إيران زوَّدت روسيا بمسيرات
قمة تجمع بوتين وإردوغان ورئيسي في طهران
بعد إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أن طهران تستعد لتزويد موسكو بمسيرات لاستخدامها في حرب أوكرانيا، قال مصدر رفيع المستوى بوزارة الدفاع الإيرانية لـ «الجريدة»، إن طهران سلّمت، بالفعل، المسيرات العسكرية والصواريخ إلى موسكو، وتستعد لتسليمها دفعة جديدة من الطائرات.وأكد المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن الدفعة الأولى تقترب من ألف مسيرة، وأن الإيرانيين خصصوا خطوط إنتاج لتأمين طلبات موسكو مع تزويد الطائرات بأنظمة تشغيل تدعم اللغة الروسية. وشدد على أن بيع هذه المسيرات ليس مرتبطاً بالحرب في أوكرانيا، بل إن الإيرانيين والروس كانوا يتفاوضون على تصنيع روسيا أسلحة لها في إيران، وإنتاج أخرى بشكل مشترك.
وأضاف أن بنداً في الملحق السري لاتفاقية التعاون الاستراتيجي بين البلدين ينص على تصنيع الأسلحة بشكل مشترك، وتبادل الجانبين تكنولوجيا تصنيع الأسلحة الموجودة لديهما أيضاً، مؤكداً أن إيران بدأت بالفعل في بناء معمل لتجميع الطائرات الروسية من الجيل الخامس.وأوضح أنه بسبب كلفة الإنتاج فإن روسيا والصين وافقتا على تصنيع بعض الأسلحة في إيران، وحسب الاتفاقيات الموقعة بين إيران والصين من جهة، وإيران وروسيا من جهة أخرى، فإن قسماً من هذه الأسلحة يكون لمصلحة القوات المسلحة الإيرانية، والتي تتراوح نسبتها، حسب نوعها وإنتاجها والاتفاقية، كل بمفردها، بين 40 و70 في المئة على الأقل، والقسم الآخر يُصنّع لمصلحة الدولة المقابلة، ويجب إرسالها إلى تلك الدولة أو يمكن للأخيرة أن تبيعها لإيران أو لطرف ثالث.وأشار إلى أن خلافات دبّت بين طهران وموسكو عطّلت عمل خط تصنيع طائرات روسية مقاتلة وقاذفات تم تدشينه بالفعل في الجمهورية الإسلامية، بعد مطالبة روسيا بالحصول على كل الإنتاج في ظل تنامي احتياجاتها لسد المجهود الحربي مع أوكرانيا التي تتلقى دعماً عسكرياً من دول تحالف شمال الأطلسي (الناتو). وتحدث المصدر عن رغبة القوات الروسية التقليدية في الحصول على ميزة المسيرات، التي ركزت طهران على تطويرها، بالاستناد إلى النماذج الصينية، لتأمين تحركات قواتها الصغيرة بتكلفة زهيدة حيث يتراوح سعر «الدرون» بين 300 و400 دولار.وذكر أن المسيرات التي سُلِّمت لموسكو استخدمها «حزب الله» في هجومه الأخير على منصة غاز إسرائيلية في البحر المتوسط. وكانت تقارير صحافية لفتت إلى أن مقاتلات F35 الإسرائيلية فشلت في إسقاط اثنتين من المسيرات التي استخدمها الحزب، واضطرت تل أبيب إلى استخدام طراز F16 الأقدم لإسقاطها. وتابع المصدر أن F35، بسبب قدراتها الحديثة، لا تستطيع التمييز بين هذه الطائرات والطيور العادية، والطيّار مضطر للاقتراب من الطائرة وإسقاطها عبر إطلاق النار يدوياً عن قرب.وفي وقت أعلنت إيران وروسيا عن قمة ثلاثية تستضيفها طهران بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء المقبل، قال المصدر إن هناك مقترحاً روسياً لربط الدفاعات الروسية والصينية والإيرانية ودول الدفاع المشترك، مع موسكو، في مواجهة التحركات الأميركية والغربية لضم المزيد من الدول لـ «الناتو» على غرار السويد وفنلندا وتشكيل التحالف الشرق الأوسطي. وأمس شدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، على أن الخطوة لا ترتبط بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.