الأفغان رعاة لغنم التُّرك في جبالهم

نشر في 06-07-2022
آخر تحديث 06-07-2022 | 00:05
الراعي عبدالله عمري وسط قطيع أيلول يسار
الراعي عبدالله عمري وسط قطيع أيلول يسار
يرعى عبدالله عمري قطيع أيلول يسار، في وادي ميركان التركي منذ 7 سنوات، فالرجل ذو اللحية البيضاء يعرف جيداً تفاصيل منحدرات الوادي التابع لمحافظة تونجلي، وحيث حلّ الرعاة الأفغان تدريجياً مكان الأكراد.

فقد أصبح وجود الرعاة الأكراد نادراً في هذه الجبال المكسوّة بالأعشاب والحجارة في شرق تركيا.

ويقول مصطفى أكون، وهو مربّي مواشٍ من المنطقة يملك نحو 100 رأس ماشية، إنه بغضّ النظر عن حاجز اللغة «لا نعرف ماذا يفعلون أثناء وجودهم في الجبال، لكنّهم يعيدون القطيع بعد رعيه، مما يشير إلى أنّ الأمور على ما يرام».

ويشكو الرعاة من نقص المردود المتأتي من مهمة رعي المواشي التي يمارسونها وحيدين في منطقة ترتفع 2000 متر عن سطح البحر، وتبعد ساعات من المشي عن أقرب قرية.

ويعتمد الرعاة في عملهم على إيقاع الخراف والماعز التي يفضّلون رعيها ليلاً عندما تنخفض درجات الحرارة.

لكنّ إنجاز المهمة خلال الليل يضع القطيع في خطر، لأنّ الحيوانات المفترسة تجوب المنطقة في هذا التوقيت.

ولا يتخلى عبدالله عن بندقيته القديمة، بعدما نفق رأسان من ماشيته قبل يومين نتيجة هجوم تعرّضتا له من أحد الدببة.

ويقول سليمان إزام (29 سنة)، وهو راعٍ اسمرّ وجهه بسبب تعرّضه الكثيف لأشعة الشمس منذ أن وصل إلى تركيا سنة 2015، تاركاً زوجته وطفله البالغ 3 أشهر في أفغانستان: «إنّ المنطقة مليئة بالذئاب والدببة التي لا تتوقف عن مهاجمة القطعان».

ويتلقى مقابل عمله أجراً جيداً يتراوح بين 8 و15 ألف ليرة تركية شهرياً (بين 458 و855 دولاراً)، وهو مبلغ يفوق الحد الأدنى للأجور بمرتين أو ثلاث مرات ونصف المرّة. ورغم ذلك، يُعتبر هذا المردود غير كافٍ حتى في مراحل الأزمة لجذب الشباب في المنطقة نحو هذه المهنة.

ويقول أكون المعجب بشجاعة الرعاة الأفغان «أبناؤنا لا يرغبون في ممارسة هذا العمل، أو يعجزون عن تولّيه».

ولم تفلت هذه المنطقة النائية من تبعات التضخم المفرط وتدهور قيمة الليرة التركية.

back to top