كاتب هندي يرصد تجربة الشاعر شهاب غانم
يجول الكاتب والأكاديمي الهندي د. محمد منصور الهدوي، في كتابه «الاتجاهات الموضوعية والفنية في شِعر شِهَابْ غانم»، في العوالم الإبداعية للشاعر والمترجم الإماراتي د. شهاب غانم، متلمسا جوانب الجمال فيها. وتناول الكاتب الأغراض الشعرية المختلفة التي تناولها د. شهاب غانم في شعره، ثم حلل قصائده تحليلا فنيا من حيث الأفكار والمعاني، والألفاظ والتراكيب، وبناء القصيدة، والصور الفنية، والموسيقى والإيقاع، عبر منهج نقدي أجاد الكاتب في استخدامه، وذلك حسب قول الدكتور عبدالحكيم الزبيدي، في تقديمه لهذا الكتاب. ووصف مؤلف الكتاب، الصادر عن دار المُقتبَس للطباعة والنشر والتوزيع ببيروت ودمشق، الشاعر والمترجم د. شهاب غانم بأنه «سفير الثقافة الهندية في الوطن العربي»، لافتا إلى أن غانم ارتبط بعلاقة خاصة مع شعراء الهند بوجه عام، وولاية كيرالا بوجه خاص، وتلك العلاقة بدأت في العقد الأخير من القرن الماضي، حين ترجم أشعارا من الهندية إلى العربية، بجانب كونه أول عربي يحصل على جائزة طاغور للسلام، والتي تمنحها الجمعية الآسيوية التي تأسست بالهند عام 1784.
وتدور فصول الكتاب حول تجسيد الأغراض المختلفة في شعر د. شهاب غانم، بما فيها الدينية، والاجتماعية، والوجدانية، والسياسية، ومدح الساسة المرموقين، والأبطال والشهداء، إضافة إلى تنقيب جوانب أشعاره الفنية وأسلوبه البلاغي والجمالي، وقضاياه الشكلية. ووفقا للكتاب، قضى الشاعر والمترجم الإماراتي د. شهاب غانم، قرابة 4 عقود من عمره في معاقرة القصيدة، دون أن يعوقه ذلك عن متابعة عمله، أو عن الالتفات إلى أشكال أخرى من الإنتاج الأدبي الذي فاق السبعين كتابا منشورا، في مجالات الشعر والترجمة والدراسات، بجانب العديد من المؤلفات التي تنتظر الطباعة والتوزيع. ومن هنا، وكما يقول مؤلف الكتاب د. محمد منصور الهدوي، فإن الإحاطة بمجمل إنتاج الشاعر والمترجم شهاب غانم، يبدو أمرا صعبا، ومن هنا فقد اختار المؤلف أن يتعامل مع بعض إنتاجه الشعري الغزير، لاستنباط بعض ملامح تجربته على الصعيدين المضموني والفني. وكشف المؤلف أنه عمد إلى تناول الاتّجَاهات الموضوعيّة والفنيّة في شِعر شِهَابْ غانم لأسباب شتى، منها أن هذا القرن بدأت تتضح فيه الشخصية الأدبية الخاصة للأرض الإماراتية، وأن هذه المنطقة كانت أقل حظا من حيث عناية الباحثين والدارسين، إذ لم يظفر فيها الأدب بدراسة علمية واسعة تحدد اتجاهاته الشعرية، ورغبة البحث في هذا الجزء الأصيل من دولة الإمارات لما لها من مكانة مرموقة وعلاقة وطيدة منذ أمد بعيد مع شبه القارة الهندية، هذا بجانب ما لدى الشاعر شهاب غانم من مترجمات لا يستهان بها من اللغة المليبارية، إضافة إلى مراسلات ودية مع الأدباء الهنود.