برعاية وحضور القائم بأعمال عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، د. مها السجاري، وحضور المدير الإداري للكلية عبدالعزيز بولند وأعضاء الهيئة الأكاديمية. نظمت وحدة الدراسات الأثرية والفولكلورية بالتعاون مع الجمعية الكويتية للتراث محاضرة حول (النشاط البحري في الكويت بين الآثار والتراث)، حاضر فيها كلا من رئيس وحدة الدراسات الأثرية والفولكلورية د. حسن أشكناني ورئيس الجمعية الكويتية للتراث، الباحث فهد العبدالجليل.
أدلة أثرية
تطرّق د. حسن أشكناني خلال المحاضرة إلى وجود أدلة أثرية من مناطق مختلفة في جزيرة فيلكا تعود إلى ٧٠٠٠ سنة توثق الحياة البحرية وممارسة الأهالي لنشاط البحر بأنواعه؛ سواء الغوص أو صيد اللؤلؤ أو صيد الأسماك أو ركوب البحر، مشيرا إلى أن أقدم دليل وجد في منطقة الصبية في موقع بحره وموقع h3 ويعود إلى قبل ٧٠٠٠ سنة، حيث عثر على رسمة سفينة على قرص فخاري وتمثال سفينة وصف بأنه أقدم تمثال سفينة في العالم ويعود إلى ٤٦٠٠ سنة قبل الميلاد وأدوات حجرية عبارة عن أثقال حجرية ربما تستخدم لشباك الصيد.العصر البرونزي
وأوضح أشكناني أيضا وجود أدلة غير مباشرة تدل على علاقة الإنسان في الكويت مع البحر وأدلة من العصر البرونزي تعود إلى ما قبل ٤٠٠٠ سنة مثل رسومات السفن البحرية على الاختام الدلمونية، وصنارات صيد أسماك من النحاس، ولآلئ ومحار وأدوات زينة من الأصداف ومجسم جيري لحيوان الدولفين.النشاط البحري
من جانب آخر، تحدث الباحث فهد العبدالجليل حول النشاط البحري واهتمام أهالي الكويت منذ نشأة هذا الكيان وتفاعلهم مع البيئة من خلال براعتهم في صناعة السفن بأنواعها، مضيفا أن هذا النشاط تميز بوجود تنظيم منذ القدم حيث كان للنشاط البحري أمير وهو أمير الغوص ووجود تنظيم في قضية المحاسبة والأموال والعلاقة بين العاملين في السفينة والعلاقة بين صناع السفينة والعلاقة مع الموانئ المرتبطة بالسفينة والتي امتدت لموانئ بوشهر والبصرة وعمان ودبي والهند.وعرض العبدالجليل خلال المحاضرة مجموعة من الوثائق القديمة توثق تنظيم النشاط البحري بالكويت مثل تأسيس ديوان محاسبة الغواصين ودفتر قانون الغوص، لذلك ازدهر النشاط البحري عبر التنظيم الدقيق في شؤونه.من جانبها، شكرت د. السجاري وحدة الدراسات الأثرية والفولكلورية والجمعية الكويتية للتراث لإقامة هذه المحاضرة، متمنية وجود عدد من الأنشطة المشتركة مستقبلا خاصة ما يتعلق منها بالنشاط البحري وعلاقته مع اللهجة الكويتية والفولكلور الشعبي والثقافة البحرية والمهن وغيرها باعتبار أن هذا النشاط التجاري كان يمثّل مورد مالي كبير لإمارة الكويت منذ القدم.