صيف بنكهة الشتاء
النطق السامي وقع على قلوب الشعب والنواب كالبلسم الشافي لما في صدورهم، ونتائجه بدأت منذ سماع هذا النطق، وما تضمنه من تأكيد على التمسك بالدستور والانحياز للشعب ومتطلباته، حيث أدى هذا الخطاب السامي إلى الارتياح، مما ترتب عليه إنهاء اعتصام النواب في مجلس الأمة.ولو عدنا قليلاً إلى الوراء أثناء اعتصام النواب في بيت الشعب لوجدنا أن هناك كثيراً من الأصوات النشاز التي كانت تسوِّق بأن هدف المعتصمين في المجلس ومن يدعمهم شعبياً من خارج أسواره ليس رحيل الرئيسين، إنما إضعاف هيبة الحكم وزعزعة الأمن، وهم بهذا التسويق يودون دق إسفين العداء بين القيادة والشعب، والسبب في مثل هذه الإشاعات الكاذبة هو أن هؤلاء لا يستطيعون العيش والتأقلم في بيئة سياسية يسودها الهدوء، بل يزداد عملهم وينشط في أوقات الفجوة السياسية بين السلطة والشعب.ومن يتابع الساحة السياسية بعد النطق السامي الذي انحاز بكل ما فيه من مفردات إلى الوطن والمواطن يجد أن هذا الخطاب نزع فتيل غضب الشارع الكويتي على ما يحصل من فساد مالي وإداري في كل مؤسسات الدولة من قبل متنفذين هيمنوا على كل مفاصلها واختطفوا قرارات السلطتين التشريعية والتنفيذية.
الخطاب السامي أعاد الثقة والارتياح للشعب مرة أخرى، والدليل على ذلك هو ما يحصل من هدوء سياسي من النواب والشعب، وهذا الهدوء والارتياح يظهران جلياً من خلال التصريحات النيابية الإيجابية والتي يبدون من خلالها شكرهم وتعاونهم مع القيادة بعد هذا الخطاب الوطني، وأيضاً من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي قبل الخطاب يجد أن هناك تغيراً كبيراً في الطرح الشعبي، حيث تحول من التذمر والتشاؤم والغضب إلى الارتياح والتفاؤل بِما حصل وبِما هو قادم من تغيير وإصلاحات. الشعب متفائل ويترقب وفرِح بتحرك عجلة الإصلاحات التي بدأنا نراها ونسمعها، ومن هذه الإصلاحات إحالة عدد كبير من القيادات العسكرية العليا إلى التقاعد وضخ دماء جديدة شابة تواكب التطور، وتترجم النطق السامي على أرض الواقع، وذلك من خلال الولاء لله ثم للقيادة ثم للوطن، والمحافظة على مصالح الشعب ومقدراته وابتعادهم عن الولاءات الخاصة والشخصية التي كانت تسيء إلى بعض المؤسسات العسكرية.ختاماً: شكراً للقيادة على هذا النطق السامي الذي أزاح عن عاتق الشعب ما يحمله من هموم وخفف علينا شدة حرارة الصيف حتى أصبح «صيفاً بنكهة الشتاء».