«آخر الدواء الكي» هذه الحكمة تنطبق على القرار الحكيم الذي اتخذته القيادة السياسية بحل مجلس الأمة والدعوة لانتخابات جديدة، وذلك بعد أن طفح الكيل من السلطتين وتسببت التوترات بينهما في تعطيل مصالح البلاد والعباد، حيث استقالت الحكومة 3 مرات في عهد هذا المجلس الذي لم يكمل مدته القانونية، ودخل الطرفان في العديد من الأزمات والمشاكل المفتعلة التي انتهت بالاعتصام الذي نفذه مجموعة من النواب داخل مجلس الأمة احتجاجاً على ما اعتبروه «تعطيل الدستور»، ومع كل أزمة بين الحكومة ومجلس النواب كان أمير البلاد حاضراً بقراراته ومبادراته الحكيمة لتهدئة الأجواء وتعزيز التعاون بين السلطتين لمصلحة البلاد والعباد.ولعل ما يفسر الترحيب الكبير من قبل الكويتيين بقرار حل مجلس الأمة أنه تبين لهم خلال الفترة الماضية أن العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية تصدعت ولم تعد هناك فرص أخرى لترميمها، وأن معركة تكسير العظام بين النواب والحكومة التي تدور رحاها منذ تشكيل المجلسين لن تتوقف، كما تبين للمواطنين أن هناك من يصطادون في الماء العكر ويحاولون التكسب من الأزمة، ويسعون لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الوطن والمواطنين، كما أن الخطاب الذي ألقاه سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد نيابة عن سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد أثلج الصدور لأنه اعتمد على المصارحة والمكاشفة والشفافية المطلقة، وحدد أسباب الأزمة ووضع طرق علاجها في إطار الدستور ورسم خارطة طريق شاملة لتصحيح مسار المشهد السياسي.
لقد أعادت القيادة السياسية الكرة من جديد إلى ملعب الشعب ليقرر عبر الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في الفترة المقبلة حل تلك الأزمة وإعادة تصحيح مسار المشهد السياسي الحالي عبر انتخاب برلمان جديد بوجوه جديدة شابة مؤهلة طموحة قنوعة، وهو ما يعني بالتبعية تشكيل حكومة جديدة تقوم على الكفاءة لا المحاصصة، وهناك حالة من التفاؤل تسود الشارع الكويتي بتحقيق ذلك خصوصاً أن سمو ولي العهد أكد في خطابه عدم التدخل في اختيارات الشعب لممثليه، وكذلك عدم التدخل في اختيار مجلس الأمة القادم لرئيسه أو لجانه المختلفة ليكون المجلس سيد قراراته وعدم دعم فئة على حساب فئة أخرى بل وعد سموه بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع وفتح صفحة ومرحلة جديدة مشرقة لمصلحة الوطن والمواطنين.الكويت تمر بمرحلة فارقة في تاريخها تتطلب من المواطنين حسن اختيار من يمثلهم التمثيل الصحيح ويعكس تطلعاتهم ويحقق آمالهم وينفذ رغباتهم، وكما قال سمو ولي العهد «يجب ألا يكون اختيار النواب أساسه التعصب للطائفة أو للقبيلة أو للفئة على حساب الوطن، فالكويت لم تكن ولن تكون لأحد بعينه بل هي وطن الجميع واحة أمن وأمان»، كما أكد سموه أن الاختيار غير الصحيح سيضر بمصلحة البلاد والعباد وسيعود بنا إلى المربع الأول بجو التعصب والتناحر وعدم التعاون وتغليب المصالح الشخصية على حساب الوطن والمواطنين، كذلك يجب على السلطتين تحمل المسؤولية الوطنية في المرحلة المقبلة، والتعاون بينهما في ظل أجواء من التوافق والتفاهم بعيداً عن الصراعات والتناحر... حفظ الله العلي القدير الكويت وشعبها من كل مكروه.
اضافات
أولاً وأخيراً: الكرة في ملعب الكويتيين
08-07-2022