«أحمد الخطيب... الطبيب الإنسان» ينثر شذرات من الحس الوطني
الكتاب من 4 فصول مع جزء للصور النادرة
نشر
في 08-07-2022
آخر
تحديث 08-07-2022 | 00:00
ترصد الكاتبة سعاد فهد المعجل محطات مهمة من تاريخ الرمز الوطني النائب السابق د. أحمد الخطيب عبر إصدارها «أحمد الخطيب... الطبيب الإنسان»، مستعرضةً العديد من المواقف التي جمعتها بالراحل الكبير أثناء عملها في جريدة الطليعة، وتستذكر المناخ المفعم بشذرات الحسّ الوطني الرفيع، والعمل النضالي الناصع البياض والرؤية. وجمعت المعجل في هذا الإصدار العديد من المقالات التي كُتبت عقب رحيل الخطيب، إلى جانب شهادات أصحاب الكلمة المعنيين بالحديث عنه، فضلاً عن تسليطها الضوء على مجموعة من المواقف والآراء لحكيم الكويت السياسي المخضرم. كما يتضمن الإصدار مجموعة من الصور النادرة للراحل الكبير.
تضيء الكاتبة سعاد فهد المعجل على آراء نيّرة ورؤى متوهجة في كتابها «أحمد الخطيب... الطبيب الإنسان»، المكون من 4 فصول، إضافة إلى جزء مخصص للصور النادرة.في الاستهلال يكتب فهد المعجل عن الرمز الوطني، فيقول:» يستحق د. أحمد الخطيب كل ما كُتب وما سيكتب عنه مستقبلاً. وطنيته ودوره الرائد في ولادة الدستور والذّود عن المكتسبات الديموقراطية جعلته الشخصية التي ربما اتفق عليها كل الكويتيين بلا استثناء. لقد أجمع كل من اختلف معه وكل مَن اتّفق على ما يطرحه على دوره البارز في إرساء بنية الكويت السياسية منذ أن أبدى الراحل الشيخ عبدالله السالم رغبته في تأسيس نظام ديموقراطي يشترك فيه الشعب بالحكم ووضع دستور دائم للكويت. ويتابع: «في الكويت كان لقب الدكتور يعني بالتبعية أحمد الخطيب، عرفه أهل السياسة والفكر قامةً وطنية مخلصة ومؤثرة في المسار السياسي. وتعرّف عليه أهل الكويت قبلها كطبيب إنسان مخلص في عمله ومهنته. وحول مهنة الطب، يقول المعجل: «أدمنت الكويت مع عودة أحمد الخطيب، أول طبيب كويتي، إبرَتَه الشهيرة بـ (إبرة الخطيب)، ولا يزال أهل الكويت من الجيل الماضي يستذكرون كيف كانت أوجاعهم تنتهي بواسطة إبرة الخطيب. أما أوجاع الكويت السياسية فقد كان لها د. الخطيب مداوياً كذلك».وحول فكرة الإصدار، تقول مُعدّته الكاتبة سعاد المعجل إنه عقب مقال كتبه الزميل حمزة عليان، أردت أن أنجز هذا العمل، فأجرينا مجموعة اتصالات ولقاءات، وشكّلنا فريق عمل ووزعنا المهام والأدوار، ووضعنا خطة عملية بعدما تلقّينا من الوالد فهد المعجل دعماً معنوياً ومادياً بتبنّيه طباعة كتاب يليق باسم صاحبه، مما جعلنا تحت مسؤولية أخلاقية ومهنية كبيرة، حيث ننجز كتاباً مرجعياً، يضم بين دفّتيه ما يمكن أن يشكّل إضافة ضرورية إلى كتابه المعروف بجزأيه الأول والثاني: «من الإمارة إلى الدولة» والثاني: من الدولة إلى الإمارة»، وفيه الرواية الكاملة لتاريخه الوطني والعروبي، ومحطات مفصلية في تاريخ حياته، وكما أرادها هو بنفسه.وتضيف :» كان السؤال: ماذا سنضيف من جديد إلى هذا الكتاب بخلاف ما هو موجود في كتابه الشامل، وجدنا أن نجمع شهادات قيلت في حقه بأقلام كويتية وعربية، ونرصد ونحفظ ما قاله أو نشره أو تحدّث فيه خلال مرحلة ما بعد توقّف «الطليعة» في 23 مارس 2016، وهو آخر عدد يصدُر لها، ثم نخصص فصلا خاصا يشمل كل ما نشرته الصحافة الكويتية والعربية بعد وفاته يوم 7 مارس 2022، إضافة إلى فصل أردناه أن يكون شهادة حية يتناول جوانب من حياته ومن عُمْر «الطليعة» ودیوان «الطليعة»، بعدما انتقل إلى مقرّه السكني في الشويخ، وعززنا ذلك بمجموعة صور التقطت في عدة مناسبات كان فيها العمّ والمعلم والأستاذ، د. أحمد الخطيب، هو الحاضر والملهم».