تمخضت أول قمة لزعماء دول الولايات المتحدة والإمارات والهند وإسرائيل، الذين يشكلون تكتل «I2U2»، اليوم، عن اتفاق على مبادرتين في مجال الطاقة النظيفة والأمن الغذائي في ظل الاضطرابات التي فرضتها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على الصعيد العالمي.

وركزت القمة التي جرت افتراضيا، وشارك بها الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، ورئيس الإمارات محمد بن زايد، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، على «أزمة ومعالجة ضعف الأمن الغذائي في جنوب آسيا والشرق الأوسط، والبحث عن طرق مبتكرة، لضمان إنتاج أغذية أطول أجلاً وأكثر تنوعاً، وأنظمة توصيل الأغذية، التي يمكنها إدارة الصدمات الغذائية العالمية بشكل أفضل».

Ad

وأكد بيان صدر عن القمة أن التكتل سيسعى إلى «تسخير حيوية مجتمعتها وروح المبادرة لمواجهة بعض أكبر التحديات التي تواجه عالمنا، مع التركيز بشكل خاص على الاستثمارات المشتركة في مجالات المياه والطاقة والنقل والفضاء والصحة والأمن الغذائي».

وتابع البيان أن التكتل «يعتزم تجنيد رأسمال وخبرات القطاع الخاص لتحديث البنية التحتية، وتعزيز مسارات التنمية منخفضة الكربون لصناعاتها، وتحسين الصحة العامة والوصول إلى اللقاحات، وكذلك سنعزز الاتصال المادي بين البلدان في منطقة الشرق الأوسط، وإنشاء حلول جديدة بشكل مشترك لمعالجة النفايات، واستكشاف فرص التمويل المشترك، وربط شركاتنا الناشئة باستثمارات I2U2».

وجددت الدول الـ4 دعمها ترتيبات «السلام والتطبيع التاريخية»، مع إسرائيل، وما ينتج عنها من فرص اقتصادية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

وفي المبادرة الأولى، تعهدت أبوظبي باستثمار ملياري دولار لتطوير سلسلة من المجمعات الغذائية المتكاملة في جميع أنحاء الهند، والتي ستدمج أحدث التقنيات الذكية للحد من هدر الطعام وفساده، والحفاظ على المياه العذبة، واستخدام الطاقة المتجددة.

وذكرت نيودلهي أنها ستوفر الأرض المناسبة للمشروع، وستسهل اندماج المزارعين في «حدائق الطعام»، كما ستتم دعوة القطاعين الخاصين في الولايات المتحدة وإسرائيل لتقديم خبراتهم، وتقديم حلول مبتكرة تساهم في الاستدامة الشاملة للمشروع.

وتناولت المبادرة الثانية، الطاقة النظيفة، حيث ستعمل المجموعة على تطوير مشروع طاقة متجددة هجين في ولاية غوجارات الهندية يتكون من 300 ميغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية يكملها نظام تخزين طاقة البطارية.

وقامت وكالة التجارة والتنمية الأميركية بتمويل دراسة جدوى للمشروع بقيمة 330 مليون دولار.

ويأتي ذلك في وقت تستكشف الشركات، التي تتخذ من الإمارات مقراً لها، فرص العمل كشركاء في المعرفة والاستثمار، فيما تعتزم إسرائيل والولايات المتحدة العمل مع أبوظبي ونيودلهي، لتسليط الضوء على فرص القطاع الخاص.

وفي كلمة له قبل أن تتحول القمة الافتراضية إلى اجتماع مغلق، قال بن زايد، إن الإمارات والهند وأميركا وإسرائيل لا تشترك في حدود جغرافية «لكننا نسعى لتحقيق الاستقرار والسلام». وأضاف: «قمتنا الرباعية ركزت على المناخ والزراعة وتخزين الطاقة».

من جهته، رأى الرئيس الأميركي أن «الهجوم الروسي على أوكرانيا تسبب في أزمتي غذاء وطاقة عالميتين، وبالتالي علينا التعاون بشكل جماعي لمواجهة التحديات العالمية». وشدد على «أهمية المصالح الاقتصادية في إيجاد تعاون مشترك»، مشيراً إلى أن «اللقاء الرباعي واعد على صعيد التعاون الاقتصادي والسياسي والتكنولوجي».