أكد ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، دعم القيادة العليا في البلاد للتقنية الرقمية والمعلوماتية، وكل ما يتعلق بها من تحسينات تعزز أداء المؤسسات المدنية والعسكرية وتحسن من الخدمات الحكومية.

جاء ذلك خلال حفل تكريم الفائزين بجائزة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية والاحتفالية الخاصة بمرور 20 عاماً على التأسيس، الذي أقيم برعاية صاحب السمو وبحضور ممثل سموه في قصر بيان أمس.

Ad

ووصل ممثل سموه إلى مكان الحفل، حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من رئيسة مجلس أمناء الجائزة الشيخة عايدة السالم وأعضاء اللجنة المنظمة العليا.

وألقى ممثل صاحب السمو أمير البلاد كلمة هذا نصها:

يسرّني، بداية، أن أرحّب بكم وأنقل لكم تحيات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد، وتهاني سموه الأبوية المقرونة باعتزازه بجهودكم المشهودة، فعشرون عاماً على التأسيس مضت والتميز حليف أساسي في مسيرتكم، فالأمر يستحق منّا الاعتزاز والفخر بكم، وبتلك الهمة الحثيثة والمثابرة الهائلة والمبادرات النوعية والتطوع الحميد والمشاركة المجتمعية بهدف تمكين المنظومة المعلوماتية المحلية والعالمية وتطوير قدرات مختصيها، وعلى رأسهم المواهب المتميزة من الشباب، ومن المؤسسات المتميزة من القطاعين الخاص والعام، وذلك بما يعود بالنفع على البشرية أجمع وفي المجالات والصُّعد كافة.

وما يزيدنا اعتزازاً ونحن نلتقي بكم اليوم، وجرياً على العادة الطيبة، أن هذه الجهود المخلصة والجوائز الممنوحة والمرصودة تأتي تحت اسم ورعاية شخصيات وطنية كريمة سطر لها التاريخ استثنائية الفكر والعمل والاستباقية والريادة نكنّ لهم وجميع أبناء الكويت والعالم أجمع كل تقدير واحترام، وتأتي شخصية استثنائية نحتفي بها اليوم، ألا وهو سمو الأمير الراحل المغفور له الشيخ صباح الأحمد، ولعل تكريمه اليوم يرد جزءاً بسيطاً من الوفاء لشخصه ولرعايته المستمرة لهذه الجائزة النوعية، وعلى مدار ما يزيد على العقد من الزمن، غفر الله له وطيّب ثراه وجعل الجنة دار الخلد مثواه، كما نعتز اعتزازاً خاصاً بشخص سمو الشيخ سالم العلي، تلك الشخصية القيادية التي عاصرناها عن قرب ونهلنا من مبادئها وقيمها، فهو شخصية استثنائية بكل معنى الكلمة، ونعتز كذلك بالقائمين على هذه الجائزة، ونثمن لهم جهودهم التطوعية المستمرة والفائزين بالجوائز، فلهم منا كل اعتزاز وتقدير.

الأمن السيبراني

إن قيادة دولة الكويت تعي أهمية الابتكارات العلمية والتقنية وآفاق الرقمنة الرحبة وغير المحدودة، وأثر المشاريع البنيوية في هذا المجال الحيوي، ودور التقنيات في جعل العالم أكثر ازدهارا وأمانا، لاسيما مع زيادة أهمية الأمن السيبراني وسلاسة تدفق المعلومات الرقمية السحابية وغيرها، وإذ نؤكد لكم دعمنا للتقنية الرقمية والمعلوماتية وكل ما يتعلق بها من تحسينات تعزز أداء المؤسسات المدنية والعسكرية، وتحسن من الخدمات الحكومية للمواطنين والمقيمين، ونعلن لكم من مكاننا هذا وبتوجيه من لدُن حضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، بأننا لن ندخر وسعاً وجهداً في سبيل هذا الدعم في كل مناسبة، ومن كل موقع وبجهودكم الحثيثة وبجهود المؤسسات التي تعمل معكم حكومية كانت أم خاصة ستظل دولة الكويت تتطلع دائماً إلى مزيد من النهضة والتقدم في مجال تقنيات الرقمنة وأنظمة وتكنولوجيا المعلومات.

وختاماً، فإننا ندعو الله في علاه أن يوفقنا جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يعيننا على خدمة بلدنا العزيز وأبنائه الأوفياء، وخدمة البشرية بالعلم النافع الذي ينتفع به لما فيه خير البلاد والعباد في العالم أجمع، وتحت القيادة الرشيدة لسمو الأمير حفظه الله ورعاه الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.

مآثر متجذرة

ثم ألقت رئيسة مجلس أمناء الجائزة، الشيخة عايدة السالم، كلمة قالت فيها: لقد كنا من الأوائل الذين نظروا إلى المستقبل ببصيرة بعيدة المدى، حين أرسينا طريق الرقمية منذ فجر هذا القرن بعزم وإصرار، مما سهل علينا التصدي للظروف الطارئة التي فرضتها الجائحة متكئين على إرثنا الحضاري في التحول الرقمي؛ هذا الإرث الذي نما وازداد عبر 20 عاماً من مسيرة زاخرة بالعطاء.

