في أوج التوتر الحدودي المستمر منذ أسابيع في منطقة الفشقة الاستراتيجية، شهدت كينيا اليوم، على هامش قمة مجموعة دول شرق إفريقيا ووسطها للتنمية (منظمة إيغاد)، لقاء هو الأول منذ سنتين بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ورئيس الحكومة الإثيوبية أبي أحمد، بحث سبل تفادي حرب محتملة بسبب الأزمة الحدودية بين البلدين، بعد أسبوع من العمليات العسكرية المتبادلة بين الطرفين، عقب اتهام الجيش السوداني نظيره الإثيوبي بإعدام 7 من جنوده والتمثيل بجثثهم.

وكتب أبي أحمد، في حسابه على «تويتر»، «اتفقت مع الجنرال عبدالفتاح البرهان على أن بلدينا لديهما الكثير من عناصر التعاون للعمل عليها بسلام. وعلاقاتنا المشتركة تتجاوز أي انقسامات. وكلانا ملتزم الحوار والحل السلمي للقضايا العالقة».

Ad

وفي حين لفت خبراء إلى أن الزعيمين بحاجة الى انتصار خارجي لأسباب داخلية، أشارت معلومات إلى أن الزعيمين اتفقا على حل سلمي للأزمة، وإعادة تفعيل لجان ترسيم الحدود بين الطرفين، بينما اكتفى المجلس السيادي الحاكم في السودان بتأكيد أن البرهان عقد «اجتماعا مغلقا مع رئيس الوزراء الإثيوبي».

وفي نوفمبر 2020، نفذ الجيش السوداني عملية عسكرية لتحرير منطقة الفشقة، بعد 25 عاما من السيطرة الإثيوبية، ما زاد القطيعة بين البلدين ووسع فجوتها أكثر الخلافات حول سد النهضة. وبعد إعدام الجنود السودانيين، سحبت الخرطوم سفيرها في أديس أبابا جمال الشيخ للتشاور، وقدمت شكوى لمجلس الأمن حول الحادثة، فيما لجأت إثيوبيا للتهدئة، واقترحت على السودان إجراء تحقيق مشترك.

وتوجه البرهان إلى نيروبي للمشاركة في القمة الطارئة لمنظمة «إيغاد»، التي انطلقت أعمالها اليوم بدعوة من السودان، بغرض مناقشة عدد من الملفات المتصلة بالسلم والأمن وقضايا الجفاف والتصحر والتغييرات المناخية والأمن الغذائي. ويواجه البرهان ضغوطا داخلية متصاعدة دفعته الى التعهد بتشكيل حكومة مدنية.

في سياق متصل، وفي حين حذرت تقارير مصرية من أن أياما قليلة تفصل عن الملء الثالث لبحيرة سد النهضة الاثيوبي، أكد أستاذ إدارة المياه والتنمية المستدامة بجامعة آخن الألمانية د. هاني سويلم أن «إثيوبيا لن تتمكن من إكمال الملء قبل 2025، وسيكون ذلك مفيدا جدا لمصر»، مبينا أن «مصر لم تطالب مرة بعدد ثابت من السنوات من أجل الملء، ولكن أن يكون الملء مرتبطا بالحالة الهيدروليكية للمياه».

وتابع د. سويلم: «مصر قادرة على مقاومة أي تغييرات في نهر النيل، بفضل ملء السد العالي»، مشيرا إلى أن «هناك شقوقا موجودة في البناء التراكمي المساعد الإثيوبي، ولا مؤشرات حول انهياره، لأن انهياره سيكون مشكلة كبيرة».

وتمنى من الإثيوبيين مصارحة مصر والسودان بخصوص معالجة التشققات الموجودة بالسد، لافتا إلى أنها ظهرت في الواجهة الخرسانية للسد دون وصول المياه، إنما فقط تأثير الظروف الجوية، خاصة مع سقوط الأمطار الغزيرة.