الغانم في «عدم الانحياز»: القضية الفلسطينية الملف الأكثر قدماً... وعار على النظام الدولي
أكد الضرورة الملحة لوجود صوت ثالث مبدئي ينادي بإقرار العدل
أمام مؤتمر الشبكة البرلمانية لعدم الانحياز، أكد الرئيس الغانم أن بعد 67 عاما من إنشاء حركة عدم الانحياز لم يتغير شيء، بل تغيرت الأسماء والوجوه والخطاب والاستراتيجيات، لكن جوهر الخطر الماثل والذي استدعى قيام الحركة لا يزال كما هو.
تحت عنوان «دور البرلمانات الوطنية في تعزيز السلام العالمي والتنمية المستدامة»، انطلقت في العاصمة الأذربيجانية باكو اليوم أعمال مؤتمر الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز، برعاية رئيس الجمهورية إلهام علييف، وبمشاركة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم والوفد البرلماني المرافق له.وألقى الغانم كلمة، خلال المؤتمر، أكد فيها أن الحاجة إلى صوت ثالث مبدئي وغير منحاز ينادي بتطبيق القانون وإقرار العدل مازالت ملحة وضرورية، خصوصا مع مثول الأخطار واستمرارها في مختلف مناطق العالم، مؤكداً أن استمرار ملف القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني لفلسطين دون حل عادل واستمرار إراقة الدماء والإمعان في الاحتلال والقمع والتهجير والتنكيل شاهد واقعي وملموس على استمرار الأخطار في العالم.وقال الغانم: «منذ باندونغ 1955 وحتى اليوم تغيرت كثير من المعطيات، وكثير من المحاور والتكتلات والخرائط والتكتيكات، لكن شيئاً واحداً لم يتغير، وهو أن العالم لا يزال في خطر، خطر الحرب الكونية، وخطر الدخول في المغامرات غير المحسوبة مجدداً، وخطر التعبئة الدائمة والاستعداد المتواصل لحرب ما، تقع في مكان ما».
وأضاف: «كلنا قرأنا التاريخ وما زالت الصور ماثلة أمام أعيننا عندما تنادى عبدالناصر وتيتو ونهرو وسوكارنو وزعيم أكثر من 20 دولة لفعل شيء ما، إزاء الجنون المنفلت من عقاله، وإزاء الاستقطاب الحاد بين شرق وغرب، واشتراكية ورأسمالية، وشمال أطلسي ووارسو».وعقب بأنه «ربما كانت تلك المناداة رمزية، احتجاجية، شيئاً أشبه بالصرخة الرافضة لما يحدث للعالم، لكنها مناداة ودعوة مهمة، لأنها ببساطة عبرت عن الرفض المطلق لما يجري آنذاك، وكان الشعار الأقرب لحركة عدم الانحياز حينها، وربما حتى اليوم هو (أنتم لستم وحدكم في هذا العالم)».وأشار الغانم إلى أن «حركتنا التي نحتفل بمرور 67 عاما على إنشائها، ردة فعل على تلك الترتيبات المريبة والمخيفة التي تمت بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت الحرب الكورية قد انتهت قبل فترة وجيزة بتقسيم كوريا الى كوريتين، وكان حلف وارسو قد أعلن عن قيامه قبيل ثلاثة أشهر من قيام حركة عدم الانحياز».وأوضح أنه «بعد 67 عاما من إنشاء حركة عدم الانحياز لم يتغير شيء، بل تغيرت الأسماء والوجوه والخطاب والاستراتيجيات، لكن جوهر الخطر الماثل والذي استدعى قيام الحركة لا يزال كما هو»، مضيفاً: «نسمع الآن عن فرضيات تتعلق بنشوب حرب عالمية ثالثة، ونرى بؤر التفجر، والحروب الأهلية، وأخطار التقسيم، والاحترابات الإقليمية، ماضية على قدم وساق».وأضاف: «سأكتفي بأكثر مثال يحقق تلك المقاربة، وهو الملف الأكثر قدما، والملف المستمر حتى الآن، والملف الذي شكل على الدوام (عاراً) على النظام الدولي القديم والجديد معا، والملف الذي جسد كل علل السياسة، من الميكيافيلية والكيل بمكيالين، والصلف، والقفز على القانون، وأعني هنا ملف القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني لفلسطين».واستطرد: «إن استمرار هذا الملف دون حل عادل، واستمرار إراقة الدماء، والإمعان في الاحتلال والقمع والتهجير والتنكيل كلها شواهد على أن الوضع لم يتغير في هذا العالم، وأن الحاجة الى صوت ثالث مبدئي غير منحاز، وينادي بتطبيق القانون وإقرار العدل، لا زال ملحا وضروريا».
التحدي الأكبر
ورأى الغانم أن «التحدي الأكبر أمام حركة عدم الانحياز، هو تعزيز الايمان بفكرته الأولى، وهي فكرة لم تسقط برغم كل شيء، فكرة أن تكون وسطيا ووسيطا، وعادلاً ومعتدلاً، ومجمعاً وجماعياً، وألا تكون حطباً لنار الغير، وبيدقا مسلوب الإرادة على رقعة الغير، وأداة طيعة بيد الغير».وأكد أن «حركة عدم الانحياز كانت طريقا ثالثاً، ورفضاً للثنائيات، واحتجاجا على العزلة، ودعماً للتعدد، واحتفالاً بالتنوع، وتكريماً لكل جهد يقفز فوق اختزال الانسان في طريقين اثنين لا ثالث لهما، ومن هذا الايمان علينا أن نعمل حثيثا، ونرسم تصوراتنا ورؤانا».وزاد: «نحن لسنا منظمة إقليمية معزولة في جغرافيا ما، بل نحن حركة عدد أعضائها أكثر من نصف عدد دول العالم، موزعين على كل القارات والأعراق والأديان والثقافات والملل، ومن هذا الايمان يجب ان نعمل وننطلق». وأعرب الغانم عن شكره لأذربيجان، على حسن إدارتها لحركة عدم الانحياز منذ رئاستها إبان مؤتمر الرؤساء قبل ثلاث سنوات، وعلى كل المجهود الذي بذلته طوال فترة رئاستها في رعاية أنشطة الحركة.بدوره، ألقى الرئيس علييف، في افتتاح المؤتمر، كلمة شدد فيها على ضرورة وقوف جميع الدول على مسافة واحدة تجاه مختلف النزاعات والخلافات، وأن تكون المبادئ والقوانين الدولية أساسا وفيصلا في حل اي خلاف.من جهتها، دعت رئيسة البرلمان في جمهورية أذربيجان صاحبة غافاروفا، في كلمة لها، برلمانات الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز الى تكثيف الجهود وتوحيد المواقف في المحافل البرلمانية الدولية بشأن العديد من الملفات المهمة والحساسة.وكان الرئيس الغانم وصل والوفد المرافق له إلى أذربيجان أمس للمشاركة في المؤتمر، ويضم الوفد كلاً من وكيل الشعبة البرلمانية النائب د. عبيد الوسمي، وأمين صندوق الشعبة النائب سلمان الحليلة، والنائبين أحمد الحمد ومبارك الخجمة.