وأضافت أن مآثر سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، متجذرة في ذاكرتنا الوطنية أباً حكيماً وراعياً نبيلاً وداعماً كريماً، وما احتفاؤنا به اليوم إلا قليل من كثير ما يستحق، ونحن إذ نذكر ذلك لنعلم أن صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الذي أكرمنا برعايته السامية يقود السفينة بأمان نحو التحديث الرقمي المنشود، يعاضده سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، مثمنين بكل تقدير وامتنان القيادة الحكيمة والرعاية السامية والحضور الكريم، ومقدرين بكل الشكر والعرفان عطاءات الوالد سمو الشيخ سالم العلي رئيس الحرس الوطني، الذي كان ومازال يدعمنا بلا حدود ويجود علينا بلا سدود.

وختمت بقولها «إن من يتفانى في عمله ويرتقي بأدائه يحصد نعمة شكره وسعادة إنجازه، وقد تمثل بذلك الفائزون والمتطوعون بإخلاصهم وتفانيهم، فاستحقوا منّا الثناء الجميل والاحترام الجليل. دمتم ودامت الكويت في عز وسلام وأمن وأمان».

بلد الريادة والمبادرات

وألقى رئيس اللجنة المنظمة العليا، المهندس بسام الشمري، كلمة قال فيها: منذ عقود طويلة ووطني الكويت هو بلد الريادة والمبادرات، فمنذ أكثر من 3 عقود دخلنا الإنترنت، فكنّا من الأوائل بين الدول العربية، ومنذ عقدين أسسنا مسابقة سمو الشيخ سالم العلي للإنترنت، فكانت الأولى من نوعها موجهة للشباب لتسليحهم بمهارات لغة جديدة لم يكن يعرفها آنذاك إلا القليل. وسرعان ما كونت مجتمعاً شبابياً كويتياً واعياً نرى أمثلته حاضرة بيننا اليوم، وكما هو ديدن قيادتنا الرشيدة في دعم المبادرات الناجحة حظيت بالرعاية الكريمة من حضرة صاحب السمو المغفور له الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، عام 2006 لتسمو باسمها الجديد جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية، ناشدة التحولات الرقمية، ثم امتدت نحو الآفاق العربية بجائزة الوطن العربي عام 2007 لتكرم إجمالياً 332 فائزاً من دولة الكويت والوطن العربي حتى اليوم، ثم توسعت نحو الآفاق العالمية بإطلاقها وسام المعلوماتية الذي حظي به حتى الآن 14 جهة وشخصية مرموقة أحدثت التغيير في العالم، وعقدها الملتقى العالمي للمعلوماتية في 7 سنوات مختلفة شارك فيه خبراء وكفاءات علمية عالمية.

وقد تفضل ممثل صاحب السمو بتكريم الفائزين بجائزة المعلوماتية من الجهات والأفراد، وتم تقديم هدية تذكارية لممثل سموه بهذه المناسبة. كما قام ممثل صاحب السمو بجولة في المعرض الخاص بالجائزة.

وقد غادر ممثل سموه مكان الحفل بمثل ما استُقبل به من حفاوة وتقدير.

صباح الناصر: نعتز بتكريم الأمير الراحل تقديراً لتشجيعه الجائزة

ألقى وكيل الديوان الأميري لشؤون الأسرة الحاكمة، الشيخ صباح ناصر الصباح، كلمة بمناسبة منح صاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد وسام المعلوماتية الفخري هذا نصها:

يشرفني أن أتسلّم الجائزة الممنوحة للأمير الراحل من قبل جائزة سمو الشيخ سالم العلي عرفاناً وامتناناً لما أولاها سموه، رحمه الله، من تشجيع دائم تجسد بتفضله برعايتها وحضوره لاحتفالياتها على مدى السنوات السابقة.

وأود أن أنتهز هذه المناسبة للتعبير عن فخرنا واعتزازنا بالرعاية السامية لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد، والحضور الكريم لولي العهد سمو الشيخ مشعل الأحمد، والإشادة بما حققته الجائزة من انتشار واسع واهتمام بالغ من قبل العديد من المتخصصين في مجال الصناعة الرقمية التي باتت إحدى ركائز الحاضر والمستقبل، حيث أسهمت في تحفيز الأفراد والمؤسسات للإسهام في تطويع المجال الرحب لتقنيات الاتصال وتبادل المعلومات للارتقاء بمسيرة التنمية والنماء التي ينشدها الجميع.

وفي الختام، لا يسعني إلا أن أعرب عن خالص الشكر والامتنان لرئيس وأعضاء مجلس الأمناء والقائمين على هذه الجائزة على مبادرة التكريم، متمنياً للجميع دوام التوفيق لمواصلة جهودهم المقدرة في استمرار نجاح هذه الجائزة عاماً بعد عام وتحقيق مقاصدها وأهدافها المنشودة.