الصين: واشنطن تسعى لإحداث فوضى بآسيا
تعهدت بتنفيذ مشاريع «الحزام والطريق» بعد إطلاق «جي 7» مبادرة منافسة
غداة إعلان قمة مجموعة السبع G7 جمع 600 مليار دولار من الأموال الخاصة والعامة على مدى 5 سنوات لتمويل البنية التحتية في الدول النامية، لمنافسة مشروع «الحزام والطريق» الصيني، وإدانة قادة المجموعة ما أسموه ممارسات الصين التجارية الدولية «المشوّهة»، اتهمت بكين واشنطن بالبحث عن أعداء وهميين، وحذرتها مع حلفائها في «الناتو» بالسعي إلى «إحداث فوضى» في آسيا ومناطق أخرى من العالم «كما فعلوا في أوروبا».وشدد المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، أمس، على أن «وصف الولايات المتحدة مبادرة الحزام والطريق بأنها فخّ ديون هي رواية خاطئة»، مؤكداً أنه «سيتم تنفيذ جميع المشروعات الخاصة بالمبادرة في «أكثر من 100 دولة بحلول عام 2030»، لافتاً إلى أن «البنك الدولي توقع أن يحقق هذا المشروع عائدات بقيمة 1.6 تريليون دولار للعالم، حيث سيذهب 90 بالمئة منها للدول الشريكة».وانتقد تخصيص «G7» مبلغ 600 مليار دولار لمنافسة «الحزام والطريق»، ورأى أنه «لا يجب على المبادرات ألا تلغي بعضها البعض».
وفي تعليق على توجه «الناتو» في قمته المنعقدة بمدريد لتسمية الصين «تحدياً منهجياً»، قال ليجيان إن «الناتو أداة تحافظ من خلالها بعض الدول على هيمنتها بخلق أعداء وهميين لهذا الغرض، وكنتيجة للحرب الباردة وأكبر تحالف عسكري في العالم، يلتزم الحلف منذ فترة طويلة بمفاهيم أمنية عفا عليها الزمن. لطالما كان الحلف أداة للحفاظ على هيمنة الدول الفردية».وحث ليجيان الحلف على «التخلي عن عقلية الحرب الباردة»، مشددا على أن «الناتو أحدث فوضى» بالفعل في أوروبا، ولافتا إلى أنه ليست هناك حاجة إلى إحداث فوضى في آسيا ومناطق أخرى من العالم».وفي بيان قمّتهم الختامي، دان قادة دول مجموعة السبع G7 ممارسات الصين التجارية الدولية «المشوّهة». وقال مسؤول أميركي رفيع إن «بيان القادة الجماعي أمر غير مسبوق في سياق مجموعة السبع، ويقر بالأضرار الناجمة عن التوجيهات الصناعية الصينية التي تفتقد الشفافية وتشوّه السوق». وأضاف المصدر: «سيتعهد القادة بالعمل معا لتطوير مقاربة منسقة، لضمان شروط تنافس منصف للشركات والعمال، وسيناقشون أيضًا دور الصين في نصب فخ ديون للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل»، مؤكدا أن هذا يمثل أيضا «سابقة لمجموعة السبع».كما أشار المسؤول إلى أن «G7» ستلتزم أيضا «تسريع التقدم في مكافحة العمل القسري بهدف القضاء على كل أشكال العمل القسري من سلاسل التوريد، بما في ذلك العمل القسري الذي ترعاه الدولة، كما هي الحال في شينجيانغ»، وهي مقاطعة صينية تقول منظمات حقوقية إن الأقليات المسلمة فيها تتعرّض للقمع من النظام الصيني.في هذه الأثناء، اعتبر الجيش الأميركي، اليوم، أن تحليق طائرته P-8A فوق مضيق تايوان يوم الجمعة أظهر التزامه بحريّة الملاحة في المحيطين الهندي والهادي، مشدداً على أنه سيواصل الطيران والإبحار والعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي، بما في ذلك هذا الممر الحساس.وفي رده على شكوى الصين من أن تحليق الطائرة المضادة للغواصات يهدد السلام والاستقرار وإرسالها طائرات لمراقبتها، قالت القيادة الأميركية بالمحيطين، في بيان، «سفننا وطائراتنا تتعامل بشكل روتيني مع السفن الحربية والطائرات الأجنبية خلال عملها في أنحاء المنطقة، وجميع التعاملات أثناء العبور كانت متوافقة مع الأعراف الدولية، ولم تؤثر على العملية».وحلقت الطائرة الأميركية بعد أن دفعت تايوان بمقاتلاتها مرتين الأسبوع الماضي لتحذير القوات الجوية الصينية التي نفذت عمليتَي توغل كبيرتين في منطقة الدفاع الجوي التايوانية.جاء ذلك فيما تعهدت استراليا بتدريب جيوش الدول الجزرية في منطقة المحيط الهادئ. وشدد وزير الصناعات الدفاعية والتنمية الأسترالي بات كونروي، عبر الفيديو أمام مؤتمر المحيط الهادئ اليوم، على أن حكومة أنتوني ألبانيزي الجديدة ملتزمة بدعم المنطقة، بما في ذلك إنشاء مدرسة أستراليا للدفاع لتدريب قوات الدفاع والأمن في دول المنطقة.وأشار إلى أن منتدى جزر الهادئ الذي سيعقد في فيجي من 12 الى 14 يوليو المقبل جمع المنطقة لمدة 50 عاماً، موضحا أنه «ستكون هناك أنباء جيدة لدول المنطقة من الناحيتين البيئية والاقتصادية».ويتوقع أن يناقش زعماء المنتدى دفع الصين لإبرام صفقات مع 10 دول جزرية ستغطي مصايد الأسماك والأمن البحري، إضافة إلى تدريب الشرطة.