سبق سيف خطاب سيدي سمو ولي العهد الذي ألقاه نيابة عن أخيه سيدي صاحب السمو عذل مجلس 2020 ، وأنهى- حفظه الله- من خلال خطابه لشعبه مرحلة من التوتر البرلماني والسياسي، عرقلت كل دور دستوري للمجلس، وعوقت كل خطوات التنمية والإصلاح والوحدة الوطنية، نعم سبق السيف الحكيم عذل الخصماء عبر كلمات نيرة ضمت حروفها الرغبة الشعبية والحصافة الدستورية والحزم العادل، والرؤية الأبوية الحانية لتنتهي مرحلة من التأزم البرلماني، وتبدأ مرحلة من التعقل الشعبي الذي حُمل مسؤولية كبيرة لتصحيح المسار وتعديل الاتجاه بما يخدم الوطن ويعلي بناء تنميته وتطوره وازدهاره. وغالبية الشعب استوعبت مضامين الخطاب السامي، وفهم أن القيادة لم تتحيز لطرف ضد آخر، بل انتصرت للكويت والكويت فقط، وفق رؤية شاملة حاديها بصيرة وطنية وبيرقها دستور، ومن يظن غير ذلك فليغن كما يشاء على ليلاه، وسيكتشف أن ليلاه لا تقر له بذاك، كما قال الشاعر، واستوعب الشعب أيضا أن الانتقاد الحاد للحكومة والمجلس جعل كل حكومة جديدة ومجلس جديد أمام اختبار صعب، لكنه ليس مستحيلا إن حسنت النوايا وتجمعت الإرادات حول مصلحة الوطن ولا شيء آخر غيره، والشعب أيضا يعلم أنه سيكون محددا رئيسا في إصلاح المسار القادم، وسيحمل على عاتقه مسؤولية التغيير للأحسن، وهذا يشمل كل ناخب وناخبة لديهم الفرصة ليكون الإصلاح بيدهم لا بيد عمرو سياسة أو مصلحة أو طائفة أو عائلة وقبيلة.
الشعب كل الشعب عليه أن يعي ويسعى ليكون مصدر السلطات فعلياً لا مصدر الأصوات، وهذا يحتاج خطة طريق تستوجب ما سبق تحميله الحكومة والمجلس من نوايا صافية ومخلصة وإرادة صلبة تقود ولا تُقاد، وبصيرة لبناء طريق وطني كل طرق الدستور تقود إليه، ورؤية رشيدة شعبية تعلم أنها المتضرر الأول في حال انقطعت دروب المحاولة وفشل الاختبار لا سمح الله.حفظ الله الكويت وأميرنا وولي عهده ورعاهما وسدد خطاهما ويسر لهما ما فيه خير البلاد والعباد.
مقالات
خريطة طريق الخطاب
29-06-2022