خاص

نائب رئيس البعثة الإسبانية: قلبي هنا ولديّ عائلتي الكويتية

دييز: الكويت لعبت دوراً نموذجياً على الساحة الدولية... وجهودها الإنسانية مثال للجميع

نشر في 27-06-2022
آخر تحديث 27-06-2022 | 00:02
نائب رئيس البعثة الإسبانية لدى البلاد، غييرمو ريبيللو دييز
نائب رئيس البعثة الإسبانية لدى البلاد، غييرمو ريبيللو دييز
في ختام مهمة دبلوماسية استمرت 3 سنوات، نسج خلالها شبكة من الأصدقاء والمعارف، يغادر نائب رئيس البعثة الإسبانية لدى البلاد، غييرمو ريبيللو دييز، الكويت إلى الجزائر ليتسلّم منصبه الجديد قنصلاً عاماً، قائلاً: «أغادر مع إبقاء عيني وقلبي هنا، لأنه أصبح لديّ بطريقة ما عائلتي الكويتية»، ومعبّراً عن إيمانه «بإمكانات هذا البلد الذي لديه كل المتطلبات ليصبح أمة رائدة في العديد من المجالات ومنارة للآخرين».

وتحدّث دييز، الذي خصّ «الجريدة» بحوار وداعي أخير، عن تجربته «الرائعة» في أول مهمة دبلوماسية له، مؤكداً أنه «سيكون من الصعب العثور على مضيفين ودودين مثل الكويتيين». وفيما يلي نص الحوار:

• حدّثنا عن تجربتك في الكويت.

- وصلت في نهاية يوليو 2019 من ملقة. أتذكر ذلك كما لو كان بالأمس. ومع ذلك حدثت أشياء كثيرة منذ ذلك الحين. كان الوقت الذي قضيته في الكويت مشروطًا بجائحة «كورونا». لكن رغم كل شيء، وفي ختام الجائحة، حاولت زيارة البلد كله، من العبدلي إلى الوفرة، ومن فيلكا إلى السالمي، وقابلت مئات الأشخاص، وكانت هذه السنوات الثلاث تجربة رائعة بكل معنى الكلمة.

• كنت المسؤول الأول في سفارة بلادك لفترة، ما الذي أضافته لك هذه التجربة؟

- وصلت الكويت في ظروف غريبة جداً. فقد كنت دبلوماسياً مبتدئاً، وكانت هذه مهمتي الأولى في الخارج، وكان علي أن أدير سفارة بسبب مشاكل السفير الصحية. كنت أعلم أن الأمر يمثّل تحديًا، لكنني لم أشعر أبدًا بالإرهاق. شيئًا فشيئًا تعتاد المسؤوليات الجديدة. لم أستطع التعامل مع كل شيء بمفردي، وأعتقد أنني تعلمت مدى أهمية العمل الجماعي، إضافة إلى الاستماع إلى آراء ونصائح الآخرين.

• مّن سيخلفك في منصبك، وما هي نصيحتك له؟

- ستكون خليفتي دبلوماسية شابة، وستكون مهمتها في الكويت هي الأولى لها في الخارج مثلي تماماً. أعتقد أنها وعائلتها سيكونون سعداء للغاية في الكويت، هذا البلد المريح حيث يمكنك العثور على أي شيء تقريبًا. أودّ أن أوصيها بأن تكون قريبة من الكويتيين، وأن تزور منازلهم، وتتعرف على عائلاتهم وتستمع إلى قصصهم التي يروونها عن إسبانيا. أنا متأكد من أنها ستندهش من مدى حبهم لإسبانيا، وهذا سيجعلها تشعر وكأنها في وطنها بالكويت.

• ما الذي ستفتقده من الكويت؟

- الكويت بلد آمن بكل ما للكلمة من معنى، وأكثر ما سأفتقده هو الناس، ونهجهم الترحيبي والمفتوح الذي تشهده في الكويت، حيث يريد الجميع دعوتك إلى منازلهم، أعتقد أنه سيكون من الصعب العثور على مضيفين ودودين مثل الكويتيين.

وأنا فخور بأن أقول إنّ لدي العديد من الأصدقاء الكويتيين الصغار والكبار، أصبح بعضهم بطريقة ما «عائلتي الكويتية»، لأنهم رحبوا بي وقدّموني إلى بقية أفراد عائلتهم كأي فرد آخر من العائلة. أنا متأكد من أننا سنبقى على اتصال رغم المسافة البعيدة.

• كدبلوماسي... كيف تصف تعامل السياسة الكويتية حيال ملفات المنطقة عموماً والملفات الإقليمية والدولية خصوصاً؟

- لطالما لعبت الكويت دوراً نموذجياً على الساحة الدولية، وأعتقد أن جهودها ووساطاتها في الحلول السلمية للنزاعات والتزامها بالتعددية والقانون الدولي وتفانيها في القضايا الإنسانية هي مثال للجميع. أتمنى أن تواصل الكويت، رغم الصعوبات، العمل بهذا النهج البنّاء. ففي لحظة الاضطرابات بالمنطقة والعالم، نحتاج إلى جهات فاعلة تعمل لمصلحة السلام والاستقرار، ويمكن للكويت في هذا الصدد أن تقوم بعمل عظيم.

12 ألف تأشيرة وأمل بإعفاء الكويتيين منها قريباً

كشف دييز أنه خلال هذا العام، وتحديداً خلال الأسابيع الماضية، أصدرنا عدداً قياسياً من التأشيرات، تعدّى الـ 12 ألفا»، مضيفا: «نحن نعمل بجد في السفارة وفي مكتب تقديم الطلبات الخارجي BLS للتعامل مع جميع الطلبات، لكن الأمر ليس بالسهل».

وأوضح أنه «اعتبارا من أوائل مايو الماضي، لا تحتاج جوازات السفر الكويتية الخاصة إلى تأشيرة للدخول إلى إسبانيا، ولكن لا يزال طلب التقدّم للحصول على تأشيرة مرتفعًا للغاية. نحن نبذل قصارى جهدنا، لكننا نحتاج أيضًا إلى أن يكون المتقدمون مجتهدين وألا ينتظروا اللحظة الأخيرة لتقديم طلب للحصول على التأشيرة. نأمل أن يُعفى الكويتيون قريبًا من التأشيرات حتى يكون السفر إلى إسبانيا أسهل».

ربيع كلاس *

غييرمو ريبيللو دييز: أوصي خليفتي بأن تكون قريبة من الكويتيين وتزور منازلهم وتستمع إلى قصصهم عن إسبانيا
back to top