كيف نحول التحديات إلى فرص للتضامن (2)
![د. عبدالحميد الأنصاري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928789945225900/1555928807000/1280x960.jpg)
إذا صـحَّ مِـنـكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّنٌ وكُـلُّ الـذي فـوقَ التُّرابِ تُرابُأذكر أني تشرفت بالمشاركة في ندوة حوارية حول «التضامن العربي وأدارة الأزمات: رؤية مستقبلية» نظمها منتدى (الفكر العربي- عمان 2017) شخص فيها الأمير المثقف الحسن بن طلال رئيس المنتدى، بكلمة مستفيضة مختلف أبعاد الأزمات العربية، وما كانت تمر به المنطقة من عوامل التصدع وانعكاساتها على إمكانات النهوض العربي.أكد سموه أهمية إطلاق الحرية للعقل وابتكار أنماط للتفكير والسلوك لتحقيق حركة فكرية تنهض بالأمة، تستند إلى منهج «الحوار الموضوعي» بين مكونات المجتمع الواحد وبقية المجتمعات العربية، تركز على الروابط الأخوية المشتركة، وتحاصر الخلافات العربية بالطرق السلمية، طبقاً لأمير الشعراء: وَما نَــيلُ المَـطــــالِبِ بِالتَمــــــــَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلاباوَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكاباأتت أهمية كلمة الأمير الحسن من كون ضعف التضامن العربي ترك فراغاً استرتيجيا وأمنياً استغلته قوى إقليمية ودولية للتدخل في عمق البيت العربي لتؤدي دوراً تخريبياً، يقوض مقوماته ويضعف جيشه الوطني، فعلينا أن نعترف بأننا مسؤلون عما نشكو منه، وهذه القوى المتكالبة ما تجرأت وطمعت وعبثت بالأمن القومي العربي لولا ضعف (المناعة الداخلية) للبيت العربي، وقابليته للغزو والاختراق. نلوم شياطين الأرض والعيب فينا، في تفرقنا، في فساد ذات بيننا، في انتشار المظالم بيننا، في غياب العدل والمساواة وتكافؤ الفرص في مجتمعاتنا، في انتشار النزعات العصبوية والعرقية: القبلية والطائفية والمذهبية في تركيبتنا المجتمعية، في التمايزات التي نصطنعها بين المكونات المجتمعية، في التفرقة التي نمارسها بين أبناء المجتمع الواحد، في التنابز بالألقاب وشجرة الأنساب والأصول والأعراق، نتفاخر بها ويستعلي بها بَعضُنَا على بعض طمعاً واستئثاراً بالمغنم، وإقصاءً للآخر مع أن الخير كثير يسع الجميع ويفيض!ما الحل؟ وما العمل؟ أعطانا المولى الحل في محكم كتابه منذ 14 قرناً: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ، فكيف نغير أنفسنا ومجتمعاتنا؟ وكيف نتقي السوء؟ بكلمتين لاغير: الأولى والأهم: القيادة السياسية الحازمة. الأخرى المهمة: الإدارة الكفؤة للطاقات الوطنية.* كاتب قطري