غموض و«إشارات سلبية» إيرانية حول «مفاوضات الدوحة»
بايدن سيوافق خلال زيارته للمنطقة على تزويد دول عربية بمنظومة دفاع تعمل بالليزر
غموض و»إشارات سلبية» خيما على مجريات اليوم الثاني من المباحثات الثنائية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة التي انطلقت في الدوحة، أمس الأول، بهدف حل العقد المعرقلة لإحياء الاتفاق النووي، فيما أفادت مصادر بأن الرئيس الأميركي جو بايدن قد يسمح بتزويد دول عربية بمنظومة دفاع تعمل بالليزر.
خيم تضارب وإشارات سلبية صادرة من «الحرس الثوري» على مجريات اليوم الثاني من المباحثات، غير المباشرة، بين الولايات المتحدة وإيران، التي انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، أمس الأول، بوساطة أوروبية.واتهمت مصادر إيرانية مطلعة، في تصريحات لوكالة «تسنيم» المحسوبة على «الحرس الثوري»، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بـ»ضعف العزيمة وعدم القدرة على اتخاذ قرار نهائي»، باتجاه إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، معلنة فض الاجتماعات التي شارك بها كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني ومبعوث الولايات المتحدة روبرت مالي والمنسق الأوروبي انريكي مورا ظهر أمس.وأفادت «تسنيم»، نقلاً عن المصادر بأن انتهاء المحادثات جاء بسبب «إصرار واشنطن على مواقفها التي لا تراعي مصالح إيران الاقتصادية وتمسكها بالوثيقة التي طرحتها خلال الجولة السابعة والأخيرة من مفاوضات فيينا التي توقفت منتصف مارس الماضي».
وأشارت إلى أن باقري كني جدد خلال لقاء مع مورا، وهو أيضاً نائب وزير الخارجية الأوروبي جوزيف بوريل، مطالبة بلاده بضرورة التوصل إلى «اتفاق دائم».وترافق ذلك مع إعلان رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية محمد إسلامي عن نصب أجهزة طرد مركزي جديدة في منشأة فُردو. لكن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان سارع إلى نفي انفضاض المحادثات، مؤكداً أن المشاورات ستتواصل حتى المساء بلقاء بين كني ومورا.وشددت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، على أن المحادثات تتم في أجواء جادة، لافتاً إلى أنه منذ البداية تم الاتفاق على أن تتم المشاورات في غضون يومين. وأبرز تقرير لوكالة «نور نيوز» المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، عن مجريات اليوم الأول من المباحثات الخلافات بين أجنحة النظام الإيراني. وقالت الوكالة، إن المناقشات كانت جادة وتمحورت حول الجانب «التخصصي والتقني» للقضايا العالقة معتبرة أنه «لا يمكن رسم أفق زمني لمفاوضات الدوحة».وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الإيراني أن «إيران لن تتراجع عن خطوطها الحمراء بأي شكل من الأشكال»، معرباً عن «اعتقاده بان الاتفاق في متناول اليد في هذه المرحلة وفي هذه الجولة من المفاوضات لو تصرفت أميركا بواقعية ونوايا جادة». وجاء ذلك عقب قيام مورا بالتنقل بين الجانبين الأميركي والإيراني في أروقة أحد الفنادق الفاخرة بالدوحة لتقريب وجهات النظر.فتارة يطرق مورا باب المبعوث الأميركي، وطوراً يدخل غرفة منفصلة لباقري كني، ناقلاً الرسائل في مهمة شاقة، تسعى لكسر الجمود بعد محادثات ماراثونية في فيينا انطلقت في منتصف أبريل الماضي وامتدت على مدى جولات عدة.ومساء أمس الأول، أكد بوريل عبر «تويتر»، أن الهدف من محادثات التقارب هذه هو الدفع قدماً من أجل العودة إلى إحياء الالتزام الكامل بالاتفاق النووي المقيد لطموحات إيران الذرية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.وكادت الحياة تعود إلى الاتفاق النووي في مارس الماضي، بعد توصل المفاوضين إلى ما يشبه مسودة تفاهم، إلا أن المحادثات تعثرت، بسبب إصرار طهران على رفع «الحرس الثوري» من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.لكن يبدو أن موقفها تغير لاحقاً، لاسيما مع إصرار واشنطن على عدم إدخال أي مطالب جديدة من خارج نص الاتفاق، وتلويحها مراراً باستعدادها لعدم العودة نهائياً والنظر في احتمالات وخطط أخرى. إلا أن مسؤولاً إيرانياً وآخر أوروبياً كانا أوضحا الأسبوع الماضي أن طهران تخلت عن مطلبها هذا، لكن لا تزال هناك مسألتان، إحداهما تتعلق بالعقوبات، تنتظران الحل.إلى ذلك، أفادت تقارير بأن الرئيس الأميركي قد يسمح بتزويد دول عربية بمنظومة دفاع جوي تعمل بالليزر تقوم إسرائيل بتطويرها وتمولها واشنطن خلال جولته المرتقبة بالمنطقة منتصف يوليو. وأوضحت التقارير نقلاً عن مصادر أن إسرائيل تعتزم مطالبة بايدن بالموافقة على تسليم نظام الدفاع «آيرون بيم» إلى الدول العربية لمواجهة التهديدات الإيرانية. ورأت أن الخطوة ستكون جزءاً من جهد تقوده الولايات المتحدة لإقامة تعاون إقليمي ضد تهديد الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية. ومن المقرر أن يزور بايدن إسرائيل والضفة الغربية والسعودية من 13 حتى 16 يوليو ويحضر قمة عربية خليجية في مدينة جدة.في وقت سابق من الشهر الجاري، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية بشأن رحلة الرئيس إلى إسرائيل إن بايدن «سيناقش الابتكارات الجديدة بين بلدينا التي تستخدم تقنيات الليزر لهزيمة الصواريخ وغيرها من التهديدات المحمولة جواً».على صعيد آخر، وصل الرئيس الايراني إبراهیم رئیسي إلى عشق آباد أمس، للمشاركة في القمة السادسة للدول المطلة على بحر قزوين التي تستضيفها تركمانستان.