وسط مخاوف من أن تتحول سورية الى ساحة صراع بين روسيا وأميركا قد يستخدمها الطرفان لإيصال الرسائل وتخفيف الضغوط فيما يخص حرب أوكرانيا، قال رئيس القيادة الوسطى الأميركية في جيش الولايات المتحدة (سنتكوم)، الجنرال مايكل إريك كوريلا، اليوم، إن هناك ضغوطاً من أجل رسم بعض الخطوط الحمر في سورية، لكنه شدد على أن «آخر شيء تريد واشنطن القيام به حالياً هو بدء نزاع مع روسيا».

وأوضح كوريلا، الذي التقى الأسبوع الماضي عشرات من قوات العمليات الخاصة والمتدربين الأجانب المتمركزين في قاعدة التنف المترامية الأطراف في شرق سورية، أن قوات بلاده «ستدافع عن نفسها... ولن تتردد في الرد»، وفق صحيفة واشنطن بوست، وذلك بعض تعرّض مواقع تابعة للقاعدة لغارات روسية غير مسبوقة .

Ad

وعزا كوريلا «تبجّح موسكو المتزايد في سورية» إلى العقيد ألكسندر تشايكو، الذي عاد إلى الشرق الأوسط بعد فترة توقّف فيها عن قيادة القوات الروسية في أوكرانيا. وأضاف: «لا نعرف إن كان رجلاً متفلتاً يحاول إعادة تأسيس وفرض نفسه»، متسائلاً: «ما سبب بعض هذا السلوك الأكثر عدوانية؟»

وبينما ذكرت شبكات سورية معارضة أن طيران التحالف الدولي بقيادة أميركا نفّذ عملية إنزال جوي بالتعاون مع «قوات سورية الديموقراطية (قسد) ليل الأحد ـ الاثنين في قرية الزور شرق دير الزور، قرب الحدود السورية الشرقية مع العراق، تواصل روسيا تعزيز قواتها في تلك المنطقة، واستقدام المزيد من الجنود بينهم مظليون.

ووفق وكالة روسفيسنا الروسية، فإنّ نحو 300 جندي مظلّي روسي بذخيرة كاملة وصلوا عبر طائرات روسيّة، أمس، إلى مطار القامشلي الدولي في ريف الحسكة. وكانت مواقع سورية معارضة قد أشارت إلى أنّ روسيا بدأت، منذ أشهر، بتحويل جزء من مطار القامشلي الدولي إلى قاعدة جوية لقواتها.

وأشارت «روسفيسنا» تحت عنوان «تصعيد في سورية» إلى أنّ المظليين الروس ربّما وصلوا إلى القامشلي بهدف «تدمير القوات التي تخطّط تركيا لاستخدامها قريباً في المنطقة»، إشارةً إلى العملية العسكرية التركية المحتملة ضد «قسد»، المدعومة أميركياً.

من ناحيته، رفض وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، مجدداً، اليوم، محاولات روسيا والولايات المتحدة لثني أنقرة عن تنفيذ عملية عسكرية في شمال سورية، مؤكدا أن بلاده ستقوم «بما هو ضروري في إطار القانون الدولي»، في حين أعلنت «الخارجية» الإيرانية، عن اجتماع على مستوى وزراء الخارجية سيعقد قريبا في طهران بين إيران وروسيا وتركيا. وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان خلال استقباله نظيره الأذربيجاني، اليوم، إن الاجتماع الثلاثي سيبحث الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا. وكان عبداللهيان قد زار دمشق السبت الماضي والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، وقال إنه سيقوم بوساطة بين دمشق وأنقرة، وإنه نقل للرئيس السوري مخاوف أمنية تركية.