بمناسبة ترجمة قصتها القصيرة «أعضاء بلاستيكية»، ضمن المجموعة القصصية «يُرجى عمل اللازم» إلى اللغة الإسبانية، بترجمة الأديب حسين نهابة، قالت القاصة والروائية جميلة سيد علي: من اللحظات الفارقة في حياتي ككاتبة، نجاحي في الوصول إلى أن يطلّع على أفكاري ومفرداتي قرّاء مهتمون بالثقافة، وإن كانت قصصي بغير لغتهم الأصلية، فمن الجميل جدّا أن تحلّق أعمالنا بجناحين قويين لتطوف العالم بأسره، وهذا ما حققه لي المترجم الأديب حسين نهابة، باختياره قصتي لترجمتها ونشرها في كتابه أنطولوجيا الأدب.

Ad

جسر عابر

وركزت جميلة على دور المترجم والترجمة التي تشيّد جسرا عابرا للمكان والزمان تلتقي فوقه جميع اللغات، حيث لا موضع للعزلة، فجميع الموانع تتلاشى عند الاطّلاع على آمال وأحزان وأهداف وهموم الآخرين في هذا العالم الممتد.

وأعربت عن سعادتها للالتقاء بالكاتبتين الإسبانيتين مارغريتا ليوز ونتاليا سيريزيو، وذلك في الأمسية التي نظمتها الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، بالتعاون مع السفارة الإسبانية، وبحضور السفير الإسباني في الكويت ميجيل إغيلار عام 2021، حيث تحدثت مع الجميع حول المرأة والأدب، وتسنّى لها الاطلاع بشكل مباشر على الثقافة الاسبانية وافتقادها ترجمات الكتب الأدبية العربية.

وأكدت علي أن المترجم هو الإنسان النبيل‌ وربّان السفينة الأدبية الذي‌ يتيح للإنسان، مؤلفا كان أو قارئا، أن يلتقي ويتواصل مع الآخرين ‌في عالمنا المليء بالقصص والحكايات، لافتة إلى ضرورة أن يستوعب المترجم القصة بجميع رموزها، لتوصيل الرسالة الحقيقية للمؤلف بأمانة إلى اللغة الأخرى.

وأشارت إلى أن المترجم شريك في التأليف يرحّب به الكاتب ويسعد بدوره في‌ نقل أدبنا الى لغة‌ وثقافة‌ أخرى.

‌كما أوضحت أن الترجمة الجيدة تحفّز ذائقتنا على قراءة الرواية أو القصة؛ سواء كنّا معاصرين لتاريخ صدور هذا العمل، أو أن ألألق الفكري المشعّ عبر الزمن لكتاب ما هو ما يدفعنا إلى الاطلاع عليه بشغف، قائلة: «هذا ما حدث معي ومع الكثيرين، فقد قرأت في سنّ صغيرة في الأدب الإنكليزي والفرنسي والأميركي والروسي والإيطالي والياباني والإسباني، وغيرها الكثير، فعشت سنوات إضافية لا تحصيها شهادة ميلادي، وزرت بقاعا سياحية لم أستخدم للوصول إليها تذاكر السفر، وجمعت ثروة لغوية وأدبية لا تضاهيها كنوز العالم».

الأصوات المبدعة

من جانبه، قال المترجم والأديب العراقي حسين نهابة، وهو شاعر وكاتب وناشر، إنه حرص على نقل الثقافة العربية إلى اللغة الإسبانية من خلال إصداراته المترجمة المتعددة، وهذا هو الإصدار الثاني والثلاثون (موسوعة القصة العربية المعاصرة - الجزء الثاني) في 243 صفحة. وله من إصداراته الشخصية 47كتاباً (32 ترجمة و15 مؤلفا).

وأوضح نهابة أن الصوت الأدبي العربي لا يزال قاصراً في أوروبا، بينما الوطن العربي يعجّ بالأدباء من الكتّاب والشعراء والنقّاد والباحثين والفنانين، لكنّ أعمالهم الأدبية لم يصل منها سوى النزر اليسير، مشيرا إلى المحاولات الفردية التي يقوم بها هو وثلّة من المترجمين، لإيصال هذه الأصوات المبدعة الى دول أوروبا.

وعلى هذا الأساس، أكد نهابة أنه بدأ بترجمة إبداعات عربية من مختلف البلدان العربية؛ منها خمسة دواوين شعرية من 5 دول عربية مختلفة. وفي عام 2019 تم إصدار الجزء الأول باللغة الاسبانية من «الموسوعة الشعرية لمئة شاعر وشاعرة عرب) وفي عام 2021 تم إصدار الجزء الثاني من الموسوعة، كما سيصدر الجزء الثالث قريبا.

وعلى مستوى القصة قال نهابة «قمتُ عام 2020 بترجمة وإصدار الجزء الأول من «الموسوعة العربية المعاصرة للقصة القصيرة»، أو الأنطولوجيا، وترجمتُ فيها الى اللغة الإسبانية 40 قصة استقيتها بالتساوي من مختلف البلدان العربية.

وفي عام 2022 أصدرت الجزء الثاني من «الموسوعة العربية المعاصرة للقصة القصيرة»، وترجمتُ فيها الى اللغة الإسبانية 22 قصة استقيتها بالتساوي من مختلف البلدان العربية أيضا. ولديّ حاليا الجزء الثالث من الموسوعة سأعلن عنه قريباً. وفي السياق نفسه، أكد نهابة أن أهم معيار لاختيار القصص التي تمت ترجمتها أن يكون لدى كاتبها ما لا يقل عن مجموعتين قصصيتين، وأن يكون المؤلف من الأسماء المتميزة أدبيا في الوطن العربي من الجنسين، مع مراعاة التنوع في الاختيار بين جميع كتّاب الدول العربية (رغم صعوبة الانتقاء).

حسين نهابة خريج كلية اللغات، لغة إسبانية 1988، وخريج كلية التربية، لغة إنكليزية 2004. وترجم 20 كتاباً من اللغة الاسبانية الى «العربية»، و12 من «العربية» الى «الإسبانية». وكتابان من «العربية» إلى «الإنكليزية». صدرت له 8 دواوين شعرية ومسرحيتان و5 كتب تاريخية توثيقية. حائز 5 جوائز عالمية. أنتج فيلمين؛ الأول قصير (2018) حاز عدة جوائز عربية ودولية، والثاني وثائقي روائي (2019). كما كتبت عنه 4 كتب 2018 و2019 و2020.يذكر أن للقاصة والروائية جميلة سيد علي مجموعة قصصية بعنوان (الأصفار تشكل رقماً) مترجمة للغة الفارسية.

● فضة المعيلي