بكين تفتح ممراً اقتصادياً مع تايلند وتبذل جهداً لاستمالة الفلبين
لقاء بين وزيري خارجية الصين وأميركا بقمة «العشرين»
في إطار جولة في جنوب شرقي آسيا، جاءت بمنزلة ردّ على جولة للرئيس الأميركي جو بايدن وجهها ضد الصين، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس، خلال زيارة تايلند، حليفة الولايات المتحدة، أن البلدين اتفقا على فتح «الممر الاقتصادي الشرقي - التايلندي» الذي سيمر بلاوس ويساعد في نقل البضائع إلى أوروبا عبر إقليم يونان الصيني.وقال وانغ يي، بعد اجتماع مع نظيره التايلندي دون برامودويناي في بانكوك، إن «الممر سيعزز الصادرات الزراعية التايلندية إلى الأسواق الصينية»، مضيفاً أن «الصين ترمي إلى تعزيز اللوجيستيات والتجارة والاستثمارات لجلب تنمية صناعية وفوائد اقتصادية للدول الثلاث».ومن بانكوك، توجه وانغ يي إلى عاصمة الفلبين، مانيلا للقاء الرئيس الجديد فرديناند ماركوس جونيور.
وبعث ماركوس رسائل متضاربة بشأن العلاقة مع بكين، علماً أن بلاده تجمعها صلات وثيقة مع الولايات المتحدة. وبعد انتقادات لاذعة لبكين في الأسابيع الماضية، قال ماركوس، أمس، إنه يريد أن تتجاوز علاقات بلاده مع بكين القضايا المتعلقة بقضية بحر الصين الجنوبي، بل وتشمل التبادلات العسكرية.إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ينوي الاجتماع مع نظيريه الصيني على هامش قمة العشرين، مشيرة إلى أن بلينكن سيزور بانكوك كذلك. ويأتي اجتماع وانغ وبلينكن، اللذين اجتمعا في أكتوبر الماضي بروما، بينما يبدي الرئيس جو بايدن تفاؤلاً إزاء محادثات جديدة في الأسابيع القادمة مع نظيره الصيني شي جينبينغ، الذي لم يجر أي رحلة دولية منذ تفشي جائحة «كوفيد 19».وقالت الخارجية الأميركية، إن بلينكن سيجري أيضاً محادثات مع نظيره الإندونيسي ومسؤولين آخرين، قبل أن يتوجه السبت إلى تايلند، في زيارة ألغيت العام الماضي بعد إصابة أعضاء من وفد بلينكن بـ «كورونا». وبعد أن كانت روتينية، كادت الاجتماعات بين الولايات المتحدة والصين تتوقف خلال الوباء وعلى وقع تصاعد التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.وكان بلينكن ومستشار بايدن للأمن القومي جيك سوليفان، التقيا في مارس 2021 في آلاسكا بنظيريهما في اجتماع تحول إلى مواجهة مع قيام المسؤولين الصينيين علناً بتوبيخ الولايات المتحدة.لكن منذ الشهر الماضي، تتوالى الاجتماعات على ما يبدو، والتقى سوليفان المسؤول الصيني الكبير عن السياسات الخارجية يانغ جيشي في لوكسمبورغ الشهر الماضي، فيما أجرى وزيرا الدفاع الأميركي والصيني محادثات على هامش مؤتمر في سنغافورة.وأجرى بايدن محادثة هاتفية مع شي في مارس تركزت على أوكرانيا، ودانت فيها الولايات المتحدة دعم بكين لروسيا لكنها لفتت إلى غياب مؤشرات تذكر على دعم مادي للغزو.وفي وقت تدرس واشنطن رفع الرسوم الجمركية المشددة المفروضة على بعض المنتجات الصينية سعياً لاحتواء التضخم، أجرى نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي ووزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، أمس، محادثات، وصفتها «وكالة أنباء الصين الجديدة» الرسمية (شينخوا) بأنها «بنّاءة وجرت بطلب من الولايات المتحدة».وسجل تدهور كبير في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب (2017-2021) الذي شن حرباً تجارية على العملاق الآسيوي، ترافقت مع فرض رسوم جمركية مشددة متبادلة طالت مجموعة واسعة من المنتجات ولا يزال بعضها قائماً رغم توقيع البلدين هدنة في يناير 2020.وأشار ليو، الذي يشرف على المسائل الاقتصادية ويلين خلال محادثاتهما عبر الفيديو، إلى أن «الاقتصاد العالمي يواجه تحديات خطيرة».ولم تذكر «شينخوا» سوى بشكل موجز مسألة الرسوم الجمركية المشددة لكنها نقلت «قلق» بكين حيال هذه التدابير التي تضر بالمنتجات الصينية في الولايات المتحدة.