بعد احتجاج عام نادر في إقليم كاراكلباكستان الواقع في شمال غربي أوزبكستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي وأسفر عن سقوط «ضحايا»، ألغى رئيس أوزبكستان شوكت ميرزوييف خططاً لتقليص الحكم الذاتي للإقليم.

وأكدت السلطات، أنه تمت الدعوة للتجمع الحاشد يوم الجمعة الماضي للاحتجاج على خطط التعديل الدستوري التي كان من شأنها أن تغير وضع جمهورية كاراكلباكستان التي تقطنها مجموعة أقلية عرقية لها لغتها الخاصة.

Ad

وقال مسؤولون محليون وحكوميون، إن الشرطة فرّقت المحتجين بعد أن حاول بعضهم اقتحام مبانٍ حكومية محلية في نكوص، عاصمة الإقليم، عقب مسيرة وتجمع حاشد في السوق المركزي بالمدينة.

وفي وقت لاحق، أصدر ميرزوييف مرسوماً يعلن فيه حال الطوارئ في كاراكلباكستان لمدة شهر «من أجل ضمان أمن المواطنين والدفاع عن حقوقهم وحرياتهم واستعادة سيادة القانون والنظام» في المنطقة.

وبموجب الدستور الحالي في أوزبكستان، توصف كاراكلباكستان بأنها جمهورية ذات سيادة داخل أوزبكستان ولها الحق في الانفصال عن طريق إجراء استفتاء.

ولا تشير النسخة الجديدة من الدستور إلى سيادة كاراكلباكستان أو حقها في الانفصال. وتعتزم أوزبكستان إجراء استفتاء على النسخة الجديدة من الدستور في الأشهر المقبلة. ولكن في رد فعل سريع على الاحتجاج، نقل بيان لمكتب الرئيس عنه قوله خلال زيارة لكاراكلباكستان، إنه لا بد من حذف التغييرات المتعلقة بوضعها من التعديل المقترح. وكانت التغييرات المتعلقة بكاراكلباكستان جزءاً من تعديل أوسع في الدستور اقترحه ميرزوييف ويتضمن أيضاً تعزيز الحقوق المدنية وتمديد فترة الرئاسة من 5 سنوات إلى 7 سنوات.

وإذا تم إقرار التعديل في الاستفتاء المزمع، فسيؤدي ذلك إلى إتاحة الفرصة لإعادة ترشح ميرزوييف فترتين جديدتين.

ولاحقاً، قال ميرزوييف: «مع الأسف هناك ضحايا من المدنيين ورجال إنفاذ القانون»، من دون أن يحدد عدد الضحايا أو يوضح ما إذا كانوا قتلى أو مصابين.

ويتولّى ميرزوييف الرئاسة منذ وفاة إسلام كريموف في 2016، ووعد باتخاذ خطوات للمساعدة في إنشاء «مجتمع مدني حر» منذ إعادة انتخابه العام الماضي.

ومع ذلك، اشتكى نشطاء حقوق الإنسان من أن الحقوق الأساسية لا تزال بعيدة المنال في هذا البلد الذي يحكمه نظام استبدادي في آسيا الوسطى وتُقمع فيه المعارضة بعنف، رغم الإصلاحات التي تم إدخالها.

جاء ذلك، بينما رأى رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الحليف القوي للكرملين، أمس الأول، أن «المعركة المقبلة لإعادة تقسيم العالم ستندلع في آسيا الوسطى». وفي كلمة ألقاها لمناسبة عيد استقلال بلاده، قال لوكاشينكو (67 عاماً) إنّ «الأميركيين يريدون الهيمنة، ويريدون عالماً أحادي القطب، ومن يرفع رأسه يتعرّض للقصف، والسبب يكمن في ظهور علاقات جديدة في العالم، تنادي بتعددية الأقطاب».

ولفت إلى «وجود صراع، ليس فقط من أجل موقعنا في الفضاء السوفياتي»، معتبراً أنّ «الجزء الأوروبي، كشف اليوم عن صراعه من أجل آسيا الوسطى»، ومشيراً إلى أنه «بعد الاحتجاجات في كازاخستان في وقت سابق من هذا العام، حذّرنا من خطر زعزعة استقرار أوزبكستان. هناك شيء ما لم ينعكس في الدستور، لقد بدأت أوزبكستان في التحرك، واليوم يعلنون أن للأجانب يداً في الوضع المعقد هناك».

وذكر لوكاشينكو، أن «آسيا الوسطى مثلنا، وجدت نفسها بين نارين، هناك من ناحية الأوروبيون والأميركيون، ومن ناحية أخرى الصين، مما يساعد آسيا الوسطى بشكل كبير على البقاء»، مشدداً على أن «المعركة المقبلة ستكون في آسيا الوسطى في القريب العاجل، وقد ظهرت بوادر ذلك... العالم سينقسم». إلى ذلك، قال لوكاشينكو في خطابه، إنه إذا وقع هجوم على بيلاروسيا، فإن بلاده سترد على الفور. وتابع: «قبل أقل من شهر أصدرت أوامر لوحدات القوات المسلحة باستهداف ما يمكن تسميته الآن بمراكز اتخاذ القرار في عواصمهم». وأضاف: «لا تلمسنا - ولن نلمسك».