أعان الله النساء!
إلى شمعدانات المجتمع، وشماعة الأخطاء، إلى أساس الحياة وهامش الذكوريين، إلى التي خُلقتْ ليُدنسها الحاقدون، الفارغون، الأبالسة وإخوان الشياطين! إلى نساء الكون ورحم الأرض، إلى الوحيدة التي لها شرف، وعرض، إلى المعنية الوحيدة بأحكام الشريعة والفقه، إلى السبب الرئيسي في طيش الشباب، وتمرد الرجال والذنوب جميعها. إلى الكيان الذي يسعى الجميع إلى تهشيمه، ووأدهِ، إلى الروح التي يأبى الرجالُ أن يحيوا دون تسلطهم عليها! يأمرون وعليها التنفيذ، يقودون وعليها الطاعة، يسرحون ويمرحون، وهي امرأة مسؤولة لا يُسمح لها بالترفيه! وإن تحررت إحداهن مصادفة، نُعتت بالفاجرة، المتمردة الملعونة!
عليها الصبر، والذكر والدعاء والصلاة، أما هو فساعة لدينه وعشرون عاماً لدنياه، باب التوبة له مفتوح وقتما شاء، أما هي فلعنة الله عليها الدهر كله، سهل جداً على المجتمع أن يحكم على امرأة بسوء، أما الرجل فـ «شايل عيبه» أتدري أين المشكلة؟ المصيبة تكمن حقًا في النساء، لأن لهن مثيلات «حقودات»، يربين أبناءهن على ما يكرهنه على أنفسهن، حتى يمارس بشاعته على من لا يحببن، كمن تشجع ابنها على التحكم في زوجته ظناً منها أنها تربي بذلك رجلاً شجاعاً، أو تلك التي تغرس في ذهن ولدها أنه القوي الجبّار التي تخشى أخواته مقاطعة كلامه، أو الزوجة الغيورة التي تطعن في شرف صديقاتها خوفاً على عيون زوجها الزائغة! أو أي أم تربي بيتها على أن أي امرأة مختلفة عنها وجريئة هي امرأة فاسدة... هؤلاء يساهمن جميعهن في تربية جيل من الذكور، يرى عيوب الإناث ويحكم عليهن دون رحمة! فتكبر الأنثى في مجتمعاتنا تؤمن أنها ضعيفة وعوجاء، وأنها تابعة، تخافُ القيادة، وأن حياتها مرهونة بزوج ورجل، لتمضي شبابها تكتُب على هامش دفاترها مواصفات فارس أحلامها، وإن لم ترزق بالرجل المنتظر، أمضت عمراً آخر تبرر للناس عدم زواجها! صارت المرأة القوية في مجتمعاتنا «عوبة» لم تخضع لتربية، وتلك الخجولة المطأطئة، هي «السنعة «المثالية، يا معشر النساء، إنهم يريدوننا هكذا؛ بلا قرار ولا رأي ولا شخصية! وإن صار لنا كيان، وأدونا نميمةً أو قتلونا بالسكين!