قبل أسبوع من بدء الخطوة المرتقبة، التي تأتي ضمن تحرك يهدف لضبط العلاقات الدبلوماسية والسياسية الحساسة والإعداد لترتيبات إقليمية أوسع في ظل تعثر مسار الدبلوماسية مع إيران، شرع منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك في إجراء تحضيرات نهائية من السعودية أمس، لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة المقرر إجراؤها منتصف يوليو الجاري.

وأفاد موقع «إكسيوس»، أمس، بأن ماكغورك بدأ وضع اللمسات الأخيرة على جدول زيارة بايدن إلى المملكة 15 الجاري.

Ad

واعتبر الموقع الأميركي أن زيارة بايدن إلى السعودية ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الرياض وواشنطن بعد فترة من التوتر بعدة ملفات.

ونقل الموقع عن مصادر بالبيت الأبيض، أن «الجزء الأول من رحلة بايدن سيركز على القمة مع قادة المملكة والإمارات والبحرين والكويت وقطر وعمان ومصر والأردن والعراق».

وأضافت المصادر أن «الجزء الثاني من الزيارة سيركز على إصلاح العلاقات مع الرياض وعلى حاجة الولايات المتحدة لزيادة إنتاج النفط السعودي وعلى خطوات التطبيع التي تسعى إدارة بايدن لدفعها بين السعودية وإسرائيل».

آمال إسرائيلية

وفي وقت ينتظر أن يصل بايدن إلى السعودية عبر رحلة مباشرة من إسرائيل إلى جدة، أعربت أوساط عبرية عن أملها بأن تسهم زيارة الرئيس الأميركي الأولى للمنطقة منذ وصوله إلى البيت الأبيض عن تعزيز خطوات اندماج إسرائيل بمحيطها العربي وأن تتوج باختراق لجهة تطبيع العلاقات والسلام مع المملكة.

ونسب موقع «واينت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مستشار بديوان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قوله، إن المملكة تدرس إمكانية السماح بإجراء اجتماع ثلاثي بين مسؤولين أميركيين وسعوديين وإسرائيليين، خلال زيارة جو بايدن، أو بعدها.

وذكرت أن هناك محادثات بين الإدارة الأميركية والسعودية حول إمكانية أن يرافق بايدن إلى الرياض أحد ثلاثة مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، هم رئيس مجلس الأمن القومي، أيال حولاتا، رئيس الموساد دافيد برنياع، أو مدير عام وزارة الخارجية ألون أوشفيز.

ورغم أن الصحيفة قللت من احتمال حدوث الخطوة إلا أنها ربطت بين اتمامها ونجاح جولة بايدن التي تبدأ من إسرائيل والأراضي الفلسطينية في 13 الشهر الحالي.

وأفاد التقرير بأن الدولة العبرية تعتقد بأنه توجد فرصة للتوصل مع الرياض الى تفاهمات حول «خطوات تطبيع صغيرة أو متوسطة» مثل السماح للطائرات الإسرائيلية التحليق بالمجال الجوي السعودي، والسماح للحجاج المسلمين من إسرائيل السفر إلى الحج بصورة مباشرة. وأشارت إلى المحاولات الأميركية الرامية إلى اقناع السعودية بدمج إسرائيل في «تحالف دفاعي» إقليمي ضد إيران.

تطمين وعقوبات

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لابيد، على سياسة واشنطن للعمل مع إسرائيل لمواجهة ما وصفه بـ «التهديدات الإيرانية».

وطمأن بلينكن لابيد بشأن تصميم واشنطن على التعامل مع «التهديدات المشتركة» بما في ذلك التهديدات من إيران.

وشدد وزارة الخارجية الأميركية خلال مكالمته الأولى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت على الشراكة الثابتة بين بلاده وإسرائيل التي تدعو القوى الكبرى لخطوات أكثر صرامة تجاه المفاوضات النووية مع طهران.

وجاء ذلك غداة إعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على شبكة دولية من كيانات وأفراد على ارتباط بقطاع النفط الإيراني، بعد تبادل للاتهامات بين الأميركيين والإيرانيين بشأن إفشال جولة مفاوضات غير مباشرة استضافتها قطر بهدف حل عقد إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وقالت الوزارة، إن الشبكة عملت عبر شركات صورية في الخليج لتسهيل تسليم وبيع منتجات نفطية وبتروكيماوية إيرانية قيمتها مئات الملايين من الدولارات إلى شرق آسيا.

قفزة وتشاؤم

على صعيد آخر، كشف وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، أمس، أنه منذ التوقيع على «اتفاقيات إبراهيم» للسلام أجري 150 اجتماعاً لمسؤولين في الجهاز الأمني والجيش الإسرائيلي مع نظرائهم من دول المنطقة، بما لا يشمل الأردن ومصر. وأضاف غانتس خلال حديث أنه تم توقيع صفقات شراء معدات أمنية من إسرائيل لدول المنطقة بقيمة أكثر من ثلاثة مليارات شيكل في قفزة هي الأولى من نوعها.

وسيقوم غانتس مع المسؤولين بوزارة الأمن وسلاح الجو الإسرائيلي بالاستعراض أمام الرئيس الأميركي خلال زيارته الأنظمة الإسرائيلية الجديد لاعتراض القذائف والصواريخ عن طريق الليزر. تقول إسرائيل إن المنظومة أثبتت أنها الأولى في العالم وأنها تستعد لطلب مساعدات مالية من واشنطن بهدف تمويل إنتاجها وتجهيزها لتقليل تكلفة اعتراض القذائف الإيرانية والفلسطينية والمسيرات.

في المقابل، عبّر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزّام الأحمد، عن عدم تفاؤله من زيارة بايدن للمنطقة، ولقائه بنظيره الفلسطيني محمود عباس.

وقال الأحمد: «غير متفائلين من الزيارة، ومتشككون منذ بداية الحديث عن مؤتمر وتحالف شرق أوسطي جديد، على غرار حلف الناتو من أجل مواجهة إيران، كأنها هي الخطر الأوحد».

وأضاف: «هذا الحلف، إرضاء للمخاوف الإسرائيلية من إيران، ولن يكون من أجل مصلحة الشعوب العربية وإحلال السلام في الشرق الأوسط».

ودعا المسؤول الفلسطيني بايدن للوفاء بوعوده الانتخابية التي تضمنت «إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، ورفع اسم منظمة التحرير عن قوائم الإرهاب الأميركية، وفتح مكتبها في واشنطن، والالتزام بخيار حل الدولتين لإنهاء الصراع مع إسرائيل».