وعن مضمون الإصدار، تقول المعجل في الفصل الأول: «محطات جمعتني بحكيم الكويت»: «هذه ليست مذكرات، ولا تدويناً لسيرة راحل كبير، هي مجرّد محاولة لتفريغ مخزون الذاكرة، ورغبة في تدوين محطات جمعتني بحكيم الكويت د. أحمد الخطيب».وتابعت: «في هذا المناخ المفعم بشذرات الحسّ الوطني الرفيع، والعمل النضالي الناصع البياض والرؤية، في هذا المناخ الشفاف في دوره والوطني بعطائه، والمتجرّد إلّا لمصلحة الكويت والعالَم العربي؛ شعوباً وتاريخاً ونضالاً ومستقبلاً وحاضراً، في هذا المناخ كانت لي الفرصة لأن ألتقي بقامة د. أحمد الخطيب، وأن أقترب منه لألمس عن مسافة قريبة جداً ملامح متنوعة؛ سواء على الصعيد السياسي، أو الفكري، أو الاجتماعي، أو الأسري».وتضيف: «كانت مجلة الطليعة، بالنسبة إليّ وإلى كثيرين مثلي، قلعة من قلاع الفكر الحر والديموقراطية والدستور والحِراك القومي العروبي، كلّها كانت مفردات اجتاحت العالم العربي منذ منتصف القرن الماضي، الذي كان شاهداً على محطّات تنويرية امتدت عبر الخريطة العربية، وإن كان فيها نصيب الكويت وافراً كما أشرت، فإن نصيب مجلة الطليعة كان الأوفر، حيث كان زاخراً في ذلك العصر الذهبي، فلقد احتضن فكرها ورواقها مجموعة من أبرز المناضلين في الكويت والعالم العربي، ومعه ظهرت عبارة «جماعة الطليعة»، الذين كان منهم د. أحمد الخطيب وعبدالله النيباري وجاسم القطامي وعبدالرزاق الخالد وسليمان الحداد وسليمان المطوع وراشد التوحيد وسامي المنيس وأحمد النفيسي وعلي عبدالرحمن العمر، وغيرهم».
الفصل الثاني
وخصصت المعجل الفصل الثاني من الإصدار للحديث عن رحيل الخطيب، فقالت :»استأثر خبر وفاة د. أحمد الخطيب بالكثير من الكتابات، وكان محلّ إشادة واستذكار لتاريخه الوطني وما حفل به من أعمال وإنجازات. وعلى مدى 40 يوماً كانت سيرة الراحل حاضرة وزاخرة بالأحداث، وإضافة إلى مقالات كتّاب الرأي، كانت هناك ندوات تأبين أقيمت في جامعة الكويت، ورابطة الأدباء، والمنبر الديموقراطي، وجمعية الخريجين، وكلمات ألقيت في مجلس الأمة شاركت فيها الحكومة.العمل الوطني
وجرى تخصيص الفصل الثالث لرصد شهادات أصحاب الكلمة، حيث كتبت عنه العديد من الكتاب والخبراء شهادات متنوعة أثناء حياته، مشيدين بمواقفه التي تعزز ثقافة المواطنة وتخدم العمل السياسي الوطني ضمن مفاهيم وأطر كان يحرص على الامتثال لها.فيما خصص الفصل الرابع لنشر مواقف وآراء «الطبيب» المنغمس في العمل الوطني، حيث إنه لم ينقطع عن التواصل مع الآخرين، بل كان يحرص على الإطلالة متى ما شعر بأهمية الحدث، وبقي على تماسّ مباشر بالأحداث، ولم يتوقف قلمه عن الكتابة وإبداء الرأي، سواء عبر مقالات نشرتها «الجريدة» أو تصريحات نسبت إليه في «القبس»، أو عبر لقاءات جرت مع القيادة السياسية. إضافة إلى هذا الرصيد الفكري المتنوع، هناك عدد من المقابلات التلفزيونية التي تمت في فترات زمنية متباعدة، تم تفريغها وإعادة نشرها تعميماً للفائدة وتوثيقاً لأحداثها، باعتبارها تسجيلات تاريخية ورواية جاءت على لسان صاحبها.«تحية لشبابنا المبدع... إنجازكم أبهر العالم»
