قال مسؤول علمي كويتي اليوم الخميس إن دولة الكويت أقامت تعاونا ًوثيقاً مع مجلس التعاون الخليجي لإدارة حالات الطوارئ بهدف إنشاء الشبكة الخليجية الموحدة للرصد الإشعاعي.

جاء ذلك في كلمة للقائم بأعمال المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور مانع السديراوي لدى ترؤسه الوفد الكويتي إلى اجتماع كبار المسؤولين العرب حول تأسيس بنية تحتية عربية للاستعداد للطوارئ النووية والإشعاعية المنعقد برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

Ad

وأشار السديراوي في هذا السياق إلى تطوير «نظام دعم متخذي القرار» الخاص بالمخاطر الإشعاعية والنووية في دول مجلس التعاون وذلك للتصدي لأي طارئ أو حادث إشعاعي.

وعلى المستوى الدولي، ذكر السديراوي أن دولة الكويت تتعاون مع منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية «CTBTO» منذ العام 1998 وذلك بتوفير البنية التحتية لتشغيل محطة رصد الملوثات الإشعاعية في الهواء «RN-40».

وأضاف أن المعهد باعتباره ضابط الاتصال الوطني مع الوكالة قام في إطار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتعزيز التعاون الفني والتقني بين دولة الكويت والوكالة التي تهتم بتطوير القدرات والمهارات الوطنية في المجالات المرتبطة بعملها.

ونوه في هذا الاطار بإنجاز العديد من المشاريع الوطنية والإقليمية في مجال النشاط الإشعاعي البيئي ومنها مشاريع ضمن مجموعة غرب آسيا «آراسيا».

وعلى المستوى المحلي، أوضح السديراوي أن دولة الكويت اهتمت بجميع جوانب المراقبة الإشعاعية داخل الدولة ووضعت خطط التصدي والاستجابة للطوارئ الإشعاعية، منوهاً بإنشاء مختبرات قياس النشاط الإشعاعي البيئي بشكل لحظي والإبلاغ عن أي زيادة فيه عن المعدلات الطبيعية.

ولفت إلى أن الاجتماع الإقليمي «يهدف إلى إنشاء شبكة موحدة للرصد والمراقبة الإشعاعية في الدول العربية وذلك لتعزيز قدرات التأهب والاستجابة للحوادث النووية والإشعاعية».

وقال أن «توفر القدر الكافي من البيانات والمعلومات الإحصائية من برامج تنبؤ ومحاكاة جنباً إلى جنب مع استعمال التكنولوجيا المتطورة من وسائل الإنذار المبكر وأجهزة الرصد والاتصالات والتعامل اللحظي مع البيانات والتنسيق الكامل بين الجهات التنفيذية المعنية بالدول هو الأساس في إدارة الأزمات بطريقة نموذجية تحد من الخسائر البشرية والمادية والبيئية».

ولفت السديراوي إلى أن «العقود الأخيرة شهدت انتشاراً واسعاً لتطبيقات التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية في شتى المجالات الأمر الذي انعكس إيجاباً على تحقيق أهداف البرامج التنموية ورفع مستوى الحياة بشكل كبير»، مضيفاً أن تلك الاستخدامات رافقها بعض الحوادث والكوارث الجسيمة.

وأعرب عن أمله أن تسفر تلك الاجتماعات عن تعزيز التعاون الإقليمي ليصبح أشمل وأكثر عمقاً وموضوعية وشمولية في مجال الرصد الإشعاعي على المستوى العربي ووضع إطار لرؤية واضحة المعالم محددة الأهداف تشتمل على خريطة طريق تساهم بشكل فاعل في مواجهة الكوارث والحد منها والتقليل من مخاطرها.

وأعرب السديراوي في كلمته عن الشكر لجامعة الدول العربية والهيئة العربية للطاقة الذرية ووكالة الطاقة الذرية المصرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية على تنظيم هذا الاجتماع الإقليمي حول انشاء الشبكة العربية لرصد الإشعاع البيئي.

ويهدف الاجتماع الذي يختتم أعماله اليوم إلى إرساء أسس التعاون العربي في مجال الاستعداد والاستجابة للطوارئ النووية والإشعاعية وكذلك المساهمة في خلق جو من التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات والتجارب بين الدول العربية في مجال الطوارئ النووية والإشعاعية.

كما يهدف إلى رفع الوعي على مستوى متخذي القرار بأهمية الرصد الإشعاعي البيئي خاصة في ظل الظروف الحالية المضطربة في العالم.

ويشمل الاجتماع التعريف بالشبكة العربية للرصد الإشعاعي البيئي والانذار المبكر وأهميتها في الاستعداد العربي لمواجهة أي حوادث نووية أو إشعاعية إلى جانب التعرف على امكانات الدول العربية في هذا المجال الحيوي ومناقشة سبل تطوير خطط الطوارئ الوطنية والعربية.

وناقش المؤتمر في يومه الثاني والأخير عدداً من الموضوعات منها التعاون العربي في مجال الرصد الإشعاعي البيئي والإنذار المبكر والبرامج والتجارب الوطنية العربية في مجال الاستعداد والاستجابة للطوارئ الإشعاعية والنووية.