إسرائيل تدرس رداً عسكرياً على حزب الله بعد «مسيّرات كاريش»
لابيد يتهم الحزب بعرقلة الترسيم وبوحبيب يتوقع اتفاقاً في سبتمبر
بالتزامن مع وجود وزراء الخارجية العرب في بيروت ووزير الخارجية الإيراني في دمشق، تبنّّى حزب الله إطلاق 3 مسيرات باتجاه حقل كاريش الغازي في البحر المتوسط، في خطوة يدرس الجيش الإسرائيلي الرد عليها عسكرياً، في حين بدأ مراقبون يتساءلون إذا كان لا بدّ من معركة لوضع قواعد اشتباك بحرية، كتلك السارية على الحدود البرية بين إسرائيل وحزب الله، والتي منعت حصول حرب منذ 2006.
يدرس الجيش الإسرائيلي رداً عسكرياً على حزب الله، في أعقاب عملية المسيرات التي استهدفت منصة التنقيب عن الغاز بحقل كاريش في البحر أمس الأول، حسب ما ذكر موقع والا العبري، الذي نقل عن مصادر أمنية إسرائيلية مخاوفها من أن يحاول حزب الله في المرة القادمة إرسال عدد أكبر من المسيرات لرفع التكلفة على إسرائيل، ومنعها من الاستمرار في التنقيب، خصوصاً أن كلفة المسيّرات أرخص بكثير على الحزب، من كلفة اعتراضها من قبل إسرائيل.وحسب الموقع، حذّر مسؤولون أمنيون إسرائيليون، من أن يبادر الحزب كذلك الى إرسال مسيرات مفخخة، وهو ما يشكّل تهديدًا كبيرًا على منصة التنقيب. وكان «حزب الله» قد أعلن في بيان «إطلاق ثلاث مسيّرات غير مسلحةٍ ومن أحجامٍ مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهام استطلاعية»، لافتا الى أن «المسيرات أنجزت المهمة المطلوبة وكذلك وصلت الرسالة».
وحذّر الأمين العام لـ «حزب الله»، حسن نصرالله، الشهر الماضي إسرائيل من استخراج النفط من حقل كاريش لأنه حقل مشترك، معلنا أن حزبه لن يقف مكتوف الأيدي أمام نهب ثروات لبنان.واعتبر الجيش الإسرائيلي، أمس، أنّ «حزب الله يحاول تقويض السيادة الإسرائيلية بشتى الطرق على الأرض وفي الجو والبحر»، مشدداً على أنّ «المياه الاقتصادية جزء من إسرائيل، وليست منطقة نزاع ولا نقاش بشأنها».وقال المتحدث باسمه ران كوخاف «هذه ليست منطقة متنازعا عليها، والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يعرف ذلك أيضًا».ولفت كوخاف الى توافر معلومات استخبارية مبكرة عن الهجوم الذي تبنّاه حزب الله، قائلا إنّ «أنظمة الكشف المتّبعة طوال تحليق الطائرات، كشفت أن المسيرات الثلاث كانت تطير على ارتفاعات منخفضة نسبيًا وبسرعة متوسطة»، معتبراً أنه من الصعب جداً اكتشاف هذا النوع من الطائرات. ونشر أفيخاي أدرعي، المتحدث بـ «العربية» باسم الجيش الإسرائيلي، مقطع فيديو من داخل غرفة عمليات البحرية الإسرائيلية لحظة إعطاء أوامر إسقاط مسيّرات حزب الله.وقال أدرعي في تغريدة: «لديكم إذن، قوموا بإسقاط المسيّرة للتو، هكذا تمت عملية اعتراض مسيّرات حزب الله الإرهابي من داخل غرفة عمليات سلاح البحرية... سنواصل حماية مصالح إسرائيل، ولن نسمح بأي محاولة للمساس بها».وفي تغريدات منفصلة، أوضح أدرعي: «كشف النقاب أن طائرات حربية وسفينة صواريخ إسرائيلية قامت اليوم باعتراض 3 طائرات مسيّرة معادية اقتربت من جهة لبنان نحو المجال الجوي فوق المياه الاقتصادية لدولة إسرائيل». وأضاف: «من التحقيق الأوّلي يتضح أن المسيرات المعادية لم تشكّل تهديدًا حقيقيًا في كل مدة تحليقها وحتى اعتراضها فوق البحر الأبيض المتوسط».على مستوى سياسي، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إلى أنّ «مسيرات حزب الله حاولت المساس بمنشآت إسرائيلية، في المياه الاقتصادية الإسرائيلية»، معتبرًا أنّ «حزب الله يواصل بـ «طرق إرهابية» المساس بقدرة لبنان، على التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية الجنوبية».واعتبر لابيد، في خطاب أمس الأول، هو الأول له بعد توليه رئاسة الحكومة الانتقالية، أن إيران هي «أخطر تهديد» للبلاد، وحذّر من أنه سيفعل كل ما لديه لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي أو «ترسيخ» نفسها على طول حدود إسرائيل. وشدد لابيد، المحسوب على تيار الوسط، على أن «إسرائيل تعرف كيف تستخدم قوتها ضد كل تهديد، ضد كل عدو».ورغم التصيعد الميداني، أعرب وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب، عن توقعاته بأن يتوصل لبنان إلى اتفاق مع إسرائيل في ملف ترسيم الحدود البحرية، في شهر سبتمبر المقبل، مضيفاً أن «المعلومات الواردة من الأميركيين والأمم المتحدة تقول إن هناك تقدّما في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية».في سياق متصل، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الغارة الجوية على طرطوس، أمس الأول، استهدفت أنظمة دفاع جوي إيرانية دخلت عبر البحر. وقالت القناة، إن «الغارة الجوية التي ضربت بلدة الحميدية السورية بالقرب من ميناء طرطوس، استهدفت أنظمة دفاع جوية قادرة على تغيير قواعد اللعبة» في سورية، وأضافت أن الأسلحة تم نقلها عبر سفن إيرانية رست الأسبوع الماضي في موانئ طرطوس.وأفاد التقرير بأن الضربة جاءت وسط «تحرّك جديد من قبل الإيرانيين في سورية، لإدخال منظومة دفاع جوي لحماية مصالحهم العسكرية». وأشارت إلى أن إدخال أنظمة دفاع جوي إيرانية إلى سورية، يقوده «قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع الجيش السوري».ونشر سوريون تسجيلات مصورة عبر مواقع التواصل، أظهرت حفرة كبيرة في الأرض خلّفها القصف، ودمار طال بناءً في المنطقة المستهدفة. وتقع الحميدية إلى الجنوب من مدينة طرطوس بحوالي 20 كيلومتراً، وهذه هي المرة الأولى التي تتعرّض فيها لهكذا نوع من الحوادث.وجاء القصف تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، أمير عبداللهيان، إلى دمشق الذي اعتبر أن القصف هو «محاولة لإظهار دمشق كمدينة غير آمنة لعرقلة عودة اللاجئين السوريين».وتأتي ضربة طرطوس بعد أسبوعين من تعرّض مطار دمشق الدولي لقصف إسرائيلي عنيف، مما أسفر عن خروجه عن الخدمة، لنحو 10 أيام.