السريلانكيون غاضبون.. ويقتحمون منزل رئيس بلادهم
• في ذروة غضب شعبي متصاعد إزاء الانهيار الاقتصادي
• الجيش والشرطة عجزوا عن التصدي لحشود المحتجين
اخترق آلاف المحتجين حواجز الشرطة في كولومبو العاصمة التجارية لسريلانكا واقتحموا مقر الإقامة الرسمي للرئيس جوتابايا راجاباكسا اليوم، في ذروة غضب شعبي متصاعد إزاء أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ سبعة عقود.وأظهرت لقطات لقناة نيوز فيرست التلفزيونية المحلية بعض المتظاهرين، الذين يلوحون بأعلام سريلانكا ويضعون خوذات، وهم يقتحمون مقر إقامة الرئيس.وأظهرت لقطات أخرى آلاف المحتجين وهم يقتحمون مقر أمانة الرئاسة المطل على البحر والذي كان موقع اعتصام للمحتجين منذ شهور.
ولم يتمكن أفراد الجيش والشرطة في الموقعين من التصدي لحشود المحتجين الذين رددوا شعارات تطالب الرئيس بالتنحي.وقال مصدران بوزارة الدفاع إن الرئيس راجاباكسا نُقل من المقر الرسمي أمس الجمعة حفاظاً على سلامته قبيل الاحتجاج.وقال مكتبه في بيان إن رئيس الوزراء رانيل ويكريميسنجه دعا اليوم السبت إلى اجتماع طارئ لقادة الأحزاب لمناقشة الوضع والتوصل إلى حل سريع.وقال البيان إنه طلب أيضاً من رئيس البرلمان استدعاء النواب.وأظهر بث مباشر على «فيسبوك» من داخل منزل الرئيس مئات المحتجين، الذين لف بعضهم الأعلام حول جسده، وهم يحتشدون في الغرف والممرات ويرددون شعارات مناهضة لراجاباكسا.كما تجول المئات في الأراضي المحيطة بالمقر الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، ولم تتسن رؤية أي مسؤول أمني.وقالت مصادر بأحد المستشفيات لـ «رويترز» إن ما لا يقل عن 21 شخصاً، بينهم شرطيان، أصيبوا خلال الاحتجاجات المستمرة ونقلوا إلى المستشفى. انهيار اقتصاديترزح الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة تحت وطأة نقص حاد في النقد الأجنبي أدى إلى تقليص الواردات الأساسية مثل الوقود والغذاء والدواء، مما دفع البلاد إلى أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها في عام 1948.وتأتي الأزمة بعد أن ألحقت جائحة كوفيد-19 أضراراً بالغة بالاقتصاد المعتمد بشدة على السياحة وقللت من تحويلات العاملين في الخارج، وذلك بالتزامن مع تراكم ديون حكومية ضخمة وارتفاع أسعار النفط وفرض حظر على استيراد الأسمدة الكيماوية العام الماضي وهو ما تسبب في الإضرار بقطاع الزراعة.ويلقي كثيرون باللوم في الأزمة على الرئيس، وتطالب احتجاجات منذ مارس اتسمت بالسلمية إلى حد بعيد باستقالته.وقال شاهد من «رويترز» إن آلاف الأشخاص تدفقوا على المنطقة الحكومية في كولومبو ورددوا شعارات مناهضة للرئيس وفككوا عدة حواجز للشرطة في طريقهم للوصول إلى منزل راجاباكسا.وقال الشاهد إن الشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء لكنها لم تتمكن من منع الحشد الغاضب من محاصرة المقر الرئاسي.ولم يتسن لرويترز تأكيد مكان الرئيس على الفور.وعلى الرغم من النقص الحاد في الوقود الذي تسبب في تعطل خدمات النقل في أنحاء البلاد، تكدس المتظاهرون في حافلات وقطارات وشاحنات من مختلف المناطق سعياً للوصول إلى كولومبو للاحتجاج على فشل الحكومة في حمايتهم من الانهيار الاقتصادي.وتفاقم الاستياء في الأسابيع الأخيرة بعد أن توقفت شحنات الوقود عن الوصول إلى الدولة التي تعاني من ضائقة مالية، مما أدى إلى إغلاق المدارس وتقليل كميات البنزين والديزل المخصصة للخدمات الأساسية.واستقل سامباث بيريرا، وهو صياد يبلغ من العمر 37 عاماً، حافلة مكتظة من بلدة نيجومبو الساحلية التي تبعد 45 كيلومتراً إلى الشمال من كولومبو للانضمام إلى الاحتجاج.وقال بيريرا مشيراً إلى الرئيس جوتابايا «طلبنا من جوتا مراراً الرحيل والعودة إلى منزله لكنه لا يزال متمسكاً بالسلطة، لن نتوقف حتى يستمع إلينا».