع تقليل الشهية بشكل طبيعي وسلس، وأيضاً تقليل عدد الوجبات، فليس من المفترض أن يتناول الشخص السليم 3 وجبات أو أكثر خلال اليوم، بل الطبيعي ألا يأكل حتى يجوع وإذا أكل لا يشبع، وهي من النصائح النبوية التي وردت في الدين الإسلامي الحنيف.

فئات محظورة

ولفتت العثمان إلى أن هذا النظام لا يصلح لفئات محظورة عدة منها الأطفال، الذين يحتاجون لوجبات عدة لبناء أجسامهم، وكبار السن، والمرضى، والحوامل، والرياضيون، وغيرهم لذلك لا ينصح باتباع نظام الصيام المتقطع أو أي نظام صحي دون الرجوع إلى طبيب أو اختصاصي تغذية، حتى لا يتعرض الشخص لمساوئ صحية.

وحول أخطاء يرتكبها البعض في ظل الصيام المتقطع، قالت العثمان: «المفاهيم الخاطئة حول الصيام بشكل عام تجعلنا نحصل على نتائج عكسية، فمثلا صيام شهر رمضان، فمن المفترض أن نغادر هذا الشهر ونحن أكثر صحة وأقل وزناً، لكن ما يحدث أن الكثيرين يزيد وزنهم في شهر رمضان رغم الصيام، والأمر نفسه في نظام الصيام المتقطع، حين يترك الشخص نفسه للشعور بالجوع الشديد حتى أنه في ساعات الإفطار يبالغ في تناول الطعام فتحدث نتائج عكسية، لذلك فإنه علينا تقليل عدد الوجبات والسعرات الحرارية وتنظيم الأكل والنوم وممارسة الرياضة، حتى نحصل على نظام حياة صحي ثم جسم صحي».

عزة إبراهيم *