مع عودة الحرب إلى أبواب أوروبا، اتسم العرض العسكري التقليدي في باريس بمناسبة العيد الوطني (يوم الباستيل) اليوم، بطابع خاص مع تكريم دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) والقوات الفرنسية المنتشرة فيها.

وترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العرض الذي جرى في جادة الشانزليزيه المرموقة في أجواء سياسية داخلية معقدة، بعد الانتكاسة التي تعرض لها ائتلاف ماكرون في الانتخابات التشريعية في يونيو، مما حرمه من الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية.

Ad

وشعار العرض هو «تقاسم الشعلة»، في إشارة ثلاثية إلى الارتباط بين الجيش والدولة من جهة وشعلة «المقاومة» التي جسدها أوبير جيرمان رفيق التحرير الأخير، الذي توفي العام الماضي من جهة أخرى، والشعلة الأولمبية التي تستضيفها باريس حتى دورة الألعاب الأولمبية التي ستنظم فيها في 2024.

في المجموع، سيشارك حوالى 6300 شخص هذا العام بينهم خمسة آلاف مشياً. وتشارك في العرض أيضا 64 طائرة وطائرة مسيرة و25 مروحية ومئتا حصان و181 مركبة آلية.

وشكل العرض فرصة لتقديم المعدات الجديدة للجيوش الفرنسية مثل الآلية المدرعة للاستطلاع «جاغوار» وجيل جديد من مركبة «غريفون» المدرعة التي تحل تدريجيا محل المركبة المدرعة الأمامية في القوات البرية. وحلقت المروحية الخفيفة «ألويت» وطائرة الدفاع الجوي «ميراج 2000سي».

بدأ العرض مشاة يرفعون أعلام تسع دول أجنبية مدعوة، معظمها من البلدان المجاورة لروسيا أو أوكرانيا، وهي استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وتشيكيا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا.

بعد ذلك، ستمر القوات الفرنسية التي تم نشرها أخيراً على الجانب الشرقي من أوروبا. ويبدو بشكل واضح أن باريس عززت مهامها لطمأنة الدول منذ بداية الحرب. وقد أرسلت 500 جندي فرنسي بشكل عاجل إلى رومانيا في نهاية فبراير في إطار الناتو ومستعدة لزيادة عديدها إذا لزم الأمر.

وتشارك فرنسا أيضاً في مهام طمأنة برية وجوية في استونيا وتساعد مقاتلاتها «رافال» في حماية الأجواء البولندية. وبسبب الحرب في أوكرانيا والتضخم أيضاً، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون عن «إعادة تقييم» لقانون البرمجة العسكرية (2019-2025) من أجل «تكييف الوسائل مع التهديدات».

وبدأ رئيس الدولة في 2017 زيادة اعتمادات الدفاع بشكل كبير بعد سنوات من التراجع. وستسجل ميزانية القوات المسلحة نموا أكبر في 2022 قبل زيادة قدرها ثلاثة مليارات في 2023 لتصل إلى 44 مليار يورو. لكن النزاع العنيف الدائر في أوكرانيا كشف أوجه القصور في نظام الدفاع الفرنسي، لا سيما في مجال الذخيرة.

وتم حشد نحو 125 ألف عنصر من قوات الشرطة في جميع أنحاء فرنسا لضمان حسن سير العيد الوطني الذي سيشكل فرصة لـ»السترات الصفر» للتظاهر في العاصمة.

كما أجرى ماكرون مقابلة هي الأولى بعد إعادة انتخابه في أبريل مع قناتي «فرانس2» و»تي اف1»، قال فيها إن روسيا تستخدم الغذاء والغاز كـ «سلاح حرب» وأنه على أوروبا وفرنسا الاستعداد لانقطاع كامل لإمدادات الغاز الروسي والتخلي كلياً عن هذا الغاز.