اعتبر الزعيم الصيني شي جينبينغ اليوم، أن هونغ كونغ نجحت في «ولادة جديدة من النار» بعد مرحلة صعبة، بعد وصوله إليها بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لإعادة المستعمرة البريطانية السابقة إلى بكين، في أول زيارة له منذ سحق الحركة المطالبة بالديموقراطية في المدينة.تشكل زيارة شي جينبينغ مناسبة للحزب الشيوعي الصيني لإظهار سيطرته على المدينة بعد موجة التظاهرات المطالبة بالديموقراطية التي شهدتها في عام 2019 ودفعت ببكين الى فرض قمع سياسي مشدد.
وقال الرئيس الصيني بعد وصوله في قطار سريع: «خلال الفترة المنصرمة عرفت هونغ كونغ أكثر من اختبار خطر وتجاوزت أكثر من خطر وتحدّ». وقال شي «بعد العواصف، تولد هونغ كونغ من جديد من النار وتظهر بحيوية كبيرة».تحل هذه الذكرى اليوم فيما بات نظام «بلد واحد ونظامان» الذي اتفقت عليه بريطانيا والصين عند إعادة المدينة الى بكين في منتصف المهلة المحددة له إذ ينص على احتفاظ المدينة بنوع من حكم ذاتي حتى 2047.وأضاف الرئيس الصيني، أن «الوقائع أثبتت أن مبدأ بلد واحد ونظامان مليء بالحيوية» موضحاً أنه يمكنه «ضمان الاستقرار والازدهار على المدى الطويل في هونغ كونغ ورفاه سكان هونغ كونغ».ويرى المنتقدون أن قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين عام 2020 بعد تظاهرات عام 2019 قضى بشكل تام على الحريات الموعودة.
«حلقة مغلقة»
ويقوم شي بأول زيارة له خارج بر الصين الرئيسي منذ بدء انتشار جائحة «كوفيد 19». ترافق الرئيس الصيني زوجته بينغ ليونان ووزير الخارجية وانغ لي، وكان في استقباله في المحطة طلبة حملوا أعلاماً وباقات ورود وكذلك راقصون. تبقى تفاصيل هذه الزيارة سرية جداً وقد أحيطت بانتشار أمني كثيف.واضطر قادة حكومة هونغ كونغ إلى اعتماد نظام الحلقة المغلقة بسبب كوفيد 19. أغلقت بعض أجزاء من المدينة ومنع الكثير من الصحافيين من حضور الأحداث المقررة. هذه الإجراءات رأى فيها البعض دليلاً على سيطرة الحزب الشيوعي الصيني على المدينة بعد موجة من «القمع» السياسي أدت إلى تفكيك الحركة الديموقراطية وسحق المعارضة.لكن من المرجح أن يمضي الرئيس الصيني ليلته في مدينة شينجن المجاورة في بر الصين الرئيسي بحسب وسائل إعلام محلية.دعي الأشخاص المحيطون بالرئيس الصيني وبينهم كبار مسؤولي الحكومة إلى الحد من تواصلهم والخضوع لاختبارات الكشف عن كوفيد يومياً وتمضية الأيام التي سبقت الزيارة في فندق ضمن حجر صحي.وقالت المسؤولة السياسية الموالية لبكين ريجينا إيب: «كإجراء سلامة، إذا كان علينا أن نلتقي القائد الأعلى وقادة آخرين، أعتقد أنه يجب اتخاذ اجراءات الحلقة المغلقة».وطنية
اتخذت السلطات خطوات للقضاء على أي مصدر محتمل للإحراج أثناء إقامة شي جينبيغ في المدينة. اعتقلت الشرطة والأمن الوطني تسعة أشخاص على الأقل الأسبوع الماضي.وقالت رابطة الاشتراكيين-الديموقراطيين، أحد آخر الأحزاب السياسية المعارضة المتبقية في هونغ كونغ، إنها لن تتظاهر في الأول من يوليو بعد محادثات مع ضباط من الأمن القومي ومتطوعين مرتبطين بالمجموعة.وأعلن أبرز معهد استطلاع في هونغ كونغ أنه سيؤخر نشر نتائج تحقيق حول شعبية الحكومة «رداً على اقتراحات من أجهزة حكومية معنية بعد تقييمها المخاطر».ودائماً شكلت ذكرى إعادة هونغ كونغ من بريطانيا إلى الصين في 1 يوليو 1997 مناسبة لتنظيم تظاهرات سلمية كبرى في شوارع المدينة.لكن تحت تأثير القيود الصحية والقمع، اختفت هذه التجمعات عملياً من شوارع هونغ كونغ في السنوات الماضية. وتم تقييد التغطية الإعلامية لزيارة شي جينبينغ بشكل كبير عبر عدم منح تصاريح لعدد كبير من الصحافيين المحليين والدوليين لتغطية احتفالات إعادة المدينة إلى الصين لـ»أسباب أمنية».كما تم إغلاق بعض مواقع الوسط المالي لا سيما محطة القطار السريع وقاعة أوبرا صينية والمتنزه العلمي في هونغ كونغ.