تراجعت أسعار النفط، صباح أمس، بعدما أثّر فرض قيود جديدة لاحتواء «كوفيد 19» في الصين والمخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي على توقعات الطلب على الوقود.وانخفض سعر خام برنت القياسي في عقود سبتمبر 1.81 دولار، أي 1.7 في المئة، إلى 105.29 دولارات للبرميل، ونزل خام غرب تكساس الوسيط في عقود أغسطس 1.95 سنت، أي 1.9 في المئة، إلى 102.14 دولار للبرميل.
وتطبق عدة مدن صينية قيوداً جديدة لاحتواء «كوفيد 19»، من إغلاق بعض الشركات إلى الإغلاق الكامل لاحتواء الإصابات الجديدة مع ظهور المتحور الفرعي الجديد (أوميكرون بي.إيه 5.2.1) سريع الانتشار.وعطلت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، التي تصفها موسكو بأنها «عملية عسكرية خاصة»، التدفقات التجارية للنفط الخام والوقود.وتراجعت أسعار النفط كذلك مع انحسار المخاوف من تعطل «كونسورتيوم» خط أنابيب بحر قزوين بعد أن ألغت محكمة روسية أمس الأول، حكماً سابقاً بتعطيل خط الأنابيب مدة 30 يوماً.لكن التجار والمتعاملين ظلوا خائفين من تعليق خط الأنابيب، الذي ينقل الخام من كازاخستان عبر البحر الأسود. وتعليقه يمكن أن يؤثر على واحد في المئة من إمدادات النفط العالمية.وتتوقع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) زيادة الطلب العالمي على النفط العام المقبل، لكن بوتيرة أبطأ قليلاً عن العام الحالي، إذ سيتلقى الاستهلاك دعماً من تحسن السيطرة على جائحة «كوفيد 19» واستمرار انتعاش نمو الاقتصاد العالمي.وفي تقريرها الشهري قالت «أوبك» إنها تتوقع زيادة الطلب العالمي على النفط بمقدار 2.7 مليون برميل يومياً في 2023. وأبقت على توقعاتها لنمو الطلب في العام الحالي دون تغيير عند 3.36 ملايين برميل يومياً.وزاد استخدام النفط بعد تراجعه بفعل الجائحة في 2020، ومن المتوقع أن يتجاوز مستويات 2019 هذا العام مع بلوغ الأسعار مستويات قياسية مرتفعة. لكن ارتفاع أسعار الخام وتفشي فيروس كورونا في الصين أدى إلى تقليص توقعات النمو لعام 2022.وورد في تقرير أوبك «توقعات بنمو اقتصادي قوي في 2023 وسط تحسن التطورات الجيوسياسية، جنباً إلى جنب مع التحسن المتوقع في احتواء «كوفيد 19» في الصين، وهو ما يتوقع أن يزيد استهلاك النفط».وقالت «أوبك» إن توقعاتها لعام 2023 تفترض أنه لن يكون هناك أي تصعيد في الحرب الأوكرانية وأن مخاطر مثل زيادة التضخم لن يكون لها تأثير قوي على النمو الاقتصادي العالمي.وترفع المنظمة وحلفاؤها ومنهم روسيا، أو التكتل المعروف باسم «أوبك بلس»، الإنتاج بعد تخفيضات قياسية في 2020 بسبب الجائحة.وفي الأشهر الماضية، خفضت «أوبك بلس» زيادات الإنتاج المستهدفة بسبب قلة استثمارات بعض أعضاء أوبك في حقول النفط وخسائر الإنتاج الروسي.وكشف التقرير أن إنتاج أوبك خالف التوقعات في يونيو وزاد 234 ألف برميل يوميا إلى 28.72 مليون برميل يومياً.وقفزت العقود الآجلة الأميركية للغاز الطبيعي حوالي 7 في المئة مساء أمس الأول، إلى أعلى مستوى في أسبوع مع زيادة استخدام أجهزة تبريد الهواء وسط موجة شديدة الحرارة رفعت الطلب على الكهرباء إلى مستويات قياسية في بضع مناطق في الولايات المتحدة.وحذرت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء في تكساس من انقطاعات متكررة محتملة وسط توقعات بأن الطلب سيسجل أعلى مستوياته على الإطلاق خلال اليومين المقبلين.وجاءت القفزة في أسعار الغاز على الرغم من زيادة في إنتاج الغاز الأميركي إلى مستويات قياسية مرتفعة وتوقعات بانخفاض في الطلب على الغاز على مدار الأسبوعين المقبلين.وأشار متعاملون أيضاً إلى أن استمرار إغلاق مصنع فريبورت لتصدير الغاز الطبيعي المسال في تكساس سيترك المزيد من الغاز في الولايات المتحدة لشركات المرافق لتعيد بسرعة ملء مخزوناتها المنخفضة للشتاء.ويعد فريبورت، ثاني أكبر مصنع لتصدير الغاز المسال في الولايات المتحدة.وأنهت عقود الغاز تسليم أغسطس، جلسة التداول في بورصة نايمكس مرتفعة 39.2 سنتاً، أو 6.5 في المئة، لتسجل عند التسوية 6.426 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ 29 يونيو.والعقود الأميركية للغاز مرتفعة حوالي 72 في المئة عن مستوياتها في بداية العام، إذ إن أسعاراً أعلى بكثير في أوروبا وآسيا تبقي الصادرات الأميركية من الغاز الطبيعي المسال قوية، خصوصاً منذ أن أثار الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، مخاوف بأن موسكو ستخفض إمدادات الغاز إلى أوروبا.ويجري تداول الغاز حول 48 دولاراً للمليون وحدة حرارية في أوروبا وعند 39 دولاراً في آسيا.
اقتصاد
النفط يتراجع مع عودة «قيود كورونا» في الصين
13-07-2022