«وين ما طقها عوجة»
أين أصبح مشروع تطوير الجزر وتحويل جزيرة بوبيان مع المنطقة الشمالية إلى مناطق استثمارية وسياحية يمكنها أن تجلب رؤوس الأموال الأجنبية وتحد من هجرة رؤوس الأموال المحلية للخارج بحثاً عن دول منفتحة غير غارقة في ثقافة «كتابنا وكتابكم... جائز وغير جائز شرعاً... وعادتنا وتقاليدنا... إلخ»؟ ماذا حدث لحلم الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد وخطة كويت ٢٠٣٥ لتقليل الإدمان على النفط كمصدر شبه وحيد للدخل القومي، وتوفير فرص العمل لمئات آلاف القادمين لسوق العمل؟ هل نسيت السلطة كل هذا؟ وهل أصبح جسر جابر أثراً من ماضٍ بائس ليس له أي جدوى بعد إنفاق الملايين لتشييده لينتهي بخواء رمال بوبيان الطينية بعد أن كان يمثل نافذة الأمل لمستقبل تعدد مصادر الدخل؟ لم يعد أحد يتكلم عن كويت 2035 وتطوير الجزر، فهل تم طي الفكرة في ملف النسيان والإهمال؟! فحالة الانتشاء من ارتفاع برميل النفط المؤقت اليوم أنست أصحاب القرار وضع الغد! وهل أضحت قضية التراضي والتوافق السياسي بين المعارضين والحكم بعد خطاب سمو الأمير تعني إسدال الستار عن احتمالات مستقبل الوضع الاقتصادي حين تتهاوى أسعار النفط فيما بعد؟!
ماذا لو قررت السلطة أن يكون مشروعها التنموي نحو دولة الخدمات والانفتاح كما هو حادث في كل دول الخليج عدا دولتنا «صل على النبي» ووقفت القوى المتزمتة لتحرم وتجرم؟ ماذا سيكون عندئذ موقف سلطة الحكم؟ وهل ستجاري هذا التيار السياسي المتحجر، كالعادة، لتبقى الكويت «قندهار» الخليج كما هو حادث الآن، أم أنها ستفرض التغيير لتعود الكويت كما كانت درة الخليج؟ لست متفائلاً، لكنها مجرد تساؤلات! وكم أخشي من مقولة «وين ما طقها عوجة».