وضمن الفصل الرابع المعنون «مواقف وآراء (الطبيب) المنغمس في العمل الوطني»، ينشر الإصدار مقالاً نشر للخطيب في جريدة «الجريدة» بعنوان «تحية لشبابنا المبدع... إنجازكم أبهر العالم»، ومما جاء فيه: «لم يتزعزع إيماني أبداً بمقدرة شبابنا على إحداث الإصلاح الذي طال انتظاره، بعد أن هرمت الحركة الإصلاحية الوطنية، وعجزت عن تطوير فكرها وطريقة عملها.فشبابنا ليس معزولاً عمّا يجري في العالم، بعد أن حولت ثورة الاتصالات الكرة الأرضية إلى قرية واحدة.شبابنا لم يكن معزولاً عمّا يجري في العالم. فالربيع العالمي الشبابي أخذ يطيح ببقايا أنظمة بالية مهترئة في جميع أنحاء العالم. نجاح TRUMP الأميركي الذي فاجأ العالم كان بسبب ضيق المعيشة للضعفاء، بعد فضيحة كارثة العقار التي أدت إلى فقدان الكثيرين منازلهم المرهونة للبنوك، التي لم تتردّد في مصادرة مساكنهم، بعد أن عجزوا عن تسديد الأقساط المستحقة، فسكنوا الطرقات والحدائق العامة، وعجزوا عن تدريس أطفالهم، أو تقديم الرعاية الصحية لهم. فأملوا من هذا التاجر الملياردير الناجح تجارياً أن يوفّر لهم فرصاً للعمل والتحرر من الفاقة.أما في الكويت، فإنّ أبسط معاملة للمواطن لا يمكن أن تتم من دون دفع الرشوة أو الاستعانة بنائب الخدمات، بعد أن تم إفساد الجهاز الإداري، وأصبح الولاء الشخصي وليست الكفاءة المعيار الوحيد للحصول على الوظيفة. ومما زاد الطين بلّة هو تحميل المواطن دفع فاتورة سرقات المافيا المالية المتحكمة في مفاصل الدولة كلها. وسيطرتها على استثماراتنا كلها، رغم جهود ديوان المحاسبة والمخلصين الذين قدّموا استقالاتهم من هذه المؤسسات لعدم تجاوب السلطة.وبالرغم من كل هذا الواقع المؤلم، كنت أكتشف واحات مشرقة لمبادرات أبنائنا في القطاع العام والتطوعي عن إنجازات مميزة، بالرغم من كل هذه المصاعب والمحاربة من أعداء الإصلاح المتنفذين والمنتفعين، ومع كل هذا لم أفقد الأمل في الإصلاح.صوت هذه الكفاءات المطالبة بالإصلاح جاء مدوّياً، بعد أن أتيحت لها الفرصة للتأثير، ففجر هذا الوضع الآسن، ليفجّر ينابيع الأمل.الدعوة إلى انتخابات مبكرة كانت الفرصة الذهبية لاغتنامها لإحداث الإصلاح. هذا هو الذكاء السياسي الذي يدرس الواقع ويتفاعل معه تماماً، كما كانت الحركة الوطنية تمارسه في بداية عملها، مبتدئة بالأندية الرياضية، بعد أن قصرت السلطة النشاط الشبابي على الرياضة فقط.السلطة تلجأ إلى كل الوسائل الممكنة لمنع المعارضين من الوصول إلى أي موقع مؤثر، والمقاطعة السلبية تغني السلطة عن عزل المعارضة الإصلاحية.المقاطعة الفعالة لها شروطها. وهذا تمّت مناقشته بشكل واسع، اشتركت فيه كل القوى الإصلاحية في انتخابات عام 1971، وفصّلته بكتابي «من الإمارة إلى الدولة»، ولا داعي لإعادته الآن. لم أخسر الرهان عندما وثقت بكم، لا، بل فاجأتموني بحجم انتصاركم.آمل أن تتضافر جهودكم في تنفيذ البرنامج الإصلاحي المطلوب، والذي أصبح واضحاً للجميع، فركائزه موجودة في الأحكام العامة بالدستور، وتذكّروا دائماً أن الاختلاف في الرأي يفيد للوصول إلى القرار الصحيح، وحذار من اعتبار الخلاف في الرأي عداوةً وتفرقة، فهذا الدمار الأكيد لأيّ حركة إصلاحية».
