حوار مصري - إيراني في بغداد ودول المنطقة تعارض «الناتو العربي»
• طهران تعهدت بعدم مهاجمة إسرائيليين في مصر والقاهرة أكدت عدم سعيها لمواجهة إقليمية مباشرة
• اجتماع أردني ـ إيراني بحث الأوضاع بالجنوب السوري والترتيبات الأمنية لضبط الحدود مع الأردن
اتسعت التحركات الدبلوماسية متعددة الاتجاهات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط قُبيل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ففي وقت كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يُنهي جولة خليجية شملت عُمان والبحرين، بعد استقباله في القاهرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وكذلك وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس، عن استضافة بغداد حوارات بين كل من مصر والأردن وإيران.وفي القاهرة، قالت مصادر مطلعة لـ «الجريدة»، إن «الاتصالات المصرية- الإيرانية التي تمت مؤخراً في العراق، شهدت حديثاً حول عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تأكيد القاهرة أن مصر لا تسعى إلى مواجهة مباشرة مع طهران على المستوى الإقليمي، وفي ذات الوقت لا تقبل بتحويل أراضيها إلى ساحة لأي صراعات إقليمية، أو استهداف الإيرانيين للإسرائيليين على أراضيها، في إطار الحرب الاستخبارية بين البلدين».وتلقى الجانب المصري تطمينات من الإيرانيين باحترام السيادة المصرية، واتفق الطرفان على الحفاظ على مستوى العلاقات كما هو، مع السماح بتطويره مستقبلاً، إذا حصلت انفراجة في العلاقات الإيرانية- الخليجية.
وجاء تصريح الوزير العراقي لقناة «العربية» السعودية، بعد أيام من إعلان وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، في بيان قبل أيام، أن «تعزيز العلاقات بين طهران والقاهرة يصب في مصلحة المنطقة والعالم»، وقال عبداللهيان ذلك رغم انعقاد اجتماع ثان في المنامة لأطراف «منتدى النقب»، الذي ضم أميركا والدول الموقعة على اتفاقات إبراهيم مع إسرائيل باستثناء السودان. وانعقد الاجتماع الأول للمنتدى في مارس الماضي، واعتُبر، على نطاق واسع، أنه موجه ضد طهران، إلا أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، أكد، خلال حضوره الاجتماع، أن مشاركة بلاده لا تهدف إلى إنشاء تحالف، ولم تكن موجهة ضد أي طرف.وبينما كشف الوزير فؤاد حسين أن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي اقترح خلال جولته الأخيرة، التي شملت السعودية وإيران، أن يتحول الحوار المستمر بينهما منذ أشهر إلى حوار معلن، قال الكاتب السياسي المصري عبدالله السناوي، لـ «الجريدة»: إن المنطقة كلها في حالة حراك واسع يدور بشكل أو بآخر حول الفكرة الأميركية لخلق «ناتو شرق أوسطي»، بقيادة واشنطن ومشاركة إسرائيل ودول عربية، مضيفاً أن مصر تبدو غير موافقة على الفكرة كما تُطرَح بالطريقة الأميركية، خصوصاً إذا كان هذا التجمع العسكري. وأشار السناوي إلى أن زيارة ولي العهد السعودي الأخيرة للقاهرة نسقت الموقف المشترك الرافض لهذه الفكرة. والجمعة الماضي، بثت قناة «سي إن بي سي» الأميركية مقتطفات من مقابلة أجرتها مع ملك الأردن عبدالله الثاني، بيّن فيها أنه يدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط، على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو).إلى ذلك، علمت «الجريدة» من مصدر في طهران، أن الحوار الإيراني ـ الأردني في بغداد، كان اجتماعاً أمنياً خاصاً بالأوضاع في الجنوب السوري بعد الانسحاب الروسي، واقتراب القوات الموالية لإيران من الحدود الأردنية، لافتاً إلى أن الاجتماع بحث ترتيبات أمنية لعدم حصول تصادم، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة أمنية للتنسيق في حال وقوع أي أحداث أمنية. وكان العاهل الأردني عبّر، أكثر من مرة، عن قلقه من اقتراب الميليشيات الإيرانية من الحدود الأردنية، معتبراً أن الوجود الروسي كان الضامن للأمن بالمنطقة، لكن مع انشغال موسكو بحرب أوكرانيا بات الخطر الإيراني يتزايد.