خفض الاتحاد الأوروبي، أمس، توقعات نمو منطقة اليورو إلى 2.6% هذا العام، ورفع توقعاته للتضخم بمنطقة اليورو لـ 7.6% في 2022.

وأظهرت التوقعات الاقتصادية للمفوضية الأوروبية، أمس، أن الحرب الروسية في أوكرانيا تؤدي إلى إفساد جهود الانتعاش الاقتصادي للاتحاد الأوروبي في المستقبل المنظور مع انخفاض النمو السنوي وتسجيل تضخم قياسي.

Ad

حددت الأرقام الصيفية لمنطقة اليورو التي تضم 19 دولة، أن التضخم سيصل إلى متوسط 7.6% هذا العام، وهي زيادة كبيرة عن التوقعات السابقة البالغة 6.1%. والشهر الماضي، ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 8.6% عن العام السابق.

وتراجعت توقعات النمو الاقتصادي بمقدار 0.1 نقطة إلى 2.6% لهذا العام، وهو انخفاض كبير عن نمو العام الماضي بنسبة 5.3%.

وقال نائب رئيس الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس، إن «حرب روسيا ضد أوكرانيا لا تزال تلقي بظلالها على أوروبا واقتصادنا».

وأدت الحرب إلى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، مما أدى إلى ارتفاع معدل التضخم وأثقل كاهل النمو الاقتصادي وثقة المستهلك.

وتتزايد المخاوف من أن أزمة الطاقة يمكن أن تزداد سوءاً إذا خفضت روسيا إمدادات الغاز الطبيعي أو أغلقت الضخ تماماً، بينما تتدافع الدول الأوروبية لإعادة ملء احتياطياتها استعدادًا لفصل الشتاء.

وأقر الاتحاد الأوروبي بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكنه الحفاظ على توازن الاقتصاد الأوروبي لأشهر قادمة، وجعل أي توقعات غير مؤكدة إلى حد كبير.

وقال بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي: «تعتمد المخاطر على توقعات النشاط الاقتصادي والتضخم بشكل كبير على تطور الحرب وخاصة تداعياتها على إمدادات الغاز إلى أوروبا».

ويعتبر ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم القياسي هما السببان إلى حد كبير في شاهد اقتصادي صعب آخر، إذ يحوم اليورو بالقرب من التكافؤ مع الدولار بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى له في 20 عاماً.

ومما زاد الطين بلة، أن الارتفاع الأخير في حالات الإصابة بـ»كوفيد 19» تسبب في توترات جديدة في الأسواق.

الحبوب الأوكرانية

في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن الاتصالات بين روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية، ستستمر بعد محادثات الأربعاء في إسطنبول، التي أسفرت عن بعض عناصر اتفاق محتمل.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس، بعد المحادثات، إن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة من المقرر أن توقع اتفاقاً في الأسبوع المقبل يهدف إلى استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، بحسب ما ذكرته «رويترز».

من جهتها، صرحت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، للصحافيين، أمس، بأنه «جرت بالفعل مشاورات مهمة بشأن هذا الأمر».

وأضافت: «صيغت بعض عناصر اتفاق محتمل تبحثها روسيا وأوكرانيا وتركيا الآن في عواصمها من خلال إدارات الجيش».

ارتفاع الدولار

وفي أسواق العملات، واصل الدولار الارتفاع أمس، ليصل إلى مستويات لم يبلغها منذ 24 عاماً أمام الين ويقترب من التعادل مع اليورو، وسط تكهنات من المتعاملين بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيرفع الفائدة لمكافحة التضخم.

ودفعت الاضطرابات الاقتصادية العالمية سعر الدولار للصعود بشدة باعتباره ملاذاً آمناً للقيمة، ليرتفع مؤشر الدولار الذي يقيس قيمته أمام ست عملات بأكثر من 13 في المئة هذا العام. وزاد بمقدار 0.2 نقطة مئوية أمس، إلى 108.500.

وصعد الدولار بأكثر من واحد في المئة أمام الين ليزيد على 139 يناً للدولار لأول مرة منذ عام 1998. وارتفع في أحدث تداول 1.3 في المئة إلى 139.18 يناً للدولار.

وتأرجح سعر اليورو مباشرة فوق مستوى تعادله مع الدولار بعد يوم من انخفاضه عن هذا المستوى لأول مرة منذ 20 عاماً. ونزل سعر العملة الموحدة 0.5 في المئة خلال اليوم وهبط في أحدث تداول 0.3 بالمئة ليسجل 1.00310 دولار.

وهبط سعر الجنيه الإسترليني 0.2 في المئة إلى 1.18580 دولار مع استمرار المخاوف بشأن التوقعات للاقتصاد البريطاني، على الرغم من إظهار بيانات أمس الأول، ارتفاعاً غير متوقع في الناتج المحلي في شهر مايو.

فائدة المجر

وأبقى البنك المركزي المجري أمس، على معدل الفائدة بدون تغيير بعد أن رفعه بواقع 200 نقطة أساس الأسبوع الماضي.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن صانعي السياسات أبقوا معدل الفائدة عند 9.75 % أمس.

وكانت العملة المجرية « فورنت» صاحبة أسوأ أداء في سوق العملات الناشئة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، التي تقع شرق المجر.

وقد انخفضت قيمة العملة بنحو 12% مقابل اليورو خلال هذه الفترة.