«الصحة» تعاني نقصاً حاداً في 60 دواء
• عودة مرضى «العلاج بالخارج» ووقف الابتعاث له كشفا حجم الأزمة
• النقص يشمل أدوية السرطان والضغط والسكري والدهون الثلاثية والأمراض الرئوية
رغم ما ترصده الدولة من ميزانية ضحمة تقدر بأكثر من 400 مليون دينار لقطاع الأدوية بوزارة الصحة، كشفت مصادر صحية مطلعة، أن المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للوزارة تعاني نقصاً شديداً في أنواع كثيرة ومختلفة من الأدوية والمستهلكات الطبية، لافتة إلى أن أرصدة الكثير من الأدوية في المستودعات الطبية وصلت إلى الصفر.وأكدت المصادر لـ «الجريدة»، أن هناك نقصاً في نحو 37 نوعاً من أدوية السرطان فقط، بخلاف عشرات الأنواع من العلاجات الأخرى لمختلف الأمراض، مضيفة أن قسم الصيدلية بمستشفى الصدري على سبيل المثال طلب 23 صنفاً من الأدوية بكميات تتجاوز عشرة آلاف علبة، فلم تورد إليه علبة واحدة منها.وأضافت أن هذا النقص ليس قاصراً على أدوية السرطان ، بل يمتد إلى أدوية أمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والدهون الثلاثية وغيرها، مشيرة، على سبيل المثال، إلى أدوية علاج فرط الضغط الرئوي الذي يمثل نقصها خطراً كبيراً على حياة مرضى التأهيل الرئوي.
وذكرت أن الصيدليات في المستشفيات التابعة لـ «الصحة» تعاني بشدة مع المرضى نتيجة نقص هذه الأدوية، وهو ما لا يتوافق مع الميزانية الضحمة التي ترصدها الدولة لقطاع الأدوية. وأوضحت المصادر أنه في ظل الظروف العالمية وانتشار جائحة «كوفيد 19» خلال السنتين الماضيتين وما شهدته الكويت من صعوبة في إرسال مرضى للعلاج بالخارج، وعودة العديد منهم لتلقي علاجهم داخل البلاد، فوجئ كثيرون بانقطاع الكثير من الأدوية بدون مبرر، خصوصاً مرضى السرطان. وأشارت إلى أن مسؤولي عدد من الصيدليات في المستشفيات الحكومية طلبوا من المستودعات الطبية عدداً من الأصناف الدوائية والمستهلكات والمحاليل، لكنها لم تورد إليها، وإن تم توريدها كانت بكميات محدودة لا تكفي إلا فترة قليلة، علما بأنها من الأدوية المهمة في علاج المرضى، وأن نقصها يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة، لافتة إلى أن كشوف المستودعات تُظهر وجود كميات أدوية بالعشرات مقابل أن المطلوب منها يقدر بالآلاف.