أوزبكستان: 18 قتيلاً بتظاهرات ضد الحكومة
موسكو تستبعد إرسال قوات: الأحداث شأن داخلي والسلطات لديها قوى كافية
أبلغت النيابة العامة في أوزبكستان، اليوم، عن مقتل 18 شخصا خلال الاضطرابات التي شهدت مواجهات بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وقوات الأمن نهاية الأسبوع الماضي في إقليم كاراكلباكستان الفقير، الذي يتمتع بالحكم الذاتي شمال غربي أوزبكستان، وهي جمهورية سوفياتية سابقة تمارس عليها روسيا نفوذا كبيرا، وتعد أكثر دول الاتحاد السوفياتي السابق من حيث السكان مع 35 مليون نسمة.وتحدث الحرس الوطني عن إصابة 243 في الاضطرابات التي هزت يومي الجمعو والسبت مدينة نكوص عاصمة الإقليم.وكان الرئيس شوكت ميرزيوييف أقر أمس بسقوط «ضحايا» في صفوف المدنيين والشرطة، في الاحتجاجات ضد مشروع تعديل دستوري يقلص من الحكم الذاتي في كاراكلباكستان، واتهم خلال زيارة لنكوص منظمي التظاهرات «بالاختباء وراء شعارات سياسية فيما يسعون إلى السيطرة على إدارات رسمية تابعة للحكومة المحلية والاستحواذ على أسلحة».
والسبت، فرضت الطوارئ لمدة شهر في الإقليم، وبموازاة ذلك وعد الرئيس بسحب التعديلات الدستورية موضع الاحتجاج، وبالفعل ابقى البرلمان على وضع الاقليم كما هو في مسودة تعديلات دستور البلاد.ومنذ استقلالها حتى سقوط الاتحاد السوفياتي، لم تسمح أوزبكستان المتاخمة لأفغانستان أبدا بظهور أي معارضة.وأعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تعتبر الأحداث «شأنا داخلياً«، مضيفا أن «الوضع لا يزال تحت سيطرة السلطات التي تعمل بكفاءة، وللبلاد قوى كافية لمنع وقوع استفزازات»، في إشارة الى عدم نية موسكو إرسال قوات كما فعلت أخيراً في كازاخستان. وكاراكلباكستان، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة شمال غربي أوزبكستان، هي أكبر منطقة في البلاد، وتحتل نحو 40 في المئة من أراضيها. وفي تسعينيات من القرن الماضي، تم التوقيع على اتفاقية بشأن دخولها إلى أوزبكستان بصفتها جمهورية ذات سيادة، مع حقها في الانسحاب.وجاءت هذه الاحداث في اوزباكستان بيما تعيش المنطقة بأكملها توتراً فقد اندلعت اخيرا اشتباكات حدودية بين طاجيكستان وقيرغيزستان، بسبب نزاع على الأراضي والمياه.وأطلقت السلطات في طاجيكستان أخيراً حملة أطلقت عليها «عملية لمكافحة الإرهاب» للتخلص من القادة المحليين في منطقة غورنو باداخشان المتمتعة بالحكم الذاتي.وشهدت قرغيزستان 3 ثورات أعوام 2005 و2010 و2020، فضلا عن أعمال عنف إتنية استهدفت في جنوب البلاد الأقلية الأوزبكية عام 2010.وتدعم روسيا السلطة في هذه البلدان، التي تعتبرها تابعة لحديقتها الخلفية. وفي يناير الماضي، قمعت كازاخستان، حركة احتجاجية واسعة مما أوقع أكثر من 230 قتيلا، وارسلت موسكو قوات لضبط الأمن.وتمتلك آسيا الوسطى، الواقعة على مفترق الطرق بين جنوب آسيا والصين وأوروبا وروسيا، موارد طبيعية ضخمة تثير أطماع روسيا والصين والغرب.